بين الالتزامات الوطنية والوجبات الدولية ... (لاجئو الجنوب ).... إحصاءات ومخاوف



الواقع في  جنوب السودان لا يبشر باستقرار قريب , ما يثير قلق المجتمع الدولي تجاه لجوء المزيد من السكان  الي الدول المجاورة   التي تعاني ايضا من مشكلات اقتصادية وامنية , ولا تحمل المزيد من الصرف علي اللاجئين ، وتبذل هذه الدول ووكالات الامم  المتحدة والمنظمات الإنسانيه ومن بينها السودان الجار الأقرب جهودآ جبارة في توفير العون للأعداد الهائلة التي لجأت إليها ، وبما أن السودان الخيار الأمثل للفارين من الصراعات المسلحة في جنوب السودان لاعتبارات عديدة ، واستقبلت الولايات الحدودية والعاصمة القومية أعدادآ كبيرة بلغ مجملها في آخر إحصاء رسمي (400) ألف لاجئ جنوبي ، بيد أن السودان لأوضاعةه القتصادية لن يتمكن من توفير احتياجات هذا العدد الكبير    ما دفع المفوضية السامية للاجئين الي إطلاق نداء للوكالات والمنظمات  لمديد   العون لمساعدة هؤلاء اللاجئين ، وفي هذا الصدد عقد المركز السوداني للخدمان الصحفية (أم .سي) امس منبرآ إعلاميآ تحت عنوان (لاجئو جنوب السودان بين الالتزامات الوطنية ووجبات المجتمع الدولي ) تحدث فيه الامير بابكر دقنة وزير الدولة بالداخلية ، ممثل المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالسودان ، ومعتمدية اللاجئن
الداخلية :لاجئو جنوب السودان المسجلين (400) ألف نسمة وهناك تزايد مستمر بعدد من الولايات
أعداد متزايدة
وأعلن بابكر احمد دقنة وزير الدولة بوزارة الداخلية خلال المنبر الإعلامي أمس ،أن عدد لاجئي دولة جنوب السودان المسجلين رسميا في كشوفات مفوضية العون الإنساني ،يبلغ نحو (400) ألف نسمة ،وأنهم في حالة تزايد مستمر في عدد من  ولايات السودان ، وقال دقنة إن السودان أكبر دولة مستضيفة للاجئن من دولة جنوب السودان  والدول الخرى . وأوضح أن المفوضية وفرت للاجئ دولة جنوب السودان ثمانية معسكرات في شرق دارفور ، وفي النيل الابيض قدمت لهم دعما بقيمة (60) مليارات دولار، وامتدح دور المنظمات الأجنبية في دعمها المستمر للعمل الطوعي والإنساني في معسكرات اللاجيئن والنازحين .
وطالب دقنة المجتمع الدولي بدعم السودان لمحاربة التجار بالبشر لموقع السودان كدولة معبر.
 طلب مزيد من الدعم
وفي السياق ناشدت تور شيدا المفوضة السامية الجديدة لشؤوون لاجئي دولة جنوب السودان بالسودان ، المجتمع الدولي لتقديم مزيد من الدعم لمعالجة الوضع الطارئ للاجئي جنوب السودان في المعسكرات .
واكدت شيدا أن (20/) من المطلوبات لدعم اللاجئين أوفت بها المنظمات الداعمة , ولا بد من تضامن الجهود من المجتمع الدولي مع السودان لدعم اللاجئين في السودان.
وعل الصعيد , كشفت قيادات بارزة من المسيرية ودينكا نقوك ، عن فرار مئات الاسر من جنوب السودان إلي منطقتي الميرم وأنيت شمال وجنوب أبي , وقال كوال مليك شول القيادي بدينكا نقوك طبقا ل (أس.أم .سي) إن الاسر الفارة  وصلت إلي منطقة  جنوب أبيي من دولة جنوب السودان , مشيرا إلي سوء الأوضاع التي يعيشها هولاء النازحون . فيما كشف محمد عمر الأنصاري القيادي بالمسيرية ,عن فرار أسر كبيرة من أويل إلي الميرم وجزء من الولايات الحدودية مع ولايات دارفور , مبينا أنهم قاموا بتقديم المساعدات الإنسانية الالزمة للاجئين , وقال إن الأوضاع تحتاج إلي التدخل للمساعدة في تقديم خدمات الإيواء والرعاية الصحية للفارين من القتال بجنوب السودان , وكشف عن استنفار كافة القيادات والمواطينين بالمنطقة لدعم وإيواء اللاجئين الجنوبيين وتقدم الاحتياجات اللازمة لهم .
قلبة لاجئي الجنوب
ويعتبر السودان القبلة الأولى للناجين  من المحرقة الجنوبية فهو عندهم بمثابة الفردوس المفقود الذي أخرجوا منه بالحسابات السياسية . يعود الاجئون عبر الطريق الذي يعرفونه جيدا فرارا من جحيم الحرب . وإنقاذا لتوجيهات الرئيس عمر البشير عقب  اندلاع العنف بالجنوب في العام 2013 م رفعت الولايات الحدودية لدولة درجة الاستنفار  لمجابهة  تدفقات  الاجئين  وتقدم المعونات الانسانية  ومواد الإواء والصحة وعبر نحو (1500)  لاجئ من رعايا دولة الجنوب إلى داخل الحدود السودانية عبر النقطة الصفرية  (جودة العدل ) في العام 2014 م الى جانب هروب (4000 ) لاجئ وبجودة  (الفخار ) عند النقطة الصفرية (وانطو) التي تبعد اكثر من كليو ونص متر داخل الحدود مع دولة الجنوب .
وتكلفت السلطات السودانية بتقديم الدعم الإسعافي للهاربين من جحيم الحرب في الجنوب في النيل الأبيض بتوزيع مواد إيواء ومواد غذائية متمثلة في مشمعات وبطاطين وأواني منزلية بجانب دقيق وزيت وفاصوليات ، فضلاً عن الوجبات الجاهزة ، وبدأت جمعية الهلال الأحمر رحلاتها لنقلل الأجئين لمحلية الجبلين بالولاية . في الوقت الذي قدمت فيه ( اليونسيف ) خدمات صحية فيما يتعلق بصحة الأطفال والنساء ، وكشفت معتمدية اللاجئين  في العام 2014 / عن دخول (3630) لاجئا من دولة الجنوب إلى السودان عبر ولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض ، وأشارت المفوضية إلى التنسيق المشترك مع المفوضية السامية لشؤون اللأجئين وبرنامج الغذاء العالمي لتقديم المساعدات الأساسية للمتأثرين .
وفي أغسطس الماضي أطلق آلاف الأجئين من جنوب السودان في ولاية شمال دارفور نداء للحكومة السودانية والمنظمات اللإنسانية لإغاثتهم وتقديم الغذاء والكساء لهم .
نداء استغاثة
وقال أجاك دينق كوال يومها ، إن الآلاف من اللأجئين الجنوبيين الفارين من الحربفي وحول منطقة اللعيت يصل إلى حوالي (7) آلاف شخص ، موضحاً أنه لايوجد إحصاء رسمي معنمد للفارين الجنوبيين في هذه المنطقة .
وفي 30 يونيو الماضي استعجل عضو برلماني الحكومة والمنظمات لحصر ومساعداة آلاف اللاجئين الذين فروا من بحر الغزال صوب محلية اللعيت الحدودية بينشمال وشرق دارفور ، حيث تمركزوا في مناطق " جوادات ، دليل دخري ، حسكنيتة  وأبو سفيان ".
ووصل وفد من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومفوضية العون الإنساني ووزارة الصحة إلى جنوب دارفور في أواخر يوليو للوقوف على أوضاع اللأجئين الذين وصلو عقب تجدد أحداث العنف بدولة جنوب السودان وحصر أعدادهم
وأشار السلطان أجاك إلى حاجة اللاجئين بمنطقة اللعيتالكساء والإيواء والغذاء والدواء ، مشيرا إلى معاناتهم ابالغة في فصل الأمطار.
تأثير على الاقتصاد
وكان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان ، أفاد بأن حوالى (80) ألفاً من المدنيين الجنوبيين وصوا إلى دارفور منذ بداية العام الحالى ، تركز نحو (53) الفاً منهم في ولاية شرق دارفور المتخمة لمنطقة بحر الغزال في جنوب السودان .
وتشير بعض التقارير إلى ازدياد أعداد اللاجئين إلى السودان حال استمرار المعارك في الجنوب وهو مايؤثر سلياً على الاقتصاد بالولاية في ظل الظروف الصعبة مايشكل عبئاً إضافياً وضغطاً على حكومة السودان اقتصادياً ، وذلك بضرورة توفير الغذاء ومواد الإيواء والخدمات الصحية للاجئين الذين منحتهم الحكومة الحق في التمتع والعيش بحرية حول أرجاء الوطن مثلهم مثل المواطن السوداني الأمر الذي حفز الجنوبين للتوجة صوب السودان .
ومع ازدياد حالات اللجوء والنزوح يظل أمام الحكومة السودانية تحد كبير لمحجابهة معدلات الأعداد الكبيرة من اللاجئين بتقديم الخدمات لهم رغم الظروف الاقتصادية الحرة التي تعيشها البلاد ، مع ترشيح الأوضاع لمزيد من اللاجئين الوافدين .

نبيل صالح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية