حراسة الحوار .. مسؤولية المواطن قبل السياسيين
لان عدم الاستقرار السياسي يقود الي التفلتات
الامنية وهي بدورها تزرع الخوف في نفوس المواطنين ، لذلك يصبح المواطن هو الاحرص
والاعلي مسؤولية من غيره في حراسة مخرجات الحوار الوطني ، وكذلك منظمات المجتمع
المدني والصحافة ، رغم معاناتها ، عليهم جميعا تقع المسؤولية في حراسة وحماية
وصيانة مخرجات الحوار الوطني .
وعي المواطن مهم لانه هو السلاح الحقيقي
لحماية الوطن من الهواة والمغامرين وتجار المناصب ن والساعين الي مراكز السلطة
والاستيزار ، ومثلما قال احد المتحدثين في ندوة الاستقلال الكبرى يوم امس داخل
قاعة الشهيد الزبير ، ان الوعي الحالي للشعب السوداني يجعل من الصعب علي اي شخص ان
يخدعه او يغشه ، وهذه هي حقيقة وحدت نفسي اوكد عليها كواحد من ثلاثة مناقشين في
تلك الندوة التي نظمتها واعدت لها لجنة المناشط السياسية المنبثقة عن اللجنة
القومية العليا لاعداد احتفالات البلاد بذكري الاستقلال ، والتي وقف خلفها منسقا
الاستاذ تاج الدين بشير نيام وخاطبها الوزير برئاسة مجلس الوزراء الامير احمد سعد
عمر خلال الفرصة التي سنحت لصاحبكم دعا الي ان تقوم الصحافة بدورها الرقابي
الحقيقي في حماية تلك المخرجات وفي الرقابة علي تنفيذها وفي متابعة اداء بقية
السلطات ، وذكر صاحبكم انه لا ينزعج عندما تحمل الوسائل والوسائط الاعلامية انباء
عن تظاهرات طلابية في البحر الاحمر او اي من ولايات دارفور ، او اية ولاية اخري ، بل
يسعد كثيرا لان هذا يعني تقتح عقول هؤلاء الشباب ووعيهم ، والوعي كما اشرنا هو اول
اشارات التعرف على الظلم ، وهضم الحقوق .
وخلال تلك المداخلة اشرت لحديث صديقي وزميلي
القديم الدكتور مصطفي محمود الناصري العنيد والسياسي العنيد وقلت اننا عندما دخلنا
الي الجامعة ووجدنا امامنا الاخ مصطفي محمود وكان رئيسا للتنظيم الناصري ، كان عدد
الذين جلسوا لامتحان الشهادة في عامنا ذاك بكل مراكز الامتخانات في السودان
لايتجاوز الخمسة عشر الف طالب وطالبة ، ونجد الان ان طلاب التعليم العالي وحدهم
يتجاوز عددهم النصف مليون طالب وطالبة ، في اشارات موجبه نحمد عليها ثورة التعليم
العالي التي نشات بموجبها اكثر من مائة جامعة وكلية على طول البلاد وعرضها ، لذلك
لا خوف على بلادنا ولا علي ابنائنا .
ولا يحزنون
نقطة ثالثة ومهمة وهي مطالبة عدد من الذين
شاركوا في الندوة وهي ضرورة نقل مثل هذه الندوات الي الولايات ففيها فوائد عظيمة
وتفتح افاقا جديدة للوعي الجماهيري وترسخ لاحد اهم مشروعاتنا السياسية بعد
الاستقلال .
المنصة ضمت نجوما امتلكوا ناصية الحديث
وانطلقوا من فهم عميق بضرورة الاعتراف بالاخر ومشاركته ، ونحن جميعنا نعلم ان بعض
القيادات داخل عدد من الاحزاب لا تريد الحوار ولا مخرجاته ، ليس قصورا في الفهم ،
ولكن وعيا بما يمكن ان يشكله ذلك من خطورة علي وجودها السياسي المزمن .
شكرا جزيلا لرئاسة الجمهورية وللجنة القومية
العليا للاستقلال وللجنة المناشط السياسية وللامير احمد سعد عمر وللصديق الاستاذ
تاج الدين بشير نيام ولصديقنا الاستاذ حاتم حسن بخيت ولكل المشاركين والمناقشين
السادة الفريق صديق محمد اسماعيل ، الطيب مصطفي ، مني فاروق سليمان ، نهار عثمان
نهار ، الدكتور امبلي العجب ، مريم جسور ، عصمت علي ابراهيم ، الدكتور مصطفي محمود
، يوسف الشنبلي ، فقد قدموا للحضور الكريم حصة لا تعوض ، الا بالاعادة في الوطنية
والوعي السياسي .
مصطفي ابو العزائم
تعليقات
إرسال تعليق