تحالف التمرد والمعارضة .. هل يطيح بالحزب الشيوعي ؟


لم يكن الاتفاق والبيان الذي تم توقيعه بالامس بين قطاع الشمال والحزب الشيوعي السوداني اول ثمرة للتواصل بين الحزبين ، فقد دخل الطرفان في اوقات سابقة في تحالفات مشتركة ، كما انهما قد وقعا على بيانات متشركة من قبل في مراحل سابقة من العام الماضي والاعوام السابقة له ، في الوقت الذي انهمرت فيه التساؤلات تترى بين الفينة والاخرى حول القوى المشتركة في هذا التمرد الجديد الطي يهدف الي اضفاء رونق بطعم القوى المشاركة فيه ، وقد اتفق الشيوعي والحركة الشعبية ، على تطوير العمل المشترك بينهما وكافة القوى السياسية لتصعيد النضال السلمي الجماهيري لاسقاط النظام ، وتوحيد المعارضة .
واكدا العمل مع القوى الاخرى وتوحيد المعارضة بكافة اقسامها في مركو واحد مرن قادر على التصدي لمهام العمل اليومي وتصعيد النضال لاسقاط النظام .
كما دعا بيانهما الي تعزيز العلاقات بين قوي المعارصة استنادا الي ما تم التوافق عليه من تفاهمات ومواثيق سيما نداء السودان والاجماع الوطني والانفتاح على القوى الاجتماعية الجديدة وشدد الشيوعي والشعبية على تطوير العمل المشترك بينهما وقوى المعارضة لوقف الحرب ومخاطبة القضية الانسانية وحماية المدنيين ولفت البيان الصادر عقب اجتماع ضم وفدس الحزب الشيوعي والحركة الشعبية الي ان المعركة مع النظام تظل طويلة ومعقدة وتحتاج لتراص الصفوف واصطفاف العمل المعارض والتصدي للمهام اليومية ، مضيفا وبناء لجان العصيان والمقاومة الشعبية والدفاع عن القضايا المعيشية .
نشاط الشعبية
نشطت الحركة الشعبية شمال التي تقود تمردا مسلحا في المنطقتين { كردفان والنيل الازرق } منذ العام 2011 في الدعوة لتوحيد كيانات المعارضة التي تعصف بينها الخلافات .
واكد البيان على ضرورة توحد قوى المعارضة في جبهة العمل الخارجي يتقديم خطاب موحد للمجتمع الاقليمي والدولي ، واردف قائلا : { ومطالبتهما باتخاذ نهج جديد في التعامل مع القضية السودانية ، وقيام حملات مشتركة حول القضايا الانسانية وحماية المدنيين } ، وسبق ان اتفقت الحركة الشعبية لتحرير السودان ، شمال والجبهة الوطنية العريضة بقيادة علي محمود حسين ، واواخر ديسمبر من العام الماضي ، علي قيام مركز موحد للمعارضة لمواجهة النظام الحاكم في السودان .
سوط القانون
ويؤكد د. الفاتح محجوب الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي لـ الانتباهة ان تدشين التعامل والتعاون بشكل غير معلن موجود بين الطرفين قطاع الشمال والشيوعي بينما ذات التنسيق بين مكونات قوي الاجماع الوطني بذات الشكل نجده في السابق موجودا ، وان يبادر قطاع الشمال والشيوعي لتوحيد جهودهما لابراز جبهة يسارية لاسقاط النظام هو ما يقرا من هذا التشكيل الجديد .
وقال الفاتح ان النقطة الابرز في هذا التوجه هي موافقة قطاع الشمال على التنسيق مع حزب مسجل الشيوعي نحو التوجه للنضال السلمي ، وهو بدوره يشير للتحول الكبير في مفاهيم القطاع ، واكد دكتور الفاتح ان البيان يمكن قراءاته من زاويتين ، حيث انه قال ان التنسيق بين حركة مسلحة تقاتل النظام وحزب سياسي رسمي مسجل بالدولة  يدخل هذا الحزب تحت طائلة العقوبات وربما يؤدي الي ايقافه ، لذلك يرى الفاتح ان البيان كان مصرا علي مسالة النضال السلمي الجماهيري ، وهو حق مشروع يكفله الدستور ويقرا بانه مناورة من الطرفين لاخفاء التنسيق بينهما كطرفين معاديين للحكومة والحزب الحاكم ، وجعل هذا التعاون الا يدخل الطرف المسجل تحت طائلة القانون وايضا لاعلان العمل الرسمي تمهيدا لبناء جبهة يسارية ضد النظام الذي يجد توحيد الكثير من المواقف بالنسبة للاجسام والاحزاب المعارضة ، اما الزاوية الاخري التي يمكن ان يقرا من خلالها البيان ، فيشير محجوب الي ان هناك اساليب سلمية بدا يتبعها القطاع لاسقاط النظام وتحول من العمل العسكري الي العمل السلمي والجماهيري ، وهذا يعني بحسب الفاتح محجوب ان تحولا جذريا بدا يطرا في مسار القطاع وبيان انه راغب في تحول الحركة الي حزب سياسي وجماهيري ، ولكن الفاتح يقول ان هذه القراءة مردودة لان الطرف الذي يريد ذلك عليه التحول بالدخول في التفاوض عبر المنبر المعلن لانهاء التمرد ، وبالتالي فان البيان اشارة الي بدء تعاون كبير بين الاحزاب اليسارية وقطاع الشمال .
صبغة يسارية
ويشير الخبير الامني الامين الحسن لـ الانتباهة حول هذا التعاون والبيان المشترك ، الي ان الخطوة تعني ان اعلانا لتنسيق العمل المشترك السياسي والامني العسكري من جهة اخري قد بدا في مرحلة ثانية عقب خطوة المعارضة التي اتبعتها لاسقاط النظام في اواخر العام المنصرم ، مشيرا الي دعوات العسيان المدني التي كان تبناها الحزب الشيوعي .
وقال الحسن ان العمل المشترك بين القطاع الشيوعي لم يكن وليد هذا البيان فحسب ، وانما هناك توحيد للجهود طيلة السنوات الماضية بغرض اسقاط النظام رابطهم التوحيد في ذلك هو البعد الايديولوحي للطرفين ، بيد ان الشيوعي يتبع العمل الجماهيري والنضال السياسي السلمي في وقت يتبع فيه قطاع الشمال العمل العسكري المسلح لذات الغرض والهدف .
وزاد الحسن ان اسقاط النظام هو الهدف الذي يجمع الطرفين طيلة كل السنوات الماضية ، ولكنه اشار الي ان ميول القطاع للعمل السلمي هذه المرة هو الحدث الجديد الذي يجب الوقوف عنده طويلا ، ويشير بعض المتابعين للاحداث الي ان هذا العمل يستند الي ما توصلت له المعارضة السودانية باحزابها السياسية والفصائل السياسية المسلحة من خلال اتفاقيات ومواثيق كثيرة جرت وتم التوقيع عليها عقب حوار عميق بين هذه الفصائل بالداخل والخارج بعلم الحزب الحاكم ، بين فصائل المعارضة في الجبهة الثورية وتحالف قوي الاجماع الوطني وقوى نداء السودان وكل القوي المعارضة الاخري التي كانت تهدف للوصول للانتفاضة الشعبية واقتلاع النظام ، بكافة اشكال الدعم سياسيا واعلاميا ودبلوماسيا وماديا لكسب التضامن مع قضية السودان العادلة دوليا واقليميا ، مؤكدا ان الخطوة الراهنة بين القطاع والشيوعي تاتي تكميلا لتلك الجهود التي فشلت في تحقيق ذلك المسعي ،  فهل سياتي هذا الاعلان الجديد بالجديد على ساحة المعارضة السياسية والعسكرية ؟ ام ان الدعوة والاعلان سيلقي مصير التكاملات السابقة بين الاحزاب الايديولوجية ذات الصبغة اليسارية ؟ .
عبدالله عبدالرحيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية