الجبهة الثورية .. الإعلان الأخير ومرجعيات السلام




وقد كشف تقرير خبراء الامم المتحدة ان النشاط الرئيسي لهذه الحركات أصبح يتمركز في النهب المسلح والارتزاق وهو ما ظلت تردده الحكومة منذ فترة كونه من الامور التي يمكن ان يتأسس عليها احتمال اقصاء هذه الحركات واستبعادها من بناء معادلة السلام في دارفور واختزل ماتبقي من هذه  الحركات، التي أشار إلي أنها  «لم تتخل بعد عن القتال»  – خلافا لما  قررته تلك الحركات مجتمعة  في اعلان باريس وبرلين  –  في  محض جماعات تمارس النهب المسلح والإرتزاق ، في ليبيا  وجنوب السودان ، وتأمل، مع ذلك ، في أن تعاود القتال، من جديد ، بعد إعادة بناء نفسها.
ويري المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبدالله رزق في حديثه لـ«الصحافة » امس ان استبعاد الحركات الدارفورية من تكوين الجبهة الثورية تحت قيادة مالك عقار ربما يستند الي هذا الواقع الميداني للحركات بحسب وصف خبراء الامم المتحدة ومحاولة قطاع الشمال لاعادة بناء تحالف يستقوى به وذلك استعدادا لمفاوضات قادمة مع الحكومة السودانية في اديس ابابا لاسيما ان نهج التفاوض في اثيوبيا قد كرس تمايزاً وانفصالا بين مسارين احدهما يتعلق بدارفور والاخر يتعلق بالمنطقتين«النيل الأزرق وجنوب كردفان» ولكل مسار مرجعياته الخاصة به وأجندته المختلفة .
وينظر المراقبون الي ان التشكيل الجديد لقيادة الجبهة قد حمل مسميات صورية مثل نصر الدين الهادي المهدي نائبا لعقار في انه لا وزن سياسي له او جناح عسكري.
وأشار عبدالله رزق الي تزامن تسريب محتوي التقرير الأممي  ، مع  تصريحات للمبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان ، دونالد بوث ، انتقد فيها المعارضة المسلحة ، وخاصة ، الحركة الشعبية لتحرير السودان ، قطاع الشمال ، ووصفها بأنها تُعلِي مصالحها الخاصة علي مصالح المواطنين ، وحذر المجتمع الدولي من الثقة الزائدة بها . ماقد يعتبر مقدمة او مهاداً ، لسياسة أو رؤية جديدة للمجتمع الدولي ، للأوضاع بالبلاد،  وآفاق تطورها ، في ظل تعاون، أو تحالف قيد النشوء ، بين واشنطن  والخرطوم ، لايقتضي من أمريكا المحافظة علي النظام القائم ، حسب ، وأنما مساعدته علي تجاوز مشكلاته الداخلية، أيضاً ، ليكون مؤهلا للقيام بأعباء اقليمية ، في محاربة  أمريكا للإرهاب ،  وفق الإستراتيجية الأمريكية ، فضلأ عن محاربة الإتجار بالبشر،  والهجرة السرية إلي أوروبا، والمساعدة في دعم نظام سلفاكير في جنوب السودان.
ويمثل قطاع الشمال، الذي كان  طرفاً في جبهة تضم حركات دارفور ، جزءا من تحالف نداء السودان، الذي يضم كافة الحركات المسلحة ، إلي جانب قوى سياسية معارضة أخري  ، يسعي من خلال خارطة الطريق ، لإيجاد حل متفاوض عليه مع الحكومة  للأزمة السودانية ، بوساطة الاتحاد الأفريقي ، ودعم من الترويكا . غير  أن التقييم السلبي ، للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ، للحركات المسلحة ، سيلقي بظلاله علي المفاوضات ،المتوقع استئنافها بين الحكومة وتحالف نداء السودان ، برعاية ثابو مبيكي، قريباً ، وعلي ناتج تلك المفاوضات وذلك بحسب المحلل السياسي عبدالله رزق .
ويتمثل ضعف الحركات  المسلحة ، وخفة ثقلها العسكري ، الميداني ، وانحسار دعم المجتمع الدولي لها، كنوع من ممارسة  الضغط  عليها ،من ناحية ، وتقارب واشنطون مع الخرطوم، من ناحية أخري  ، سيتضامن  علي إنهاء الحرب ، وإيجاد تسوية ما للنزاع ، وفق معطيات التوازن الراهن للقوى.
فاطمة رابح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية