الحركة الشعبية قطاع الشمال التعنت سيد الموقف
التفاوض بين
الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال حول كيفية توصيل المعونات الانسانية الي
مناطق النزاع لا يزال مستمرا في ظل تخوف الطرفين الامر الذي جعل التفاوض معقدا في
الوقت الذي يطالب فيه الكثيرون بضرورة مراعاة الجانب الانساني في هذا الملف دون
الالتفات الي اي امر اخر .
تجديد الرفض
وساطات متعددة
ومبادرات مختلفة من اجل الدفع بالتفاوض من حين لاخر بين الحكومة والحركة الشعبية
قطاع الشما الا ان ذلك لم يحدث اي انفراج بشان الملف فقد رفضت الحركة الشعبية قطاع
الشمال مجددا مقترحا امريكيا لايصال المساعدات الانسانية الي مناطق النزاع المسلح
في جنوب كردفان والنيل الازرق وتمسكت في ذات الوقت بايجاد معبر خارجي لنقل
المعونات الانسانية ولم تفلح اجتماعات عقدها مسؤولون دوليون مع الحركة بباريس في
زحزحتها عن موقفها وكان مدير بعثة المعونة الامريكية بالسودان جفري اشلي قد اعلن
في مؤتمر صحفي موافقة الحكومة السودانية على ادخال المساعدات للمنطقتين بواسطة
المعونة الامريكية والمنظمات الانسانية نقل المساعدات والادوية الي اي مطار سوداني
داخلي لتتاكد السلطات السودانية محتوى الشحنة ومن ثم نقلها للمتضررين في مناطق
سيطرة الحركة في جنوب كردفان والنيل الازرق مشيرا بان الحركة الشعبية قطاع الشمال
ترفض ذلك .
حل جذري
ويعتبر عدد من
المراقبين للتفاوض بان اي رفض من قبل الحكومة او الحركة الشعبية قطاع الشمال خطا
كبيرا وهو ما يشير اليه القيادي بحزب الامة القومي فضل الله برمة ناصر وقال ان
الاتفاق الاخير بين الحكومة والحركة باديس ابابا توصل الي تنازل الحركة عن جزء من
دخول المعونات عبر مطارات خارجية والمتبقية عبر ميناء بورتسودان واضاف برمة
للاهرام اليوم علينا كسودانيين ان نتولي توصيل الاعانات عبر المنظمات الوطنية بدلا
من نوليها للامم المتحدة مشيرا الي ان مقترح امريكا بشانه حل وسطي للطرفين وقال كل
من الطرفين يشكلل في الاخر وان الحكومة متخوفة من دخول الاسلحة للمنطقتين عبر
المعونات والحركة الشعبية تشكك في عدم ايصال المعونات مستحقيها ونبه الي ان حوجة
الناس الماسة تتطلب مجهودات الطرفين كسودانيين وتعجب برمة من حرص امريكا على توصيل
الاعانات اكثر من الحكومة والحركة الشعبية خاصة وان طعام وعلاج المواطنين يدخل
دائرة اهتماهم كافة الاطراف ووصف عدم اتفاق الحركة والحكومة على توصيل الاعانات
بالعيب مؤكدا بان المقترح الامريكي موفق للطرفين ويزيل شكوكهما وعليهم ان يعلموا
بان السودانيين هم الاكثر حرصا على توصيل الاعانات والواجب يحكم عليهم التوصل الي
حل جذري للامر .
دروع بشرية
من جهته يرى
المحلل السياسي الحاج حمد ان الحكومة والحركة الشعبية بانهم ينظرون الي الامر بوجه
نظر امنية مما يتسبب في اعاقة توصيل الاعانات الي المواطن واتهم حمد من خلال حديثه
ل الاهرام اليوم الطرفين باستغلال المواطنين كدروع بشرية وقال ان المشروع الامريكي
في توصيل الاغاثات غير واضح وانها تعمل على فتح سوق الاغاثة لها وهذا بدا في منطقة
قولو بدارفور بعد ان سمحت لها الحكومة بهبوط الطائرات مباشرة في المنطقة الامر
الذي كان ممنوحا وسمحت به الحكومة واضاف بان فكرة الحكومة احادية في توصيل الاعانات
وان العمل الانساني لا يحتاج الي كل هذا وعلي الحكومة تحديد مساراتها ومداخلها
وهناك تدارب فعليا للحركة في فترة جون قرنق بدخول الاسلحة في الجنوب وقال هذا ليس سرا
بان هناك قطاعات بالنظام العالمي تدعم الحركات المتمردة بالاسلحة ولكن هناك اكثر
من اسلوب لاستخدامه كضمانات لوصول الاعانات بدون تحديد الجهة ووصف التفاوض الحكومي
بالقاصر على الحكومة وبان لا تسمح للحركة الشعبية باستخدام المواطنين كدروع بشرية
وان رقض الحكومة للاعانات وتركها للامريكان يعتبر عمل سوق واحتكار وان الحركة
الشعبية والحكومة لم تجعل مصالح المواطن اولا والطرفين يتفاوضان تاركين المواطنين
وقال هنالك اكثر من عشر سنوات لم تكن لديهم عملية تحصين للاطفال لامراض الطفولة
وناشد في خاتمة حديثه الحكومة والحركة الشعبية الوصول لحلول منطقية .
ميسون البصير
تعليقات
إرسال تعليق