الحكومة والمعارضة في عيادة الأطباء "2-2"
با لأمس أوصحنا الدروس التي يجب ان
تتعلمها الحكومة من إضراب الأطباء . واليوم سنكتب عن الدروس الواجب أن تتعلمها
المعارضة. لقد كفاني الأستاذ نبيل أديب المحامي والمناضل الإنسان ، كثيرا مما يمكن
ان يقال بكلماته السامقة تشبهة والتي بثه
في الأسافير، حين قال : ( المعارضون الذين شعروا بخيبة أمل بسبب انتهاء إضراب الأطباء دون أن يسقط النظام ليسوا جديرين بحمل
لواء المعارضة ....لماذا ؟ أولا لن ذلك يعني أنهم لم يتعاطفوا مع الأطباء حقيقة بل
أرداوا استغلال كربتهم لأسباب سياسية ومن
لايشعر بآلام الجماهير غير جدير بتمثيلها ، ثانيا لأن الذين يعتقدون أن كل إضراب
وفي كل مظاهرة بداية لنهاية النظام غير جديرين بقيادة الجماهير التي تعلم بحسب
حسها نضوج الأزمة وتمير بين الذاتي والموضوعي ).
لقد نظر استاذ أديب بعين
المعارضوافنسان الحكيم الذي يعرف الفرق بين المتاجرة السياسية وخدمة قضايا الجماهير . ومن أسباب نجاح هذا الإضراب
أنه جمع اليساريين والإسلامين والمستقلين ، وهي الكتلة التي صنعت الفارق وضيقت فرص الاستغلال السياسي للأزمة .
فالدرس الذي يجب أن تتعلمه المعارضة هو درس نبيل ...!!!
اكتشفت المعارضة أن التغيييرقد
يجري بعيدا عن مجراها وتنظيراتها ، وأن الشعب قادر على الفرز الصحيح بين ماهو
سياسي وما هو قضية وطنية تهم الجميع . ولذا كانت لجنة الأطباء من الذكاء بأن
تعاملت مع الجميع بعقل مفتوح ، تعاملت مع الأطباء بمختلف انتماءاتهم ، ومع الحكومة
في أعلى الأطباء مستوياتها وكانت القضية
واضحة في أذهانهم بلا لبس فأداروها بحكمة
، في وقت كانت فيه عاصفة البيانات الثورية
للمعارضة تعصف بلإعلام وكأن رياح أكتوبر هبت .
المشكلة أن المعارضة بنفسها القصير
لم تتعامل مه هذا التحرك المطلبي بنظرة استراتيجية ولو أنها فعلت ذلك لنأت بنفسها تماما عن ملعب الإضراب وعملت على دعم الكتلة
التي تكونت بملامحها ذاتها ، لأن في تلك الكتلة المتحدة بين التيارات المتنوعة ما يمكن أن يشي بنوع تغيير مختلف لايشبه في شكلة
أكتوبر ول أبريلا ، ولكن المعارضة العجلى ترغب في حصد مالم تزرعة أصلا .
اليسد ياسر عرمان في إفادة له بعد رفع الإضراب يلوم الأطباء قائلا :
(ولكن هاجس بعض الأطباء في الابعاد عن القوى السياسية المعارضة وإبراز أي وجه سياسي للإضراب دفع بعض دوائر الإضراب
للابتعاد عن قوى المجتمع المدني والسياسي ) ثم يضيف : ( نحن نعلن دعمنا مجددا
للأطباء ولمطالبهم ، وقضيتهم ليست في جزيرة معزولة ، مع قناعتنا باحترام خصوصية دائة
قضاياهم ). المعارضة بمسمياتها المختلفة ترغب في أن تتمسح في الأطباء ليست قضية
معزولة .( ألعب غيرها ياأستاذ ) ، كل القضايا غير معزولة عن بعضها ولكن لكل قضية
خصوصيتها وشكل تحالفاتها وتكتيكاتها ولها
ميدانها وتوقيتها ، فالتخليط السياسي والمهني في زمان غير زمانه هو محض مهزلة
ستقود لكارثة ، الحمد لله أن ياسر لم يجد من يصغي لهفي ندائه الحزين .
عادل الباز
تعليقات
إرسال تعليق