عقلية قطاع الشمال
برغم
المتغيرات الكبيرة, التي طرأت على المسرح السياسي والأمني والعملياتي, حيث
كانت تجري فيه وقائع الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في السودان القديم,
واستنفدت الأطراف كل أدوات الصراع والمكر والخداع, وتوظيف العلاقات الإقليمية
والدولية لتحقيق أعلى النقاط على حساب ( العدو)
ماتزال الحركة الشعبية (قطاع الشمال) تقف على ذات الأطلال, وتحمل نفس الروح والتصورات, وتستخدم ذات الأدوات, لتحقيق أهدافها, بشاهد موقفها الأخير في موضوع إغاثة المناطق المتأثرة بالصراع, بالتحديد (جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان), وإصرارها الغريب على أن تجيء الإغاثة من خارج حدود السودان مباشرة عبر الطيران إلى مناطق تحددها الحركة, حيث لا شاهد ولا رقيب على محتويات هذه الإغاثات, وكمياتها, وأنواعها, والإشراف على توزيعها لتحقيق الغاية من كل ذلك, وهي دفع الضرر الحاصل على المواطنين المتأثرين بالصراع, وانقطاع السبل عنهم, وعدم قدرتهم على ممارسة الأنشطة الاقتصادية التي كانوا يعتاشون منها كالزراعة والرعي, والتبادل التجاري وغيرها .
وكل ذلك, لأن تجربة شريان الحياة من قبل 25 عاما, وفي ظرف دولي معاد كلياً للسودان ( شمالاً تحديداً ) وضعت الحكومة تحت الضغط للقبول بعمليات شريان الحياة, التي كرست كل جهدها لإعادة تأهيل جيش الحركة الشعبية الذي تفاقمت مشكلاته اللوجستية, فأمدته بكامل الشدة في السلاح والمؤن القتالية, وأعادت إليه الحياة, دون الالتفات لبقية الجوعى والمآسي الإنسانية التي تم بموجبها التصريح .. وهكذا حال الساسة والسياسة عندهم, فهم بلا قلوب, وإن وجدت فبلا رحمة .
الآن, الأوضاع مختلفة تماماً, ورقاع الأمن أوسع, والحكومة في وضع تبسط فيه السيطرة إلا من بعض الجيوب النائية, ولأسباب موضوعية, ولذلك تنتفي المقارنة بين ماتم في شريان الحياة السابقة, وما بين رغبة قطاع الشمال وتكرار التجربة لحصد نفس النتائج, وذلك لعدة أسباب موضوعية, إذا تمت الموافقة المبدئية على تقديم إغاثة عاجلة للمتأثرين بالصراعات المسلحة في المنطقتين .
فسهولة الوصول (براً ) مع توفير الطرق والدروب, والمواد الغذائية, مع التكلفة القليلة قياساً بالنقل الجوي المكلف .
مراعاة سيادة الدولة, وهذا حق لايمكن التنازل عنه, بحيث تجوب الطائرات الفضاء السوداني دون أن يعلم السودان ما تحمله هذه الطائرات .
المحافظة على الأمن وسلامة المواطنين, بالكشف والإشراف على الحمولات حتى لا تدخل أغذية ومواد منتهية الصلاحية, إضافة إلى التأكد من خلو الشحنات من الأسلحة والعتاد الحربي, وهذا حق أصيل للدولة .
فإذا كان الأمر الإغاثة الإنسانية ( بريئاً ) تماماً فلم الإصرار على دخولها من خارج السودان؟ وبدون رقابة حكومية؟ الأمر الذي يؤكد سوء النية, وعدم اعتبار البعد الإنساني للمتأثرين, بل والمتاجرة بمآسيهم وأوجاعهم, وما أكثر الأدلة على هذا بالمقارنة كيف يعيش هؤلاء القادة وأباطرة الحروب وأسرهم وذووهم, في مقابل مايلقاه المواطنون في تلك المناطق من شظف العيش والحرمان .
اللقاء الأخير (غير الرسمي) في أديس أبابا الأسبوع الماضي, برغم أنه أتاح فرصة أخيرة للمراجعة في هذا الشأن بالنسبة لقطاع الشمال, ولكن غلبت عليهم ( روح اليسار التخريبية) التي لا ترعى إلاً ولاذمة في وطن ولا مواطن, كما في حال ( بعض عناصر الأطباء) ومحاولاتهم تحويل قضية (العنف ) الذي وقع على بعض الكوادر الطبية, ولأسباب مختلفة, يمكن أن لا تبرئ ساحة بعض المعتدى عليهم تماماً, تحويلها إلى قضية سياسية, وباباً (يجيب الريح) لأجل إطفاء جذوة حكومة غرمائهم التقليديين, حين امتنعوا عن مباشرة علاج المرضى حتى في الحالات الحرجة والطوارئ, ليتساووا في الجُرم مع المتهمين بضرب الأطباء, فأيهم أشد إيلاما وظلماً بيناً, الطبيب الذي يتعمد عدم إسعاف المريض مع سبق الإصرار والترصد, أم أي مشادة كلامية والاستجابة لدواعي الاستفزاز !!
إنها عقلية قطاع الشمال, ومنهج اليسار في إدارة الصراع بأدوات لا تمت للأخلاق بصلة, ولذلك ليس مفاجئاً أن يرفض قطاع الشمال إغاثة المتضررين إلا إذا وافقت هواه, بأن يحول العملية الإغاثية ساتراً لنقل السلاح والمؤن القتالية لآخر ما تبقى لديهم من عناصر ..
موقف الحكومة منطقي, وقانوني, بأن لا تسمح بانتهاك السيادة الوطنية, وبالضرورة أن يعرف مواطنو المناطق المتضررة من الذي يقف ضد مصالحهم ويحرمهم حق الحياة, إنها عقلية اليسار, قطاع الشمال .
ماتزال الحركة الشعبية (قطاع الشمال) تقف على ذات الأطلال, وتحمل نفس الروح والتصورات, وتستخدم ذات الأدوات, لتحقيق أهدافها, بشاهد موقفها الأخير في موضوع إغاثة المناطق المتأثرة بالصراع, بالتحديد (جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان), وإصرارها الغريب على أن تجيء الإغاثة من خارج حدود السودان مباشرة عبر الطيران إلى مناطق تحددها الحركة, حيث لا شاهد ولا رقيب على محتويات هذه الإغاثات, وكمياتها, وأنواعها, والإشراف على توزيعها لتحقيق الغاية من كل ذلك, وهي دفع الضرر الحاصل على المواطنين المتأثرين بالصراع, وانقطاع السبل عنهم, وعدم قدرتهم على ممارسة الأنشطة الاقتصادية التي كانوا يعتاشون منها كالزراعة والرعي, والتبادل التجاري وغيرها .
وكل ذلك, لأن تجربة شريان الحياة من قبل 25 عاما, وفي ظرف دولي معاد كلياً للسودان ( شمالاً تحديداً ) وضعت الحكومة تحت الضغط للقبول بعمليات شريان الحياة, التي كرست كل جهدها لإعادة تأهيل جيش الحركة الشعبية الذي تفاقمت مشكلاته اللوجستية, فأمدته بكامل الشدة في السلاح والمؤن القتالية, وأعادت إليه الحياة, دون الالتفات لبقية الجوعى والمآسي الإنسانية التي تم بموجبها التصريح .. وهكذا حال الساسة والسياسة عندهم, فهم بلا قلوب, وإن وجدت فبلا رحمة .
الآن, الأوضاع مختلفة تماماً, ورقاع الأمن أوسع, والحكومة في وضع تبسط فيه السيطرة إلا من بعض الجيوب النائية, ولأسباب موضوعية, ولذلك تنتفي المقارنة بين ماتم في شريان الحياة السابقة, وما بين رغبة قطاع الشمال وتكرار التجربة لحصد نفس النتائج, وذلك لعدة أسباب موضوعية, إذا تمت الموافقة المبدئية على تقديم إغاثة عاجلة للمتأثرين بالصراعات المسلحة في المنطقتين .
فسهولة الوصول (براً ) مع توفير الطرق والدروب, والمواد الغذائية, مع التكلفة القليلة قياساً بالنقل الجوي المكلف .
مراعاة سيادة الدولة, وهذا حق لايمكن التنازل عنه, بحيث تجوب الطائرات الفضاء السوداني دون أن يعلم السودان ما تحمله هذه الطائرات .
المحافظة على الأمن وسلامة المواطنين, بالكشف والإشراف على الحمولات حتى لا تدخل أغذية ومواد منتهية الصلاحية, إضافة إلى التأكد من خلو الشحنات من الأسلحة والعتاد الحربي, وهذا حق أصيل للدولة .
فإذا كان الأمر الإغاثة الإنسانية ( بريئاً ) تماماً فلم الإصرار على دخولها من خارج السودان؟ وبدون رقابة حكومية؟ الأمر الذي يؤكد سوء النية, وعدم اعتبار البعد الإنساني للمتأثرين, بل والمتاجرة بمآسيهم وأوجاعهم, وما أكثر الأدلة على هذا بالمقارنة كيف يعيش هؤلاء القادة وأباطرة الحروب وأسرهم وذووهم, في مقابل مايلقاه المواطنون في تلك المناطق من شظف العيش والحرمان .
اللقاء الأخير (غير الرسمي) في أديس أبابا الأسبوع الماضي, برغم أنه أتاح فرصة أخيرة للمراجعة في هذا الشأن بالنسبة لقطاع الشمال, ولكن غلبت عليهم ( روح اليسار التخريبية) التي لا ترعى إلاً ولاذمة في وطن ولا مواطن, كما في حال ( بعض عناصر الأطباء) ومحاولاتهم تحويل قضية (العنف ) الذي وقع على بعض الكوادر الطبية, ولأسباب مختلفة, يمكن أن لا تبرئ ساحة بعض المعتدى عليهم تماماً, تحويلها إلى قضية سياسية, وباباً (يجيب الريح) لأجل إطفاء جذوة حكومة غرمائهم التقليديين, حين امتنعوا عن مباشرة علاج المرضى حتى في الحالات الحرجة والطوارئ, ليتساووا في الجُرم مع المتهمين بضرب الأطباء, فأيهم أشد إيلاما وظلماً بيناً, الطبيب الذي يتعمد عدم إسعاف المريض مع سبق الإصرار والترصد, أم أي مشادة كلامية والاستجابة لدواعي الاستفزاز !!
إنها عقلية قطاع الشمال, ومنهج اليسار في إدارة الصراع بأدوات لا تمت للأخلاق بصلة, ولذلك ليس مفاجئاً أن يرفض قطاع الشمال إغاثة المتضررين إلا إذا وافقت هواه, بأن يحول العملية الإغاثية ساتراً لنقل السلاح والمؤن القتالية لآخر ما تبقى لديهم من عناصر ..
موقف الحكومة منطقي, وقانوني, بأن لا تسمح بانتهاك السيادة الوطنية, وبالضرورة أن يعرف مواطنو المناطق المتضررة من الذي يقف ضد مصالحهم ويحرمهم حق الحياة, إنها عقلية اليسار, قطاع الشمال .
اللواء
ركن م / يونس محمود محمد
تعليقات
إرسال تعليق