تحولات مبارك المهدي
اكثر الفصائل ضجيجاً الخراف
وصخباً :كلاب الشوارع
وصبراً : الابل
ومحققو التراث
وخفة دم : القرود والقطط و المقتبسون
وخبثاً : الثعالب والسياسيون
وكتماناً : السلاحف والتماسيح والسياسيون مرة اخرى
أعرفه مثلما اتحسس أصابعي وانطق اسمي واعرف نواياي وجوع
بطني ، واكاد أعرف ماسيقوله قبل تخلق النطق بفمه لاحتكاكي اليومي به لخمس سنوات ثم
خلافي معه سنين عدداً مبارك من السياسين الذين يؤسسون لمواقفهم بناء على المعلومات
وتفاصيلها ، لكن عيبه انه يهتم بالمعلومة ولايابه لمصدرها ن لانها ربما تكون (نجرة
) ن لكن الاهم انه يعرف بدقة كل تفاصيل وخطط ونوايا المراكز الخفية التى ظلت تدير
ازمة السودان بارع في قراءتها مواقفها وظل لردح من الزمان يراهن على دورها الحاسم
في اي تغيير سيتم في السودان ، ولان هذه المراكز ذات طبيعة خفية فهي تولى ثقتها
الى في قلة محدودة من السياسين ولايستطيع الوصول اليها كثيرون ممن نعدهم من
الابرار .
استفاد مبارك بحكم موقعه في مامضى كامين عام للتجمع
وبحكم براجماتيته وتخففه من الحمولات الايدولوجية فجسر طرقاً سالكة لهذه المراكز
الخفية في اوربا والولايات المتحدة ،
قوى معرفته بجنوب السودان لاعلى مستوى الشعارات التى
تهفو لها افئدة مثقفي الشمال مثل شعار ( السودان الجديد ) انما على العمق الغائر
الذي تنعقد على جوهرة التحالفات القبلية والانحيازات الاقليمية ومواقف الكنائس
والقوى الدولية ن وصار له يد وكعب في الجنوب المتخلق حديثاً والمتوزع بين ( الفساد
والسودان الجديد ).
علاقته بالجنوب كمستثمر وسياسي صعدت علاقته بقطاع الشمال
الذي يعتمده الجنوب راس رمح للتغيير في الشمال به اكثر من ثقتهم في سياسين بارزين
من دعاة العلمانية والدولة الت تتشكل وفقاً للرؤية التاريخية للغرب .
هذه قراءة محايدة للمشهد ليس المقصود منها الانحياز او
التفريظ ولا تستهدف الحكم بالافضلية بقدر ماتحاول الاضاءة في مجاهيل طبيعتها
الظلمة او كما يقول نقاد أدب مابعد الحداثة ( تذويب قطرة الضوء في ظلمة الحدث )
.موقف مبارك السياسي الاخير في تقديري نبع من تامل متفطن للمشهد وهذا الموقف الذي
تبناه يؤشر لتحولات في ميكانيزم المركز الخفي ، وسيوضح لاحقاً طبيعة التخلل الذي
سيصيبه مثله مثل ( الكشف المبكر ) لسرطان تتنادى خلاياه برشاقة .
قيمة موقفه تتجلى في ان الخارج الذي تراهن عليه القوى
المعارضة منذ عام 1989م بمن فيهم هو ’ بدا يتصدع ، ولن يكمل مشواره وربما تتغير
مواقفه لمواقف نقيضة وربما تصبح تلك هي المواقف النهائية .
اتخاذ مبارك لهذا الموقف رسالة واضحة الحروف ومكتوبة
بالخط الكوفي فحواها ان ( الخارج دخل غمده الى غمده ).
خلافي الوحيد مع موقفه رغم حقيقته انه كان الأجدر به ان
يوقع وثيقة الحوار الوطني باسمه وليس باسم حزب الامة القومي ن الذي ينكر عضويته في
الاصل .
تعليقات
إرسال تعليق