الحوار الوطني ...ملخص الأفكار ورؤي التنفيذ
تدخل
البلاد اليوم مرحلة جديدة في تاريخها السياسي بإعلان الوثيقة الوطنية بعد ان أجمعت
كل القوي الوطنية السودانية امس بإجازة توصيات مؤتمر الحوار الوطني دون ان يكون
هنالك صوت نشاز وهذا مؤشر كبير علي ان القوي السياسية الوطنية يمكن ان تجتمع داخل
السودان وتخرج من مجمل اجتماعاتها ولقاءاتها زبدة سودانية خالصة خالية من الحلول
الخارجية المعلبة, والتي لا تتناسب ومكوناتها مع طبيعة الشعب السوداني والذي قدم
درسا لكل الشعوب ان الحوار الوطني هو انجع الحلول لكل وطن يعاني من أزمات داخلية
بسبب التدخلات الخارجية او الاعوجاج في منظمومة او بنية العمل السياسي او
الاجتماعي فية , والعمل الذي قدمه السودان من خلال انفاذ الحوار الوطني ,وما توصل
اليه في محاوره الستة كانت محل اهتمام ومتابعة من دول الجوار او من الدول ذات
التشابة السياسي والاجتماعي في السودان , وكانت تلك الدول وهي تتابع أمر الحوار
الوطني السوداني وما يتلخص عنه من توصيات يمكن ان يكون ميثاقا وطنيا , وهو بالفعل
ما هدف اليه الحوار الوطني في محطته
الاخيرة , ووهو الوصول الي إجازة التوصيات والتي بدورها تكون اساس للوثيقة الوطنية
والتي بدورها تكون اساس الدستور , وفي هذا الدستور تكون ميزته من
الدساتير السابقة هو انه يتحقق فيه اكبر اجماع وطني وناقش كل ما يهم الوطن
والمواطن من خلال محاور النقاش الستة .
وتجربة
السودان في الحوار الوطني أصبحت محل اهتمام أفريقي وها هو منتدي الكرامة الافريقي
يعلن من خلال زيارته الاخيرة للسودان عن نقل تجربة السودان لبقية الدول التي
ظروفها السياسية والاجتماعية مثل السودان وما أكثر تشابه دول القارة الافريقية
وحاجاتها لحوار وطني تجمع فيها كل القضايا
وتطرح الحلول وتجاز التوصيات في النهاية مثل ما فعل أهل السودان.
وقال
فرانك كومنجا , رئيس وفد منتدي الكرامة الافريقي الذي زار الخرطوم مؤخرا ان
المنتدي سيعلن عن ترتيبات يقوم بها الوفد لعقد منتدي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا , لعكس التجربة السودانية في الحوار
للبلدان الأفريقية والتبشير بها كأنموذج
لحل القضايا الخلافية.
وأعتبر
الحوار الوطني السوداني أنموذجا لحل القضايا الأفريقية , مبديا استعداد الوفد
للمشاركة في المؤتمر العام للحوار الوطني اليوم الاثنين .
وكانت
موريتانيا من اولي الدول الافريقية التي تشابه السودان في كثير من العادات
والتقاليد والقضايا السياسية والاجتماعية , فتشهد عاصمتها نواكشوط هذه الايام
مؤتمرا لقضايا الحوار الوطني مسار اهتمام اقليمي ودولي , وهنالك كثير من
التعاطي مع مخرجات الحوار الوطني من قبل
بعض الدول الغربية وهو في حد ذاته يعتبر انتصارا للحوار الوطني , واليوم تشهد قاعة
الصداقة حضورا دوليا واقليميا ليشهد مع اهل السودان ختام مؤتمر الحوار الوطني
واعلان الوثيقة الوطنية , وهذا الحضور
الدولي , والاقليمي , وكذلك الحضور الاعلامي الكثيف الذي يغطي جلسات اليوم والحشد
الجماهيري غدا الثلاثاء في الساحة الخضراء كفيل بان ينقل هذه التجربة السودانية
لكثير من الشعوب ويوثقها بالقدر الذي تكون فية مرجعية يمكن ان تعتمدها الامم
المتحدة لتكون من اهم وثائقها في تجارب الشعوب ,لتستفيد منها الانسانية , ويكون
للسودان فضل في تقديم تجربته هذه لتكون زادا وعلاجا ناجعا لكثير من البلدان التي
اقعدتها خلافاتها السياسية والاجتماعية والمذهبية من التقدم والنهوض والخروج من
كبواتها .
ان
خلاضة الافكار التي خرجت من مؤتمر الحوار الوطني ,هي عصارة فكر سوداني , وكانت محل
تقدير حتي من القوي السياسية المعارضة وليس أدل علي ذلك مما قاله السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة المعارض
ان توصيات مؤتمر الحوار الوطني هي (عين) ما تطالب به المعارضة وقوي نداء السودان.
وتبقى
رؤى التنفيذ هى التجربة السودانية التي يقدمها للعالم ، استقراراً سياسياً
واجتماعية واقتصادياً ، ليس أدل على ذلك ماعكسته القنوات الفضائية السودانية من
حالة الاستقرار الذي يشهده اقليم دارفور وماصرح به وزراء الزراعة في جنوب دارفور
وشرق دارفور وشمال ووسط دارفور من استقرار في الموسم الزراعي هذا العام وان هنالك
مشكلة التسويق للانتاجية العالية في محاصيل الذرة والدخن والسمسم والفول السوداني
.
ولعل
هذه واحدة من بشريات الحوار الوطني وحالة الاستقرار النفسي لدي المواطنين والتي
انعكست في مناطق النزاع والحروب الى انتاجية عالية ، فكيف الحال لوتم تنفيذ هذه
توصيات على أرض الواقع بالتاكيد فان حال السودان سيختلف كثيراً ، وهذا مايتوقعه كل
اهل السودان والذين يراقبون تجربته من الخارج .
تعليقات
إرسال تعليق