العصيان .. من يفكر { خارج الصندوق } ؟
لن نمل من تذكير المؤتمر الوطني
بأهمية إجراء إصلاحات وجراحات تخاطب الواقع السياسي والاقتصادي بكل جرأة وشجاعة ،
ليس خوفا من العصيان او حتى الثورة لان أعمار الحكومات بيد الله وانه جل جلاله هو
الذي يؤتي الملك وينزعه ممن يشاء ، ولكن انطلاقا من مسؤولياته كحزب حاكم وسلطة
مسؤولة عن امن البلد واستقرارها ومعاش مواطنيها .
هذا الالحاح في المطالبة كذلك لن
يمنعنا من انتقاد الحراك الذي تقوده القوى المعارضة بشقيها المدني والمسلح للقفز
بالبلاد في الظلام باستغلال الظروف الاقتصادية الراهنة .
لذا فإنني خلافا للمنقدين استبشرت جدا
بحديث الباشمهندس ابراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني وهو يتحدث عن تكوين غرفة
عمليات للتعامل مع العصيان ، ليس من باب الزهو بقدرة السلطة على التعامل مع التحرك
المعلن بالطبع ، وانما احتفاء بانتباه
الوطني لضرورة التعامل مع ما يدور في الشارع .
محمود اعلن هذا الامر في لقاء طبيعته
تعبوية ولا اعتقد انه يتعارض مع تطمينه لقواعد حزبه بالا يكترثوا لكثير مما يشاع
حول قدرة العصيان علي احداث بلبلة تقود الي حالة من الفوضي وعدم الاستقرار .
ليس من المنطق ان { يصهين } الوطني
عما يدور في الشارع ، حالة من العافية السياسية المطلوبة كانت حاضرة في حديث
المساعد عن العصيان ، احساس الدولة بنبض الشارع وما يدور فيه امر مهم لادارة شؤون
البلاد ، لو قال محمود للناس { من انتم ؟} لحق عليهم انتقاده ، اما ان يمنح وزنا
لما يدور ويتعامل معه بالجدية اللازمة فان هذا نهج موفق ينبغي ان يجد الاشادة
والترحيب لا الانتقاد والتبخيس .
من قال ان اهتمام الرئيس والمؤتمر
الوطني وجهاز الدولة السياسي بامر العصيان يمنح الدعوة منصة تقوية ، ولماذا يطلبون
من الحكام الصمت عما يدور وكانه يحدث في وطن اخر ، لماذا يريدون للوطن ان يفرش {
التبروقة } ويستسلم للقدر القادم دون ان ينبس قادته ببنت شفة .
على عكس كثيرين اري ان اكتراث المؤتمر
الوطني لما يدور يمكن ان يكون مدخلا لمعالجات تستهدف وضع الملح على جراحنا الوطني
ومراجعة الممارسة السياسية في كثير من الجوانب التي تستدعي الاصلاح والمراجعة وهذا
هو المطلوب .
الساحة اليساسية تقتضي عقلاء يعلون من
مصلحة الوطن بعيدا عن اجندة الاقتصاء وتصفية وجود الدولة تنفيذا للمطامع والاجندات
الشخصية ، حتي اذا ذهبت الانقاذ وانضم اهلها للمعارضة ، وجاء اهل النضال للحكم
فماذا سيستفيد الوطن غير البقاء في الدائرة الخبيثة حكم تم معارضة واشخاص يتبادلون
المراكز والكراسي الي حين اعتصام وثورة اخرى ، الامر يحتاج الي تفكير خارج الصندوق
.
محمد عبدالقادر
تعليقات
إرسال تعليق