المساعدات الإنسانية ..... عقبة التفاوضات



تمثل قضية المساعدات  الإنسانية ، واحدة من القضايا  الشائكة في مسألة التفاوض حول قضية المنطقتين  " النيل الأزرق وجنوب كردفان "  بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال يتخذها ذريعة  أو لتغطية إيصال السلاح والعتاد الى قواتها في تلك المناطق بعد أن فقدت العديد من نقاط الدعم   والمساندة ، وهي بالتالي تجبر المواطنين   هناك على لبقاء والاستسلام . فيما تقول الحركة الشعبية إن الحكومة  ترفض إدخال المساعدات الإنسانية  للنازحين في تلك المناطق والمتأثرين من الحرب  تجعلها من الأولويات  في بنود  التفاوض ، ماجعلها عقبة كؤود في جولات التفاوض الماضية كلها .

مبادرات متنوعة
مؤخراً ، دعا بشارة جمعة أرور عضو وفد الحكومة  المفاوض  حول المنطقتين  ، أطراف التفاوض لاتخاذ موقف إيجابي  والتحلى بالإدارة السياسية  لأجل إنجاح جولة المفاوضات  القديمة  ، بع ان فشلت كل الجولات الماضية في الوصول إلى نقطة النهاية في قضية الحرب والسلام والتي أصبحت جلية  لا أحد يستطيع  توقع نهاياتها  بالتحديد في ظل التمترس  حول المواقف المعلنة  ، رغم أن الحكومة  وقعت من قبل على الاتفاقية  الثلاثية التي قدمت من قبل الأمم المتحدة والاتحاد  الافريقي والجامعات العربية  والاتحاد الأفريقي  والجامعات  العربية  والتي تقول إن المساعدات تأتي من الأمم  المتحدة بإشراف الحكومة السودانية ،  ولكن الحركة الشعبية رفضت تلك الاتفاقية  وظلت متمسكة  بموقفها بأن تأتي المساعدات مباشرة دون إشراف الحكومة  ، وبعد تمسك  الحركة بهذا الموقف  وتوقف المساعدات تقدمت الحكومة بمبادرة أخرى يراها البعض أكثر مرونة بأن تأتي المساعدات من الخارج عبر المطارات  كادوقلي  والدمازين  وألبيض وبعد فحصها يتم إرسالها الى  وجهتها التي يتفق عليها ، ولكن  الحركة  رفضت أيضا هذا المبادرة وتقدمت برؤية اخرى بأن تأتي (80%)  من المساعدات عبر المطارات المذكورة وأن تأتي (20%)  عبر أصوصة  مباشرة  لمناطق النازحين والمتأثرين  ، الأمر الذي رفضته الحكومة باعتبار أن هذه الرؤية  تثير الشكوك حول الهدف من جلب نسبة من المساعدات مباشرة دون  علم الحكومة  ، إلا أن الحركة  ظلت متمسكة  بموقفها  هذا ، بل وضعته كورقة تفاوضية في جولاتها مع الحكومة لتكسب تعاطف  بعض   الجهات بقضية العمل الإنساني  وإيصال المساعدات . وظاهر الأمر ان الحكومة  نجحت لحد ما في إفشال التفاوض  وهي تعلم انه من المستحيل التواصل لنقطة التقاء إلا إذا تم تنازل عن هذه السقوفات التفاوضية  .
 ذريعة للفشل
بشارة أرور الأمين  السياسي لحزب العدالة ، قال في تصريح نقله المركز  السوداني للخدمات الصحفية ، إن إيصال المساعدات الإنسانية  يجب الأا يكون ذريعة للطرف الآخر لإفشال المفاوضات ، وأضاف أن المساعدات لها ىلياتها المتمثلة في منظمات  المجتمع المدني والجهات  الداعمة بجانب  البرنامج  الثلاثيلجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ، وتابع :( إن ما توصلنا إلية في خارطة الطريق كاف لحل جميع القضايا  المختلف حولها ).  وأشار أرور إلى أن قطاع الشمال  ظل يعمل على تجسير   الهواة لأجل إطالة أمد الحرب وتعقيد المشاكل والأزمات
 وحسب حديث أرور فإن الحركة  الشعبية غير راغبة في التفاوض  والوصول لسلام ، وذات الفرضية يدعمها  الموقف المعلن مؤخراً من قبل الحركة بإيقاف  التفاوض مع الحكومة  ، خاصة  , وأن  الساحة السودانية تترقب انتهاء فترة وقف إطلاق النار بين الحكومة والحركات  المسلحة  ، ومن خلال مواقف الحركة الرافضة للتواصل  إلى سلام  في المنطقتين  ، فإن الفترة  المقبلة قد تكون الأكثر سخونة بين الجانبين ، على الرغم من أن رئيس الآلية  الأفريقية  رفيعة المستوى ثامبو امبيكي  يقوم بجولات ماكوكية  لتقريب وجهات النظر بين الطرفين  لتحريك  ملف السلام الشائك ، فالرجل يسعى ويجتهد ألا يكتب في سيرته الذاتية أنه فشل في معالجة  قضية الحرب والسلام  ، ولكنه بالنأكيد لن يحقق له كل ما يتمناه فعقبات كثيرة في طريقه تحتاج منه لجهد أكثر .
الوسيطة هي الحل
 د. آدم  محمد أحمد استاذ العلوم السياسية  بالجامعات  السودانية ، يقول إن الحل الوسط أفضل  التعنت والتمسك بموقف واحد دون التنازل لحل آخر .
ويضيف لــ( الرأي العام ) أمس  : يجب أن يعلم الطرفان أن إيصال المساعدات كلها عن طريق الحكومة  ليست حلاً  مناسباً  ولا الرؤية مشتركة تضع حلاً  للأزمة ويتم الاتفاق عليها بين  الجانبين ، وأن يراعي الطرفان مصلحة المواطنين المتآثرين  بالأحداث . وأشار آدم  الى أن الموقف  الحالية  تعقد قضية  التفاوض وبالتالي تطيل أمد الحرب في المنطقتين . وأكد ان المساومة حول المتآثرين  وجعلهم  كرت ضغط في التفاوض من الأخطاء الكبيرة  ويعتبر سوء اخلاق لأنه  يجب ألا  يربط بين الناس الأبرياء  والخلافات  السياسية  بهذه الصورة . وحديث  د. آدم يجيء متسقاً مع مطالبة العديد من الجهات بضرورة الفصل  بين قضايا  التفاوض والمساعدات الإنسانية ، وخاصة من جانب قطاع الشمال ، باعتبارهاعملاً إنسانياً .

الأمين علي حسن  



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية