الشيوعي والمعارضة .. أزمة ثقة
مضى
أسبوع كامل على دعوة العصيان المدني التي
اعلنها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، لتعود القوى السياسية الى التقيم
والتحليل ومعرفة النتائج وأماكن الضعف الضعف والقوة ، ليوجه الحزب الشيوعي
السوداني الاتهامات الى الاحزاب السياسية والمعارضة والمناوئة للحكومة بأنها كانت
سببا في افشال العصيان المدني الذي وضعت
عليه المعارضة آمالا عراضا . واثار حديث الشيوعي الذي صدر عن الناطق الرسمي باسم
الحزب ، كثيرا من الاستفهامات ، حيث أن ماأدلى به يتنافى مع الحدايث التي قالت إن
العصيان لاتوجد جهة تدعمه ، وان ناشطين لا ينتمون الى جهة سياسية محددة هم من
دعواله وتبنوه ، لان ماقاله فتحي فضل الناطق باسم الحزب الماركسي العجوز يشيرإلى
أن الزملاء خططوا لهذا العصيان ووجهوا عضويتهم وقواعدهم لتنفيذه ومواجهة الحكومة ،
ولكن حسب التصريح فإن الاحذاب السياسية الأخرى المعارضة كانت غائبة عنمسرح الاحداث
أوغير قادرة على فعل شئ ، بل ان
الشيوعي - حسب ماقاله فتحي -
يرى ان القوى السياسية فشلت في السيطرة على النقايات أو تحريكها ما يعني أن مفاتيح الشارع التقليدي
تيدلت لمصلحة الحكومة .
وحسب
مانشر في الزميلة ( الانتباهة ) ، فإن الناطق الرسمي باسم الشيوعي فتحي فضل ، قال
إن (( الاحزاب السياسية خذلتنا وان النقابات تم تدجينها )) وأوضاف فتي حسب ما ورد
بالخبر بان الاحزاب السياسية ((اهتمت بالسياسة واغفلت معاش الناس )) كما اعيرف
بوجود مفارقة كبيرة بين ماتم في العصيان المدني الأخير واحداث سبتمبر في العام
2013م ، وجزم بانالمناخ كان مواتيا لإحداث التغير المطلوب للنظام .
الحديث
الذي تم نشره امس ، وتم تداوله على نطاق واسع ، جاء – حسب الخبر – في اجتماع مغلق
للحزب الشيوعي ، وفيه اعترف رسمي بأن العصيان المدني الذي كان يرجى منه تغير
الحكومة فشل ، وكشف الموقف الحقيقي للقوى السياسية المعارضة، واظهر عدم مقدرتها
على الاستفادة من الظروف التي توفرها لها الحكومة
حيث ذكر فتحي فضل في حديثه أن الفرصة كانت مواتية للتغيير نسبة للظروف
الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد . لكن القوى السياسية لم تستطيع استغلالها
بلصورة المثلى ، بل ان الحديث فيه اعتراف بان قيادة الشاريع اصبحت ليست من الامور السهلة لان النقابات تم تدجينها
– وفقا لنص الخبر – والقوى والاحزاب والتيارات
السياسية غير قادرة على مساندة بعضها البعض وتنفيذ برامج فاعلة تنتزع بها
زمام المبادرة .
ويرى
الحزب الشيوعي ، أن المناخ الحالي محبط بسبب التكالب المستتر على برنامج الدولة
وحزبها الذي وصفه بالفاسد ، حيث ذكر الناطق الرسمي للشيوعي ، أن لجان الحزب
العاملة في العاصمة والولايات قد أرسلت تقارير تفيد بخذلان الأحزاب وعدم مقدرتها
على تحريك الشارع لمناهضة القرارات الاقتصادية الأخيرة واقناع الرأي العام باهمية
تنفيذالعصيان المدني ، وقال فتحي – حسب الخبر – إن الحكومة وجدت تعاطفاً وتفاهما
لقرارتها الاقتصادية الاخيرة لانعدام التجارب الجماهيري مع العصيان المدني فتحي
فضل قال كذلك : ((لااقوال فقدنا الامل في الحلفاء بالداخل والخارج ولكن بعد تجربة
اضراب الاطباء الفاشلة واجهاض فكرة العصيان المدني لااستبعد الخذلان والخضوع من احزاب يغشها سبات عميق في
محنة الوطن ومعاش الناس )) .واكد فتحي فضل ضرورة تكثيف المساعي نحو حزب المؤتمر
السوداني وحزب الامة القومي على وجه التحديد والدقة خلال الايام القادمة عبر
اللجان المشتركة لانجاح العصيان المدني القادم في خطته الجديدة في التاسع عشر
من الشهر الجاري ، وضرورة اقناعهم باهمية اغتنام الفرصة التاريخية التي اتت على
طبق من ذهب ممثلة في اهمية توحيد العمل
المعارض لان النظام يعيش اضعف حللاته – حسب تعبيره . وحديث الشيوعي ، يراه
البعض تحليلا شاملا للساحة السياسية في ظل الظروف الحالية ، حيث لاسبيل له غير
السعي للتحالف مع حزبي الامة القومي والمؤتمر السوداني لانهما يعتبران انشط اجزاب
المعارضة حاليا، على الرغم من ان الامة
يعيش هو الآخر صراع تيارات ادى الى اضعافه مع الغياب التام لرئيسه الامام الصادق
المهدي من خلال منفاه الاختياري بالعاصمة المصرية القاهرة . وبالمقابل فإن
المؤتمرالسوداني ينشط إعلاميا ولكن ينقصه الوجود الجماهيري ، حيث يتركز وجوده في
بعض مناطق العاصمة الخرطوم ، إلا أنه ورغم ذلك لايملك الشيوعي غير التحالف مع واحد
من هذين الحزبين أو كليهما . وعلى الصعيد ، يقول القيادي بحزب الامة القومي
الدكتور ابراهيم الامين إن البلاد تعاني من ازمة اقتصادية وازمة في المعارضة
السياسية . ويضيف في حديثه ل(الرأي العام ) امس ، بأن النخب السياسية انشغلت
بمصالحها الخاصة على حساب المصالح العامة التي تهم المواطنين والوطن . واشار
ابراهيم الى انه يأمل في الاجيال القادمة ان تكون أفضل من الاجيال الحالية الحاكمة
والمعارضة. وطلب جيل الشباب بضرورة الابتعاد عن الصراعات والخلافات وان يعملوا
لصالح الوطن بعيدا عن التخاذل . ويوافق ماذكره الدكتور إبراهيم الأمين ، رؤية كثير
من المحللين والسياسيين ، وهي أن البلاد تعاني فعلا من أزمة سياسية تتمثل في
المعارضة السياسية والنخبة وغياب الثقة ، وهي رؤية تتطابق كذلك مع ماذهب اليه الدكتور
منصور خالد في كتابه(النخبة السياسية وادمان الفشل ) ، والذي تحدث فيه عن فشل
النخب السياسية في السودان
الأمين علي حسن
تعليقات
إرسال تعليق