العصيان ....وسيلةُ أم غاية ؟!!!
هل
تدحرجت كرة الروليت حتى بات هذا السؤال ذي
معنى ...؟؟ كلا لا أظن ذلك .... وسيظل هذا السؤال قائما حتى تنجلي الكثير من الأمور ... حين بدأت الدعوة للعصيان المدني أول مابدأت منتصف
نوفمبر الماضي .... اتبطت بالإجراءات الاقتصادية الأخيرة ... مع المطالبة بتراجع الحكومة عنها
... وانتهى اعتصام 27 نوفمبر بما انتهي إليه ... ثم كرت المسبحة ....
بخطوة 19 ديسمبر ... ثم تصاعدت الوتيرة في
الاتجاهين ... اتجاه مناصرة العصيان حد التبشير بأن النظام سيتهاوى عشية يوم
الاعتصام ... وفي اتجاه المناهضة حد الظن
بأن إفشال الاعتصام يعني كتابة حياةجديدة
للنظام ... وما هذا بصحيح ولا ذلك ... وللحكومة في أجر الترويج للاعتصام ضعفاً ما
للمعارضة ....!!!
نعم...
يظل السؤال قائما ... هل هو غاية أم وسيلة
...؟ أن ديناميكية إدارة العصيان قد تغيرت مائة وثمانية درجة ... وأصبحت دعوة مفتوحة لمواجهة شاملة مع
النظام .... والنظام نفسه لم يقصر أيضا ... فقد استجاب للدعوة ... وراح يحشد آليات
التصدي ... على طريقته طبعا .... ولئن
سألت الداعين للمواجهة عن آلياتهم ... بل
وتصوراتهم فسيسقط في يدك ... فلن تجد إجابة ... ,غن سألت عن كيفية مسار الأمر ... فلن تجد إجابة أيضا ...
المعارضة ليس لديها ماتقدمة .....
والحكومة أيضا ... غير أن الجديد هذه
المرة ... أنه وربما لأول مرة ... تجد الحكومة نفسها تحت رحمة المعارضة ... فبعد أن ظل المشهد طوال السنوات الماضية .. أن تنتظر المعارضة ما ستفعله الحكومة لتكون هي صدى لها أو رد فعل لفعلها ... تغير الترتيب ... وانتقلت الحكومة من خانة الفعل إلى خانة الانتظار ... انتظار
ما ستعفل المعارضة ... نقول المعارضة لأن
من المضحك قولنا أحيانا ... إن المعارضة لاصلة لها بالعصيان .... فالمؤكد أن دعاة العصيان ليسوا من مناصري الحكومة ... بل في الواقع أن كل من يدعم العصيان أو
ينادي به ، هو معارض .....!
والذين
يقفزون إلى النهايات .... ينسون ... أو
يتناسلون .... أو يتخاهلون .. حقائق مهمة ... تتبدى الآن .... ولكنها هي التي ستشكل
هذه النهايات ... أهم هذه الحقائق ... أن
بعض أطراف المعارضة .. ليس كلها بالطبع ... تمارس ذات ماظلت تتهم به الحكومة منذ سنوات
طويلة ... وهو عدم الجدية في الحوار ... وجاهزية الانسحاب واللجوء للتصعيد وتبني خيار إقصاء الآخر .. متى ما لاحت فرصة لذلك ...
والعصيان يبدو الآن هو تلك الفرصة ... وقد يقول قائل إن الحكومة هي التي
بدأت .. والبادئ أظلم ... والحكومة من جانبها ستقول إنها تغيرت بدليل أنها قد قبلت
بالحوار وكانت تعكف على تنفيذ مخرجاته
...لولا ...!! لا تندهش فبين صفوف النظام من يروح لذلك الان ... طالما اختارت المعرضة المواجهة فتفرغوا لها واتركوا كل شيء ...!
الحقيقة
الخرى ... أن المعارضة بكل أطيافها ..
المدينة منها والمسلحة ... وبعد أن طافت بكل العواصم ..... وكل الدساكر ... وكل الأطراف ... قد عادت إلى حقيقة أن كل الشيء في الخرطوم ... ,ان الشعب هو الذي يمكن أن ينجز ذلك الشيء ... وهنا تنتقل الحسابات كلها إلى مربع جديد ... في حاجة إلى حسابات جديدة ... ثم .. ولئن قالت المعارضة ... إن
مابعد 19 ديسمبر لن يكون مثل ماقبل 19 ديسمبر ... فمراقبون يعتقدون ... أو يرجحون أن يكون هذا ذات اتجاه تفكير
الحكومة ... مما يطرح السؤال : هل هي أيام تمكين جديدة ...؟
أما
الذين يقفزون إلى النهايات بالتلويح بالمشهد السوري فلهم قصة نعود إليها غذا .......!!!!
محمد
لطيف
تعليقات
إرسال تعليق