الجيش الشعبي للجنوب .. اعتداءات مستمرة على الحدود
في
الوقت الذي التزمت فيه السودان بقرار ايقاف اطلاق النار لمدة ستة اشهر وبمبادرة من
الرئيس عمر البشير ، بدات قوات جنوبية القيام بخروقات في الحدود السودانية
والاعتداء على المواطنين وشن هجمات ضدهم كان اخرها حادث الميرم الذي راح ضحيته 6
مواطنين واصيب فيه ما يربو عن 8 مواطنين .
وطبقا
لمعلومات السوداني فان قوات جنوبية مدججة بالسلاح تسللت الي الاراضي السودانية
وهاجمت مواطنين بمنطقة تبعد نحو 35 كيلو مترا من الميرم .
ويعد
دخول قوات جيش جنوب السودان الي مناطق بولاية غرب كردفان خرقا واضحا للحدود بين
الدولتين وبحسب مراقبين يعتبر ايضا عدم وفاء بالوعود التي التزمت بها دولة الجنوب
في اتفاقية التعاون واعتبر المراقبون ان ما حدث يعد استقزازا للقوات السودانية .
وكان
والي غرب كردفان ابو القاسم الامين بركة قام بزيارة تفقدية للاوضاع الامنية بمحلية
الميرم عقب اعتداء قوات الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان على المنطقة ، وقال
الوالي ان مجتمع الميرم ظل يعاني من الاوضاع غير الامنة لفترات طويلة ، جراء
الاعتداءات المتكررة لقوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على الرعاة والمواطنين
والرحل مؤكدا التزام حكومته وتمسكها بقرار رئيس الجمهورية عمر البشير القاضي
بايقاف اطلاق النار لمدة ستة اشهر ، واستمع الوالي الى تنوير من المواطنين الذين
اكدوا ان الاعتداء تم داخل الحدود السودانية بولاية غرب كردفان في وقت اعرب فيه
المواطنون عن تمسكهم بالسلام وضبط النفس في هذه المرحلة ، التي تشهد فيها البلاد
ايقاف اطلاق النار حفاظا على الامن والاستقرار بالمنطقة .
الثار
وتقول
مصادر مطلعة ان الجيش الجنوبي درج على شن هجمات على مواطني جنوب الميرم والمناطق
الواقعة شمال بحر العرب ، لافتا الي ان الاحتكاكات دائما ما تحدث بين الجنوبيين
والعرب الرحل من ابناء المسيرية وان اسباب تلك الحوادث تعود الي محاولات نهب
الماشية المتكررة من قبل الجيش الجنوبي او بسبب مشاجرات تقع بين الطرفين لاسباب شح
المياه او للثار وانه كثيرا ما تحدث احتكاكات حينما يسعي كل طرف للثار ، ولفت
المصدر الي ان الاحتكاكات التي تحدث بين العرب الرحل والجنوبيين على الحدود يسعي
العمد والنظار دوما لحلها سعيا منهم بان يسود الوئام والامن في تلك المناطق بسبب
المصالح المشتركة بين الطرفين في تلك المناطق الحدودية ، واكد ذات المصدر ان
القوات النظامية والامنية السودانية قادرة تماما على حسم تلك التفلتات الا انها لم
تتدخل حتى الان في كل الحوادث التي وقعت بسبب التزام الحكومة بقرار ايقاف اطلاق
النار .
خروقات
الجيش الشعبي لم تتوقف على ولاية غرب كردفان فحسب بل امتدت لتشمل مناطق بعدد من
الولايات الحدودية المتاخمة ، ففي مناطق باو والكرمك وقيسان بولاية النيل الازرق
تقع بعض حوادث النهب للرعاة ونهب الموارد التموينية من بعض المتاجر الا ان مثل تلك
الاعتداءات تعزى الي محاولات النهب والحصول على الماكل والمشرب .
حوادث
مماثلة وقعت بمنطقة ود دكونة الواقعة بالحدود الجنوبية مع ولاية النيل الابيض راح
ضحيتها مواطن واصيب اخرون ، ورغم ان هنالك فرقا للبحث وتقصي الحقائق قد ارسلت
لمعرفة ملابسات الحادث الا ان المعلومات الواردة تشير الي ان الحادث وقع داخل
الاراضي الجنوبية ووقع ليلا مما يرجح احتمال ان القوات الجنوبية ظنت انهم مهربون
فاطلقت النار عليهم واكدت المعلومات الواردة ان هنالك قوات حكومية تنتشر بمناطق
التبون والكيلو 4 وتقوم بدورها تجاه حفظ الامن بتلك المناطق الحدودية .
فلاش
باك
بدات
ظاهرة اعتداء قوات الجيش الجنوبي على الاراضي السودانية تطفو على السطح عقب انفصال
الجنوب باقل من نحو عام ففي العام 2012م طالبت الحكومة السودانية مجلس الامن
الدولي والامم المتحدة بادانة وجود قوات تابعة لدولة جنوب السودان شمال خط 1956م
داخل الاراضي السودانية في نحو 9 مناطق على طول ثلاث ولايات ، ودافعت الحكومة
انذاك عن حقها في استخدام الغارات الجوية ضد تلك القوات في وقت سلم فيه المندوب
الدائم للسودان لدة الامم المتحدة وقتها شكوى لرئيس مجلس الامن والامين العام
للامم المتحدة حول وجود قوات الحركة الشعبية التابعة لدولة جنوب السودان في مناطق
جنوب دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وطالبت الشكوى مجلس الامن بادانة وجود
هذه القوات باعتبارها اعتدت على اراضي السودان ،
واشارت الشكوى الي ان تلك القوات توجد في منطقة سماحة بولاية جنوب دارفور
التي تقع على بعد 30 كيلو مترا شمال خط الحدود 56 المتفق عليه ، ومنطقة الميرم
والتي تقع على بعد 14 كيلو مترا شمال خط 56 ، ومناطق كافيا كنجي وسيري ملاقا ،
وكفن دبي وعدد من المناطق الاخرى التي تقع على بعد يتراوح بين 5 و 20 كيلو مترا
الي الشمال من خط 56 المتفق عليه ، وتسبب ذلك انذاك في وقوع العديد من الحوادث
والاحتكاكات وسقوط القتلي والجرحي وسط الرعاة والرحل من السودانيين الذين ينتشرون
بتلك المناطق .
اضطرابات
داخلية
يرى
الخبير الاستراتيجي اللواء مهندس ركن {م} امين اسماعيل مجذول ان هنالك عاملا مهما
يؤثر في مسار العلاقات بين الدولتين وهو العلاقات الحميمة التى كانت تربط الشعبين
قبل الانفصال ولذلك يحدث التداخل والتجاوزات باعتبار ان العلاقات السابقة هي
الاساس الذي يحكم الشعبين ، ولكن ذلك لا يقلل من اهمية حماية الحدود وتغطيتها
امنيا خاصة لمنع وقوع جرائم التهريب والجرائم العابرة للحدود وتجارة السلاح ومنع
تكرار الاعتداءات على المواطنين والرعاة والرحل بتلك المناطق على حد قول مجذوب ،
والذي اعتبر ان ظروف الجنوب الان وما يعانونه من اضطرابات امنية داخلية هي التي
تدفعهم الى اختراق الاراضي السودانية في محاولة للحصول على الغذاء والاحتياجات
الخاصة ولو عن طريق النهب والسلب ومخالفة القانون .
على
الرغم من ان القوات الحكومية الان ملتزمة بقرار القيادة السياسية بايقاف اطلاق
النار لسنة اشهر ، الا انه في حال الدفاع عن النفس ومصالح المواطنين فمن حق القوات
النظامية استخدان القوات للدفاع عن شعبها .
هاجر
سليمان
تعليقات
إرسال تعليق