الحزب الشيوعي ينعي نفسه ... المهدية مهديتكم .. لكن نصرة مافي



في الشعر مالك يرثي نفسه في السياسة الحزب الشيوعي السوداني ينعي نفسه . و ذلك ما حدث في إجتماع اللجنة المركزية (ل.م ) ، بتاريخ 13/9 / 2016م . كان محور الإجتماع بناء القطاع النسوي في الحزب . حيث تم التباحث في دور الشيوعيات الزميلات في تطوير الحزب . وقد أشارت مداولات اللجنة المركزية إلى أن الزميلات يعانين من إنخفاض الوعي السياسي و ذلك ما يتمثل في قصور الأداء الحزبي و عدم إستيعاب خط الحزب و متابعة الحالة السياسية للبلاد . كما يتمثل في العجز عن إنجاز دراسات عميقة حول قضايا المرأةالسودانية . كما يتمثل في نسبة الغياب العالية عن الإجتماعات التنظيمية . و تطرقت اللجنة المركزية إلى ظاهرة جديدة طرأت في العلاقات الشخصية بين الشيوعيات الزميلات . حيث أشارت مداولات اللجنة إلى أن تلك المداولات صارت تتسم بالحدة و المرارة و ضيق الصدر و التجريح الشخصي . إلى الدرجة التي أصبح يستحيل معها توحيد الزميلات فكرياً و سياسياً و تنظيمياً ، خاصة فيغياب الإتحاد النسائي . حيث نتج عن ذلك كله العجز حتى عن إصدار طبعة مختصرة من مجلة ( صوت المرأة )كأنما صوت المشاجرات و تبادل الإتهامات قد طغى على ( إنه صوتي أنا ) . و لاحتواء هذه الحرب الشخصية الكلامية بين الشيوعيات الزميلات أصدرت اللجنة المركزية بتاريخ 13/9/2016م بأن تتقدم الوميلات الشيوعيات ببلاغاتهن حول إجتماع اللجنة الحزبية ، و هو كمن ينعي الحزب ، من الدور المفقود للإتحاد النسائي . و ذلك في السياق ، و في وصاية ذكورية شيوعية ، وصاية هرمونية محيرة على الأنوثة الشيوعية ، و بخت اللجنة المركزية الزميلات الشيوعيات توبيخاً غير مسبوق . حيث أشارت اللجنة المركزية في إجتماعها إلى أن إنغماس الزميلات في الصراعات الشخصية ، أدى إلى أن تختطف المنظمات الأجنبية دور الإتحاد النسائي بل اصبحت تلك المنظمات في حقيقة الامر بديلاً عن الاتحاد النسائي ، الذي خرج ولم يعد.
كما طالبت اللجنة المركزية في اجتماعهابتقوية الزميلات فكرياً وسياسياُ وتنظيمياً ، ووضع نهاية لضعف كوادر الحزب من الزميلات وفي اعتراف نادر .
اشارت اللجنة المركزية بصورة لا تخلو من التهذيب ومراعاة الحساسيات الي أن ظاهرة الطلاق وسط الشيوعين والشيوعيات قد ارتفعت حيث تميز الحزب بنسبة طلاق أعلي من المجتمع . تلك حقيقة حيث ان انواع الشيوعيات اليوم هي (المطلقة ) و(المعلقة) و (المرمية ) و(ما أكل السبع ) من ( حيزيونات ) اللجنة المركزية حيث أصغرهن سناً تجاوزت الستين أشارت اللجنة المركزية في إجتماعها إلى أن هكذا تموضعاً إجتماعياً للحزب ، يكشف حقيقة أن الحزب الشيوعي صار بعيداً عن المرأة السودانية ، صار ل يلبي مطالبها ، و أن العضوية النسائية للحزب أصبحت ضئيلة ، كماً و نوعاً ، بصورة لا يمكن السكوت عليها. و أشار عضو مخضرم في إجتماع اللجنة المركزية من قدامى المحاربين ، إلى أن  الوضع الحالي لإنتكاشة الزميلات الشيوعيات يرجع إلى شكوى قديمة عبر عنها مقال متبه الأستاذ عبد الخالق محجوب عام 1968 م . لكن اللجنة المركزية الذين ناهزوا التاسعة و السبعين من العمر ،بل و تجاوزوها ، هذه القيادة التي عفا عليها الزمن و أكل الدهر منها و شرب ، ليست من مسؤولية الزميلات الشيوعيات .... و الحق يقاال !!. على الحزب أن يتحمل فشل قادته من كبار السن . على اللجنة المركزية تحديداً أن تتحمل فشل الحزب و إفتقاده الجاذبية ، بدلاً من تعليق هزائم الحزب على الزميلات الشيوعيات قال الأمير إبراهيم الخليل مقولته الشهيرة ( المهدية مهديتكم لكن نصرة مفي ). كذلك إفتقد إجتماع اللجنة المركزية الذكورية لا  من يقول للعنصر الرجالي الطاعن في السن ، الطاغي جداً : ( الشيوعية شيوعيتكم ... لكن نصرة مافي )!. 
عبد المحمود نور الدائم الكرنكي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية