الحركة الشعبية .. استمرار تجارة الحرب




مازالت الحركة الشعبية قطاع الشمال تصر على اقناع الجميع بانها قامت لرد الحقوق ونصرة المهمشين في كل السودان بل ان قادتها يتحدثون عن قوميتها ومدافعتها عن حقوق كل الاطراف ، كانت هذه المغالطة منذ تاسيس الحركة الشعبية على يد الراحل جون قرنق ديمبيور وحتى الوصول الي مرحلة نيفاشا ومن ثم الانفصال وانكفاء الحركة جنوبا بمالها وعتادها وجيشها ، واستمر الفصيل الشمال الذي خلفته وراءها في ذات المغالطات والحديث عن القومية ورد الحقوق على الرغم من ان مواقف عدة اثبتت عكس طرح الحركة تماما لان المهمشين الذي تدعي الدفاع عنهم هم اكبر ضحاياها في الواقع بفعل قصفها العشوائي لهم والمجازر التي تنفذها في حقهم بدم بارد ، واخر المجازر ارتكبتها الحركة امس الاول في حق عدد من ابناء جنوب كردفان الذين قتلتهم واستولت على مواشيهم بقوة السلاح .
هذا الاعتداء نسف كل دعاوى الحركة الشعبية وحديثها عن حماية المهمشين وان حربها ضد الحكومة المركزية فالذين قتلتهم واستولت على اموالهم ربما لا يعرفون شيئا عن الحكومة المركزية وكيف تدار او حتى ما هية الحركة نفسها ولماذا تقاتل لان الامر بالتاكيد حسب فهمهم لا يعنيهم بشئ ، فهم بسطاء كما بساطة البيئة التي عاشوا فيها ولكن الحركة الشعبية وبنظرتها العنصرية جعلت منهم عنصرا مستهدفا بل ان اموالهم ودماءهم حسب منفستو الحركة حلال عليها ، وطرح هذا الحادث سؤالا كبيرا وهو ماذا تستفيد الحركة من استمرارها في تجارة الحرب واستعداء البسطاء من الناس الذين لن يقاتلوها او يعترضوا طريقها ؟ .
القتل بدل السلام
المؤتمر الوطني الحزب الحاكم اصدر بيانا يصور فيه المشهد باعتباره عنجهية من قبل الحركة الشعبية التي رفضت الحلول المقدمة لمعالجة الازمة في المنطقتين ولكنها فضلت قتل الابرياء حيث يقول البيان : رغم المطالبات المتكررة من المواطنين الي الحركة الشعبية بالاستجابة لنداء السلام والتخلي عن الاجندة الحربية وبدلا من النزول الى رغبة جماهير المنطقة هاهي الحركة تقوم مجددا بارتكاب اكبر المجازر البشرية بقتل الرعاة والمزارعين العزل والابرياء في صورة تعبر عن عنجهية الحركة الرعناء واسترخاصها لارواح ودماء المواطنين  ومواصلة مسلسل سفك الدماء الذي ظل ديدنا للحركة الشعبية ومنهجا يقوم عليه سلوكها الارهابي الرامي الي زعزعة امن البلاد واستقرارها ومواصلتها لقتل الابرياء كما فعلت من قبل في قتل المعدنين والمدنيين في منازلهم ودور العبادة بدم بارد اذ حولت معركتها مع مواطني المنطقة مستغلة وقف اطلاق النار الذي اعلنته الحكومة من طرف واحد حرصا منها على توفير مناخ مبدئي واستراتيجي وفي اطار الاستجابة الي المبادرات الدولية التي تهدف الي المساعدة في تحقيق مشروع سلام شامل ودائم بالبلاد .
حق الحماية
بحسب بيان المؤتمر الوطني بانه كحزب حاكم سيقوم بدوره لحماية المواطنين من الاعتداءات التي تقوم بها الحركة الشعبية واكد البيان على قيام الحزب بواجبه ومسؤولياته في توفير الحماية الكافية للمواطنين وضمان امنهم وسلامتهم ومواصلة السعي من اجل تحقيق وفرض خيار السلام ووقف الحرب ، ودعا الجميع الي تفويت الفرصة على قطاع الطرق ومجموعات القتل الارهابية وتجار الحرب الذين يسعون الي اطالة امد الحرب وتعطيل مسيرة التنمية والبناء واشعال اوار حرب جديدة لمواصلة مسيرة الاسترزاق والاستثمار في معاناة المواطنين من اجل تحقيق الاهداف والمصالح الضيقة لقيادات وتجار ومجرمي مشروع الحرب والتقتيل وسيتواصل سعي الحكومة والمؤتمر الوطني لافشال مخططات توسيع دائرة الحرب والمعاناة وفرض خيار السلام والاستقرار من اجل غد مشرق لشعب ابي كريم وكل ذلك بالعزم والارادة الوطنية الغلابة .
تهيئة الاجواء
واعلنت الحكومة من قبل قرارها بوقف اطلاق النار في المنطقتين لتهيئة الاجواء للتفاوض وارساء عملية السلام كاظهار لحسن النوايا ودفع الحركة للموافقة على عمليات السلام وتشجيع الوسطاء للقيام بدور اكبر لاقناع كل الاطراف للتوقيع على السلام كما ان وقف اطلاق النار سيعطي المواطنين حق التحرك بحرية والمساعدة في احلال السلام في المنطقتين لكن اعتداءات الحركة الشعبية الاخيرة على المواطنين ربما يكون لها التاثير على عملية وقف اطلاق النار .
وقال الامين السياسي لحزب العدالة الاصل بشارة جمعة ارور ان الحركة الشعبية استنكرت الحدث وحاولت ان تبرئ ساحتها ولكن واقع الحال يقول ان جنوب كردفان تعيش حالة اللا حرب واللا سلام ويضيف بشارة في حديثه لـ الراي العام انه لا يمكن ايقاف المجرمين الا بوقف اطلاق النار فورا وبصورة ملزمة لان المواطنين تضرروا كثيرا من الاحداث في جنوب كردفان ويشير بشارة الي الذي يموت او يتعذب او يشقي بنار الحرب هو مواطن جنوب كردفان .
واوضح بشارة ان الحكومة عندما اعلنت وقف اطلاق النار قبل ستة شهور قالت الحركة ان الوقف جاء لاسباب طبيعية وظروف الخريف وليس برغبة من قبل الحكومة ولكن الحكومة اعلنت مرة اخرى تمديد الوقف لستة اشهر اخري لتظهر للناس ان موقفها كان عن قناعة ورغبة في السلام ولكن يجب ان يواجه برغبة من قبل الطرف الاخر اذا كان فعلا الحديث عن مصلحة المواطنين لان الاجواء الحالية في جنوب كردفان لا تفيد فيها الادانات وبيانات الشجب بل يجب السعي بصورة جادة نحو تحقيق السلام وايقاف الحرب بصورة جادة .
وكشف بشارة جمعة عن مبادرة لابناء المنطقتين وتوقيعات باسماء المواطنين تطالب بوقف اطلاق النار بدون شروط ودون تباطؤ حيث تبلورت هذه المواقف من اجل مصلحة المواطنين بعيدا عن السياسة والمواقف السالبة .
الامين على حسن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية