" قطاع الشمال " وتذبذب المواقف ... البناء على معادلات الخارج
قبل أن يمضى شهر على توقعات وكيل وزارة الخارجية البريطاني
سايمون ما كدونالد الذي في زيارة للبلاد استفرقت ثلاثة ايام مطلع الشهر الجارى ، بأخبار وسارة في غضون الأيام المقبلةعن مسار
السلام فيالسودان ، مضى السفير البريطاني بالخرطوم مايكل آرون ، في ذات المنحى وهو يتوقع " الاثنين "
الماضي تحقيق نتائج إيجابية ملموسة في ملف
التفاوض ، تحت قيادة الآلية الأفريقية رفعية المستوى ، خلال الاسبايع القادمة . آرون
قال في تصريحات صحفية بالبرلمان " الأثنين
" (أنه آن الاوان لتوقيع اتفاقية وقف اطلاق النار ، لإدخال المساعدات الإنسانية لولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ) واضاف ( الوضعمناسب لاسيماا بعد
رفع العقوبات الامريكية عن الخرطوم ، وعودة حزب الأمة القومي الصادق المهدي ).
الملف الانساني وفشل التفاوض
ورغم أن الرجلين قد حاولا وضع جدول زمني لحدوث ذلك الاختراق قدراه باسابيع ، الا أنهما آثرا عدم الافصاح عن المزيد والاسباب التي
ساقتها الى الدفع بتوقعاتهما التي طارت بها وكالات الأنباء والصحف كما فعلت وهى تنقل فشل جولة التفاوض بين الحكومة وقوى المعارضة ممثلة في الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركة جيش تحرير
السودان بقيادة منى أركو مناوى وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم ورئيس حزب الامة القومي الصادق
المهدي ، منتصف اغسطس الماضي بسبب عدم
الاتفاق على كيفية ايصال المساعدات
الانسانية الى المتاثرين من الحرب في المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق .
ملف ايصال المساعدات الانسانية ظل عقبة كؤود امام انتقال
الاطراف الى بقية ملفات خارطة الطريق الافريقية التي وقعت عليها الحكومة في مارس
الماضي ورفضت قوى المعارضة التوقيع عليها لنحوو خمسة اشهر ثم عادت للتوقيع عليها
في التاسع من أغسطس الماضي قبل ان تنفض يدها مرة أخرى من الاستمرار في التفاوض .
وخلص موقف الطرفين في رفض الحكومة ايصال المساعدات الانسانية عبر معبر خارجي الى المناطق المتاثرة فيما تمسكت قوى المعارضة بدخول 20% من
المساعدات الانسانية عبر اصوصا الاثيوبية .
ولاحداث حراك يدفع بالموقف التفاوضي الى الامام ، دفعت
الأدارة الامريكية للتنمية الدولية المساعدات الطبية الإنسانية للمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بعد أخضاعها لمراقبة السلطات السودانية .
مناورات " الشعبية "
الحكومة اعلنت
موقفها على المقترح الامريكي ، دون ابطأ ، ولكن الحركة الشعبية وبحسب مراقبينن بدا
على موقفها منذ اعلانها استلام المقترح الامريكي الارتباك والترد والتذبذب من واقع اعلانها رفض
المقترح الامريكي لايصال المساعادات
الانسانية ثم المواقفة عليه .
الامين العام للحركة
الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان اكد في تعميم انهم بصدد دراسة المقترح الامريكي ومن ثم الرد عليه ، الامر الذي فسره مراقبون انها تحاول كسب
الوقت لمعرفة تداعيات انتقال الرئاسة
الامريكية من لرئيس السابق باراك أوباما الى الرئيس الحالى دونالد ترامب طمعا في الحصول على مؤازرة من الحكومة الجديدة بعد ان تكشف لها ان ثمة
تقارب بين الادارة السابقة وحكومة الخرطوم بدأ يلوح في افق العلاقة بينهما .
الحركة الشعبية قالت في نوفمبر بحسب امينها العام انها ستدرس
القترح ثم ترد عليه ، ولكن سرعان ما عادت لتعلن بعيد اعلان الرئيس الامريكي باراك
ا,باما رفع الحظر عن السودان في الثالث
عشر من يناير الجارى رفضها لمقترح الأمريكي وجددت تمسكها بإيجاد معبر
خارجي من أجل توصيل المساعدات الانسانية .
الناطق الرسمي باسم ملف السلام في الحركة الشعبية شمال مبارك أردول في تعميم بعيد خمسة ايام من اعلان فك الحظر الامريكي في الثامن عشر من يناير ، اكد إن
وفد الحركة بقيادة ياسر عرمان ، اجتمع بالمبعوثين الدولييت مرتين ، بحضور المبعوث الامريكي وإثنين من مساعديه
واثنين اخرين من هيئة المعونة الأمريكية الفرنسي والبريطاني والنرويجي ، ومسؤول إدارة السودان في الخارجية النرويجية ، وقال ان حركته تمست فيه بموقفها ، مشيرا الى ان وفدها الذي اجتمع مع
المبعوثينفي باريس طالب بأن يواقف نظام
الخرطوم على معبر خارجي ، خاصة أن مطالبة
الحركة الشعبية بمعبر أصوصا وجدت قبولاً وتأييداً من الرئيس أمبيكي والآلية الافريقية المجمتع الدولي .
تساؤلات عدة برزت عطفا على موقف الحركة الشعبية المتمسك
بالرفض ومت اذا ما كان على علاقة بالتحولات
المحتملة في الموقف الامريكي في ظل الحكومة الجديد بقيادة دونالد ترامب للجدل .
هجوم بوث وتغيير
المواقف
وقبل ان تمر 24 ساعة على تأكيدات الحركة الشعبية لمواقفها الرافض بهجوم عنيف يعد الاول من نوعه لمسؤول امريكي على
الحركة الشعبية ، متهما الحركات المسلحة بتغلييب مطامعها على مصالح الشعب ، داعيا الى عدم
التعامل معها .
المبعوث الأمريك المتهية ولايته إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث انتقد رفض الحركة الشعبية . شمال للمقترح
الإنساني ، وقال في كلمة ألقاها في معهد
السلام الأمريكي الأربعاء " ينبغي أن نحرص على ألا تضعهم في
مكانة رفيعة ليست محل شك ، من المهم أن
تنوخى الحذر تجاه من نتعامل معه . وجدت أن بعض المعارضة السودانية ، خاصة المسلحة منها . على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم
السياسية الطويلة ".
انتقادات بوث وصفت بأنها كانت صادمة وغير متوقعة للحركة الشعبية التي سرعان مابدر امينها العام ياسر عرمان بتحسين صورتها بتكذبيه لتصريحات مبارك ادورل التي اعلن قائلا
خلال مؤتمر صحفي بباريس " الجمعة" قبل الماضية انهم لم يرفضوا المقترح الامريكي
وانما طالبنا بتعديلات عليه ، مؤكد استعداد الحركة الشعبية للعمل مع الإدارة
الأمريكية الجديدة لمناقشة كل هذه
المقترحات ومعالجات القضية الإنسانية ووقف الحرب .
عودة إمام الانصار
تصريحات عرمان
الاخيرة التي يمكن ان توصف بالمرئة ربما تحمل في داخلها انثمة تطورات ستحدث في ملف التفاوض يعيد الاطراف الى طاولته بشكل يختلف كثيرا عن الجولات
السابقة التي مضت لنحو 13 جولة مابين رسمية وشعبية توقفت في عقبة ايصال المساعادات الانسانية .
ويمكن قراة ذلك من
افدات رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي عصر الخميس فور وصوله من العاصمة المصرية القاهرة بباحة مسجد الهجرة بود نوباوي بام درمان .
المهدي اكد أن كل
قوى نداء السودان باركت عودته لوطن والتزامها بخارطة الطريق الافريقية
والعمل لتعبوي لتحقيق اهداف نداء السودان
بالوسائل السيلسية وقوله : الناس الشفت
حماستنا ما بخافوا فهي ليست حماسة لفرض
رأي وأنما حماسة للتعبير عن رأي ، اتيت من
الخارج بعد الخارج بعد أن اتفق الموجودون بالخارج على كلمة واحدة
وهي ايقاف الحرب والسلام واعلاء الديمقراطية ، هذه هي المعاني التي نحن بصدد الكلام عنها ،
ما اتيت به من الخارج متفق عليه ولم آت بصفتي الحزبية وانما جئت للتعبير عن ارادة قومية .
الاطراف ومسلسل الأنتظار
لكن الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي د. خالد التجاني رأى أنه لن يحدث تطور في ملف التفاوض بين الأطراف المتصارعة في الفترة الحالية ، مشيرا الى أن ما اسماها بالة الجمود
ستستمر الى منتصف العام الحالى ، وقال : لن يحدث شيء قبل ذلك التاريخ فالرئيس الجديد ترامب مازال مشغولا بقضايا اخرى اهم بالنسبة له من ملف السودان ، وأضاف : حتى أذا
ماجلست الاطراف فان جلوسها سيكون تحصيل حاصل ولن
يحدث شيء طالما ليست هناك اراداة للسلام .
ونبه خالد الى أن التقارب السوداني الامريكي الذي حدث مؤخرا
جاءت قرارات الرئيس الجديد دونالد ترامب بمنع دخول رعايا سبع دول الى
امريكا خصما على ما نم ، مقللا من تصريحات المسؤولين البريطانيين بقرب حدوث اختراق في ملف التفاوض ، وقال في حديثه لـ( الصحافة ) : بالنسبة لي من الخطا أن تراهن انخبة السودانية حل مشاكلها
بالتداخل الخارجي .
خالد مضى الى ان
الحل يحتاج الى ارادة سياسية من
كل الاطراف التي قال انها في انتظار شيء ما " غير معروف "مقللا من تأثير وصول
رئيس حزب الامة الى الخرطوم ، مشيرا الى
أن الصادق المهدى عاد بعد أن
تكشف له أنه ليس لديه ما يعفله بالخارج ، مؤكدا أن عودته لم تكن في سياق تسوية او صفقة بينه والحكومة .
أذا ، هي اسابيع .
بحسب توقعات المسؤولين البريطاني لا نطلاق جول تفاوضية جديدة وان اشارت قراءات بان موقف قوى الخارج المعارضة رهين
بسمتجدات الاوضاع في العاصمة الامريكية واشنطون ومن خلفها رئيس امريكي جديد لا يزال يدفع ثمن تبعات قراره بمنع مرور
رعايا سبع دول بينهم السودان .
متوكل أبو سن
تعليقات
إرسال تعليق