جوبا .. عاصفة (دموية) في وجه الأبرياء




انفجرت الأوضاع بدولة جنوب السودان بطريقة دراماتيكية أسفرت عن تدمير مؤسسات وسقوط ضحايا من المواطنين والنازحين، ووفقاً لأخبار صحفية فإن مروحية حكومية ألقت ببراميل متفجرة على مخيم بواو شلك، مما أدى لوقوع الضحايا ونزوح 170 أسرة بسبب الصراع المشتعل بين المعارضة المسلحة والسلطات، في وقت أكدت فيه المعارضة بقيادة مشار استنجاد الحكومة بقوات من العدل والمساواة والحركة الشعبية قطاع الشمال لوقف التمدد وقيادة هجوم على مواقع تحت سيطرتها.
محض شائعات
وقلل سفير جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت من الأحداث التي تشهدها جوبا، وقال لـ(آخر لحظة ) : إن الوضع مستقر في المناطق التي يشاع أنها سقطت في إيد المعارضة، ووصفها بالتوترات التي يمكن أن تحدث بدارفور وغيرها من المدن السودانية، بجانب أن البلاد لاتقوم على أساس قبلي، ولاشك أن هناك اجندة لمروجي مثل تلك الشائعات، وتابع قائلاً  : (تسلمت اليوم تقريراً عن إنتاج البترول بمنطقة كلج، الأمر الذي يضحد الأقاويل، ولايوجد ضغط من قبل المجتمع الدولي خاصة وأنني حضرت اجتماعات بأديس ابابا) ، وفيمايتعلق بمقتل سائق السيدة الأولى بدولة جنوب السودان أجاب أنه حدث عابر اكثر من عادي، واستنكر عدم دعوة الحكومة السودانية لسلفاكير وسكوتها عن ملف اللجنة الأمنية والسياسية ومن المفترض ان تكون منذ شهر نوفمبر وتم مدها لشهرين لينعقد الاجتماع بالخرطوم، ولكن لاشئ حتى الآن.
ملفات معقدة
ويقول رئيس تحرير صحيفة النصر التشادية المتخصص في شؤون  دولة جنوب السودان أبوعبيدة عوض :إن مايحدث بجوبا نتيجة لتعقيد عدد من الملفات، ويحتاج ذلك لقراءة بوضوح باعتبار أن الدولة حديثة والمنظومة السياسية لم تتحول من عسكرية فهي قائمة على موازنات سياسية، ونقصد أن بناء التمثيل القيادي للمكونات العقلية، وقائم على طراز قبلي في المقام الأول، يتحكم في مفاصل الحياة السياسية والسلطة لسنوات، فبعد الانفصال وجدت القيادات نفسها أمام محك المحافظة على ذاك التمثيل، وقال  لـ(آخر لحظة ) :إن المجتمع الدولي يحاول تسوية النزاعات، لتحقيق سلام متوازن، وتوقع أن تشهد الأيام القادمة حراك من المجتمع، وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري قال أبوعبيدة :إن  الهدف منه المحافظة على التواجد وكسب أكبر مساحة من الأراضي خاصة وأن الكل يعلم أن المجتمع الدولي لايتهاون وكما أنهم سيجلسون على طاولة تفاوض.
إفرازات سالبة
ويواصل أبوعبيدة، لاشك أن  الحرب الدائرة الآن تحدث إفرازات سالبة لدى المواطنين، وإلقاء متفجرات على النازحين أمر غير مرحب به، واستمرار الحرب يؤثر على الجو العام والثروة التي يتمتع بها الجنوب، وقطعاً ستؤدي إلى وبائيات، وأردف أن السودان يعمل بقوة لإعادة الاستقرار بالدولة الوليدة، وعدم وجود نشاط جنوبي معارض بالخرطوم اكبر دليل على الحراك الخرطومي، ولاشك أن المتضرر الأول المواطن السوداني بعد تدفق لاجئين ونازحين، وأضاف أن المجتمع الافريقي يولي الصراع بالجنوب اهتماماً وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة عمل كبير في هذا الشأن.
وضع متوقع
ويرى الدكتور محمد يوسف  احمد المصطفي بكلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة الخرطوم ن مايحدث بدولة جنوب السودان متوقع وحسب تقديره أن هناك فوضى، في ظل تلك الامور يمكن أن توقع الحوادث والاغتيالات وغيرها من الأحداث،وهو عاتب على  المجتمع الاقليمي لعدم قيامه بالدور المنوط به بشكل جدي في السنوات الماضية، الامر الذي يتطلب تدخلاً قوياً من المجتمع الدولي لايقاف الفوضى.  ووصف مايحدث بالصراع على السلطة،وهو قطعاً من اقوى واخطر الصراعات فهو يصب بعيداً عن مصالح الشعب، ولايدري المتصارعون لماذا يريدون السلطة؟، في وقت ينص الدستور بالتداول السلمي، ولكن مايحدث غير ذك ويمثل خرقاً للدستور وكافة القوانين والأعراف.
 
ورهن يوسف الاستقرار بتدخل قوي بعين جادة لوقف المليشيات بعضها معارضة وأخرى حكومية، وأفضل أن يكون التدخل دولياً من الطابع الاقليمي، وأضاف أن هناك أطرافاً تشجع الاستمرارية في القتال، إنفاذا لأجندتها الخاصة، وفي رده على (أخر لحظة) أجاب :إن ذلك لايمثل احتلالاً بل إضعاف الجنوب وإيصاله لأسوأ الحالات، للسيطرة عليه بطريقة غير مباشرة، لأخذ الموارد لأطماعها حول مايحويه الجنوب من ثروة وغنى في كثير من المناحي، واقترح تدخل الأمم المتحدة دون انحياز لطرف، وأن تراعى التحول للسلام، بجانب تشكيل حكومة دون جيش حتى تستقر الأوضاع، من ثم تختار الدولة مايتناسب معها، وأردف أن السودان كان ينظر بشكل مختلف لصراع الجنوب، وبدأ واضحاً في دعمه ل أحد الأطراف، ولم يستفد شيئاً، ولن تتوقف الحرب بالجنوب بمجرد تنفيذ السودان لسياساته خاصة بعد رفع العقوبات ورهنها بعدة شروط، فالأمر به عوامل أخرى
معاوية عبد الرازق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية