كروت الضغط تتساقط من يدي قطاع الشمال.. المساعدات الإنسانية .. السجال المستمر بين الحكومة والشعبية




المساعدات الإنسانية واحدة من «الكروت» التي تلعب بها الحركة الشعبية في معركتها السياسية امام الحكومة بعد ان انجلت المعركة العسكرية بتقدم الحكومة في مواقع كثيرة جعلت الحركة الشعبية قطاع الشمال تتراجع الى جيوب في النيل الازرق وجبال النوبة ، في مساحات لاتتسع لحركتها العادية قبل ان تدخل في أية مواجهة عسكرية مع الحكومة ، وتظل الحركة الشعبية ترفع «كرت» المساعدات الإنسانية كلما تعرضت لـ«زنقة» تجعلها تجلس القرفصاء في وضع يصعب معه التحرك العسكري او حتى السياسي ، وتحاول ان تستعطف العالم ببعض الصور والتصريحات علها تجد من خلال ايصال هذه المساعدات ما يعينها في صراعها مع الحكومة ، من اجل الضغط عليها لتكسب الحركة الشعبية من هذا الامر مزيدا من الدعم اللوجستي .
وأمس الاول شن المؤتمر الوطني هجوماً عنيفاً على الحركة الشعبية قطاع الشمال، بعد رفضها لكل المقترحات المقدمة لإحلال السلام بالمنطقتين، موضحاً أن رفض الحركات للمقترح الأمريكي لأيصال المساعدات الإنسانية يؤكد على أن هذه الحركات لاتريد إحلال أي سلام  بالبلاد.
وقال حامد ممتاز الأمين السياسي للحزب في تصريح لـمركز الخدمات الصحفية ان الحركة الشعبية لاترغب في السلام، لأن السلام يتقاطع تماماً مع مصالحه الشخصية، مشيراً إلى أن فكر قطاع الشمال يرمي إلى الحرب وإلى إعاقة التنمية بالسودان ، ,وابان أن رفض الحركة يزيد من معاناة أهل المنطقتين، وزاد قائلاً: إن قطاع الشمال يرفض كل المقترحات الجادة لتحقيق السلام وتوصيل المعينات الإنسانية، بجانب رفضه من قبل الاتفاق الثلاثي الذي وقعت عليه الحكومة والحركة الشعبية والأمم المتحدة لتوصيل المساعدات كما رفضوا تطعيم الأطفال بالمنطقة.
ويجيء تصريح ممتاز بالامس تأكيدا على ان الحركة الشعبية تتعنت من اجل الحصول على مكاسب لصالح الحركة دون النظر لهؤلاء المواطنين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة تستوجب تقديم الدعم لهم ، ومواقف الحركة الشعبية تكشف بجلاء ان الهدف الاساسي من هذا التعنت هو ان تستجيب الجهات المانحة من دول ومنظمات لشروطها في توصيل المساعدات الإنسانية من دول الجوار وغيرها مباشرة الى المناطق التي تسيطر عليها ، وهي من خلال هذه الشروط تحقق لها فرص البقاء واطالة عمرها من خلال ما يدخل مع هذه المساعدات من اسلحة ومواد وقود وآليات وقطع غيار وعدة وعتاد لتستعيد جزءا من قوتها المفقودة في مواجهاتها العسكرية مع القوات المسلحة السودانية.
ولقد اجمعت الدول والمنظمات الدولية المانحة للمساعدات الإنسانية على منطقية ومشروعية مطالب السودان التي قدمها لتوصيل المساعدات لتلك المناطق ، وليس أدل على ذلك ماقاله القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم في حوار نشر حول هذا الموضوع ودور الولايات المتحدة فيه، فقد قال استيفن كوتسيس هنالك بعض الاقتراحات بأن توصل الولايات المتحدة هذه المساعدات لقد اقترحنا هذا بالفعل بان توصل الولايات المتحدة المساعدات لكن، يبدو أن حجرة العثرة الرئيسية في الاتفاق بوقف الأعمال العدائية هي مسار تقديم المساعدات الإنسانية للمنطقتين و هذا ما عرقل التقدم في اغسطس الماضي ، و التوقيع النهائي علي هذه الاتفاقية. و منذ ذلك الوقت و نحن نحاول أن نجمع بين الطرفين مع بعضهما. و لكن الحركة الشعبية تصر علي تقديم المساعدات عبر الطرق الحدودية مع دول الجوار، فهي تري أن الحكومة السودانية لن تفي بإلتزامها في أي اتفاق بشأن تقديم المساعدات الإنسانية، اما بالنسبة للحكومة السودانية فهي تري أن فتح الحدود يسمح بتهريب السلع كما انه قد تواجههم صعوبة في ضبط تدفق الأسلحة إلى داخل الدولة، إضافة إلى بعض الأشياء الأخرى، و دورنا الأساسي هو أن نجمع الطرفين  و أن نعزز الثقة بينهما . و ما فعلته الولايات المتحدة هو أنها اقترحت أن تكون طرفاً فاعلاً في ضمان أن هذه التدفقات سوف تستمر ولن تعترضها الحكومة. فنحن نحاول أن نتوصل إلى اتفاق مع كلا الجانبين عندها تقوم الولايات المتحدة بلعب ذلك الدور.
وكان المقترح الامريكي الجديد على ان تتولى وكالة المعونة الأميركية والمنظمات الإنسانية نقل المساعدات والأدوية إلى أي مطار سوداني داخلي، لتتأكد السلطات السودانية من محتوى الشحنة، من ثم نقلها للمتضررين في مناطق سيطرة الحركة بجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهو ما وافقت عليه الخرطوم و ترفضه الحركة الشعبية شمال.
ويبدو واضحا ان الحركة الشعبية لن توافق على اي مقترح لتوصيل المساعدات اللإنسانية الى المنطقتين ما لم يضمن لها وصول الامداد اللوجستي الذي تحتاجه في معركتها الطويلة مع الحكومة والهادف أصلا الى إسقاطها ، وايجاد البديل وفق رؤية الحركة الشعبية المتمثلة في السودان الجديد ، وذلك بالتحالف مع اصدقائها القدامى في دولة جنوب السودان ، ولازالت حركة الشعبية قطاع الشمال مرتبطة ارتباطا وثيقا بدولة جنوب السودان عبر الفرقتين التاسعة والعاشرة مشاه ولا زالت دولة جنوب السودان رغم نفيها المستمر تدعم قطاع الشمال وماتناقلته وسائط الاعلام بان مرتبات الجيش الشعبي بقطاع الشمال تصرف بعملة جنوب السودان .
ويبدو ان المكاسب الدبلوماسية التي حققها السودان مؤخرا برفع العقوبات الامريكية عنه والدور الاقليمي الذي لعبه السودان ويلعبه من خلال تحركه في المؤتمرات الاقليمية والدولية واللقاءات الثنائية . قد يجعل من تحركات الشعبية ولعب على« كرت» المساعدات الإنسانية المحروق» بلغة اهل « الكوتشينة» لن يجدي شيئا وان كان هذا الكرت الذي بين يديها «جوكر».
ولم يبق امام الحركة الشعبية ان كانت تريد ايصال المساعدات الإنسانية الى المحتاجين اليها ،ان توافق على شروط الخرطوم المنطقية والمشروعة والا عليها تحمل المسؤولية كاملة لهولاء المواطنين الذين تحتجزهم بقوة السلاح وهم عاجزون عن حماية انفسهم وعاجزون عن فعل اي شيء حتى من نفير لقمة عيش تسد رمقهم .
محفوظ عابدين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية