جوبا .. اوضاع انسانية تزداد سوءا قبل ان يطرا عليها تحسن !!
لا احد يسطيع ان يجزم بنهاية او استمرار
الصراع الدائمي في جنوب السودان ؟ ولكن بالطبع يستطيع المرقب للمشهد الجنوبي ان
يقطع بان الاوضاع الانسانية تزداد سوء قبل ان يطرا عليها اي تحسن .
لانساني ونزوح المواطنين باعداد برغم من
الاعلان عن وقف اطلاق النار من جانب الرئيس سلفا مساء امس الاول ومازالت حالات
النزوح الجماعي والوضع الانساني المزري يسيطر على المشهد الدامي لفترة ما بعد
الحرب اذ رسمت تقارير منظمات الامم المتحدة الواردة من هنالك ان الوضع سيزداد سؤا
وان حالات النزوح الي دول الجوار ستكون بصورة .
ويحاول الالف المدنيين منذ ايام الفرار من
المعارك التي تستخدم فيها اسلحة ثقيلة في العاصمة جوبا ويسعون للاحتماء بمواقع
للامم المتحدة او اللجوء الي الدول المجاورة ، التي دعتها مفوضية شؤون اللاجئين
الي ابقاء حدودها مفتوحة .
واعلنت الامم المتحدة ام 36 الف يفرون من القتال
في جوبا بجنوب السودان ويسعون للاحتماء بمواقع للامم المتحدة وفي المدينة .
اما مفوضية شؤون شؤون اللاجئين فدعت الدول
المجاورة لابقاء الحدود مفتوحة امام من يطلبون اللجوء وتسعد لتدفق محتمل للاجئين .
في وقت كشفت فيه الامم المتحدة امس ، ان
المعارك التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان بين القوات الموالية للرئيس
والمتمردين السابقين منذ الجمعة ادت الى تشريد 36 الف شخص .
فيما عادت الاوضاع الى الهدوء في المدينة
بعد سريان وقف اطلاق النار الذي اعلنه الطرفان المتنازعان بالامس .
واضافت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون
الانسانية للامم المتحدة ، فانيسا هوغينين ان المعارك الاخيرة منذ الجمعت شردت 36
الف شخص ، موضحة ان هذا العدد مرشح للارتفاع لان الوضع غير مستقر بعد .
واضاف المكتب ان النازحين وغالبيتهم من
النساء والاطفال فروا بسبب المواجهات والتجاوا الى مواقع حماية المدنيين التي
تديرها بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ومواقع اخري في العاصمة .
وتابع مكتب الامم المتحدة انه لابد ان
يسمح للمدنيين بالتنقل بحرية للاحتماء وان يتمتع عاملوا الهيئات الانسانية
بالحماية كي يصلوا فورة وبامان وبلا عقبات ، الي الافراد الذين يحتاجون الي
المساعدة ، واشار الي ( ان الوضع الانساني خطير والحاجات هائلة ، فقد ادت امطار
غزيرة في بعض انحاء جوبا الي مفاقمة الوضع ) .
طالبت المفوضية العليا لشئون اللاجئين على
لسان المتحدث باسمها ليو دوبس ، اطراف النزاع المسلحة في جمهورية جنوب السودان
بضمان ممر امن للاشخاص الفارين من القتال في جوبا بين القوات الموالية للرئيس
سلفاكير والنائب الاول رياك مشار .
واعرب دوبي ، في مؤتمر صحفي بجنيف امس عن
املها في ان يظل جنوب السودان متماسكا ، مشيرا الي ان تقارير مكتب المفوضية في
جوبا تتحدث عن هدوء متوتر ، وبينما لا توجد تقارير تشير الي مزيد من نزوح السكان
الا ان مكتب تنسيق الشئون الانسانية بالامم المتحدة ذكر ان القتال شرد نحو 36 الف
شخص .
واشار الي ان نحو 7 الاف شخص ارادوا
النزوح داخليا في قواعد الامم المتحدة في جوبا ويجري العمل لتوفير تسهيلات الغذاء
والماؤي والمياه لهم بينما لايزال الصرف الصحي يمثل تحديا حاسما ولوقت طويل لا
يزال الوضع الامني سيئ .
واعرب عن قلقه ازاء حالة 9 الاف لاجئ في
المناطق الحضرية حيث المخاوف الامنية وكذلك صعوبات الحصول على الغذاء والماء منوهة
الي ان مواقع اللاجئين الاخري في جنوب السودان هادئة .
واضاف الي ان بعض الحدود مع الدول
المجاورة مثل معبر اوغندا تاثرت ، حيث تم تشديد الاجراءات الامنية على جانب جنوب
السودان وبما ادي الي انخفاض كبير في عدد الوافدين الجدد القادمين الي اوغنداء في
مطلع الاسبوع .
وتوقع المتحدث مستوي اعلى من الوافدين
الجدد عند اعادة فتح الحدود ، وبينما ذكرت المفوضية انها تراقب الحدود في جامبيلا
غربي اثيوبيا فان الاعداد للطوارئ مستمر في كينيا والسودان وغيرها من الدول
المجاورة في حال وجود تدفق كبير لاجئين من جنوب السودان .
من جهتها ، دعت منظمة العفو الدولية (
امنستي ) الاطراف المتحاربة في جنوب السودان الي اتخاذ جميع التدابير الممكنة
لحماية المدنيين ، ومن ضمنهم الاف احتموا بقواعد الامم المتحدة في هذا القطر
الافريقي الذي تمزقه الصراعات .
وسقطت قذائف مدفعية يومي 10 و 11 يوليو في
احياء مدنية بالقرب من قاعدة رياك مشار نائب الرئيس في حي جبل ، مما اسفر عن اصابة
مدنيين والحاق اضرار بمنازلهم .
وقالت المسؤولة في المنظمة اليزابيث دنغ
ان على الاطراف المتناحرة ازالة الاهداف العسكرية من المناطق المدنية والعمل مع
البعثة الاممية بجنوب السودان لاخراج المدنيين من مناطق خط المواجهة .
وشددت المنظمة على ان الهجمات على
المدنيين وموظفي الامم المتحدة الذين يقدمون المساعدات الانسانية تشكل انتهاكات
للقانون الانساني الدولي ، وقد تشكل جرائم حرب .
ووفق المنظمة فان العديد من المدنيين لم
يتمكنوا من الخروج من منازلهم منذ اندلاع القتال بالسابع من الشهر الجاري وقد نفد
كل ما لديهم من طعام وماء ، بينما فر اخرون الي الكنائس ومواقع النزوح التابعة
للامم المتحدة ليواجهوا بقصف مدفعي في الايام الاخيرة .
محمد علي
تعليقات
إرسال تعليق