الفريد تعبان والجنائية تعبانة
رافقت الزميل الصحفي الفريد تعبان في
بداية شتاء 2001في رحلة الى لندن للمشاركة في ندوات نظمتها قناة المستقلة في لندن
لمناقشة افاق السلام والاستقرار في السودان ، شارك في الندوة اغلب رؤساء تحرير
الصحف السودانية وحينها كان الفريد تعبان يتولي رئاسة تحرير صحيفة الخرطوم مونتير
وكان الفريد الصحفي الوحيد الذي يمثل الجنوب وشارك في تلك الندوات من السياسيين كل
من الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة ومهدي ابراهيم محمد وكان يشغل وزير
الاعلام بالاضافة للدكتور عصام البشير وكان يشغل وزير للارشاد والاوقاف ، وادار
الندوات بحيادية تامة الدكتور الهاشمي الحامدي مدير القناة وللامانة فان مداخلات
الفريد تعبان كانت تتسم بالموضوعية والواقعية وافاداته تنفذ مباشرة لمخاطبة لب
الموضوع دون تكلف او تنطع او استعراض عضلات جنوبية كما كانت تفعل دائما النخب
السياسية الجنوبية ، والفريد وقتها يكتب ماشاء له ان يكتب في صحيفة الخرطوم مونتير
ولا تعتريه الاعثرات بسبب تناوله قضايا تتعلق بالامن القومي او بمسارح العمليات
والفريد واحد من اللذين ساهموا في دعم انفصال الجنوب .
اما الان فان الفريد تعبان معتقلا بسبب
راي نشره في صحيفته جوبا مونتير يطالب فيه طرفي النزاع في جنوب السودان بالتنحي عن
السلطة وهما رئيس الحكومة سلفاكير ونائبه الاول رياك مشار وعلى الرغم من ان منطق
الفريد غير واقعي وانني اختلف معه وادرك جيدا انهما السبب في الازمة ويتحملون
مسئولية القتل الجماعي الرهيب الا ان الامور لا تحل بهذه البساطة ولو فرضنا جدلا
ذهاب الرجلين فسيظل الخلاف قائما ونامل ان تطلق سلطات جنوب السودان سراح الفريد
تعبان فلا يستحق الحبس بسبب راي وقلوبنا مع صديقنا الفريد .
يعتبر مناقشة القادة الافارقة في قمتهم
في رواندا موضوع المحكمة الجنائية وفي القمتين السابقتين في جنوب افريقيا واثيوبيا
امرا فيه ضياع لوقت القادة الافارقة فالمحكمة الجنائية الدولية بدات تتاكل من
تلقاء نفسها لانها بنيت على باطل والهدف منها تركيع الدول الافريقية وارهاب
الرؤساء الذين خارج بيت الطاعة فهي محكمة ترويض وتحدث عن ازوداجيتها وتمييزها عدد
من الخبراء والمحللين السياسيين فكان اجدر بها ان تحاكم جورج بوش الابن الذي قتل
وتسبب في قتل الملايين من الشعب العراقي بفرية وادعاء كذوب بوجود اسلحة دمار شامل
وينبغي عليها ايضا محاكمة مصاص دماء الفلسطينين اريل شارون ونتياهو فالمحكمة الجنائية
تعبانة واخيرا تلقت الضربة القاضية بسبب اكبر فضيحة في العصر الحديث بسبب تلقيها
رشاوي لا غرا شهود الزور للادلاء باقادات زائفة عما كان يدور في دارفور .
محمد الفاتح احمد
تعليقات
إرسال تعليق