هل يهدا الجنوب بذهاب "سلفا" و " مشار " ؟!
محاولة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لا حتواء
النوير بغية اعلان نهاية نده اللدود دكتور رياك مشار الذي ينتمي لذات الاثنية ، لن
تكون السبيل الامثل لمعالجة القضية .
ازمة جنوب السودان باتت الان اكبر من تجاوزها عبر
تكتلات مناوئة او ( لوبيات ) .
قبل ثلاثة ايام فوجئ الجنوبيون بالاجتماع النوعي
للرئيس سلفاكير مع عدد كبير من قيادات النوير وكانت المحصلة في صالحة لان معظم
الحاضرين من النوير اكدوا دعمهم للرئيس سلفا ورفض الحرب والقبيلة كاساس في الصراع
الدائر .
وسبق هذا الاجتماع القرار الذي قصد منه حرق رياك مشار
، وذلك عندما عينت الحكومة المنشق منه واحد ابناء جلدته السيد تعبان دينق كنائب
للرئيس خلفا لـ مشار ، وهنا تبدو المؤامرة واضحة اذ ان سلفاكير استخدم اسلول
الترغيب في معركته مع مشار وعرض على تعبان دينق هذا المنصب الرفيع ، وعلى حس
الخلافات التي دبت مؤخرا بين الرجل وقريبه مشار وافق على الفور على هذه المحاصصة التي قصد منها
سلفاكير لفت نظر النوير الي انه ليست لديه مشكلة معهم كاثنية ، وان مشكلته مع مشار
شخصية .
سلفاكير واعوانه يتوقعون ان تساهم هذه الخطوات في
معالجة ازمة الحكم التي يمر بها وحالة عدم الاستقرار التي ما تزال تعيشها مدينة
جوبا ، ولكنني اتوقع ان تكون النتيجة عكسية تماما سيما وان القبائل الاخري في
الجنوب فسرت هذا الخلاف على انه صراع قبلي ليس الا ، لذلك تبدو القبائل الاخري
مهياة للدخول في معركة الدينكا .
المشهد الان في جوبا وما يزال ساخنا واحتمال تفجر
الاوضاع لم ينته بعد ، وبقاء سلفاكير في
السلطة على حساب مشار او العكس سيزيد من تفاقم الاوضاع في جنوب السودان لتزداد
سوءا على سوء ، لذلك فان الخيار الامثل لمعالجة هذه المشكلة رغم مرارته تكمن في
ذهاب الرجلين من المسرح السياسي والبحث عن بديل مقبول وابعاد القبلية ما امكن .
اول امس صرح المبعوث الامريكي بان ابعاد سلفاكير وشمار
من الحكومة هو الحل الحقيقي للمشكلة ، الان وبهذا التصريح تشعر الولايات المتحدة
الامريكية بخيبة امل لفشلها في رعاية مولودها دولة الجنوب ، وقد حشدت الامكانيات
بغية الوصول الي خيار الانفصال ، وقد كان ، الان واشنطن هي اول من يتجرع طعم هذا الفشل
والدولة تابي ان تعيش في سلام ووئام ليوم واحد ، وحق للسودان ان يذكر الولايات
المتحدة وغيرها من الدولة الاوروبية بسعيهم الحثيث لفصل الجنوب ، الذي جاء بما لا
طاقة لهم به ، ومسؤول امريكي اخر يطلب قبل ايام من السودان المساهمة في حل مشكلة
جنوب السودان ، الان وقد اعترفوا بذلك ، فان الكرة تبدو ميدان السودان ، فهل
تفعلها الحكومة وتتدخل بالطول والعرض في هذا الملف ؟!
نجل الدين ادم
تعليقات
إرسال تعليق