المحكمة الجنائية الدولية .. ( امتحان العدالة )
توالت الضربات على المحكمة الجنائية
الدولية ، لتجد نفسها امام صعوبات وعراقيل كبيرة وكثيرة تقف امام اداء مهامها ،
وربما قد تقودها الي الزوال بعد رفض الدول الافريقية والعربية دعواتها باعتقال
الرئيس عمر البشير ، واعتبرت هذه الدول المحكمة اداة لتصفية حسابات سياسية مع
الدول الافريقية والمستعصفة ، في الوقت الذي تتغاضى فيه الجرائم الانسانية في
القارات الاخرى مثل اسيا ، ومجازر المسلمين في بنما وغزة ، وفي اطار كسف نوايا
الجنائية وسقطاتها ، نظم المركز القومي للانتاج الاعلامي ، امس ، ندوة بعنوان (
المحكمة الجنائية والسقوط في امتحان العدالة ) تحدث فيها عدد من القانونيين
والمختصين والمهتمين .
دنو النهاية
واكد د. سراج الدين حامد سفير السودان
السابق في لاهاي ، ان السودان لا يتخوف من المحكمة ، وانه يمتلك قوة تاثير استطاع
عبرها ان يحشد الدول الافريقية في دعمه والوقوف ضد قرارات المحكمة الجنائية ،
مشيرا الي ان المحكمة التفتت الي تاثير السودان ما دفعها لاحالة يوغندا وجيبوتي
الي مجلس الامن ، مؤكدا ان المجلس لن يستطيع اتخاذ اية اجراءات ضد السودان ، ووصف
قرار توقيف الرئيس البشير بـ( المفبرك ) الخالي من البينات ، ودعا الى تبرير صرف (17)
مليون دولار كرشاوي لجلب الشهود ، ونوه سراج الي مساع يقودها الاتحاد الافريقي
لمواجخة مجلس الامن في الاجراءات التي تتخذ ضد القارة الافريقية او اتخاذ
استراتيجية واضحة في الانسحاب ، مؤكدا حصار السودان للمحكمة ودنو نهايتها .
وكشف سراج الدين عن وجود سودانيين
مرتزقة من الحركات المتمردة قال انهم اثروا من اموال المحكمة ، ودعا الي ان تمضي
الخرطوم عبر الدول الصديقة في اتخاذ اجراءات ضد المحكمة والطعن ضد المدعي العام ،
مؤكدا اطمئنان السودان على سلامة المستندات التي يعتمد عليها ضد محكمة الجنايات
الدولية ، مشيرا الي ان بدء مدعي المحكمة سيكون نهاية محكمة الجنايات الدولية .
شبهات منذ النشاة
د.عبدالرحمن ابراهيم ، نقيب المحامين
الاسبق الخبير في القانون الدولي ، اشار الي ان المحكمة منذ انشائها حامت حولها
شبهات ما دعا البعض الي تسميتها بالمحكمة الاوروبية ، لافتا الي انها تمول من دول
معينة تؤثر عليها وتفرض عليها املاءات ، داعيا الي ان تبتعد عن المؤثرات السياسية
والسلوك الذي يقدح في عدالتها ويخدش مهنيتها ، مبينا ان فرنسا ابادت مليون جزائري
ولم يحاسبها احد ، بينما تطالب بمحاسبة دول افريقيا .
واشار ابراهيم الي حرب نفسية مارسها
الغرب عبر محاولات سابقة عديدة تستهدف السودان في خلق عداء مع الدول المحيطة به ،
اضافة لتازم علاقاته مع الدول المجاورة عبر مصر وكينيا واثيوبيا ، مؤكدا ان هذه
المحاولات فشلت وارتدت عليهم ، مشيرا الي ان مواجهات المحكمة للسودان مصنوعة لخدمة
اهداف غربية ، فيما لم توجه لدول مثل الولايات المتحدة ودول اوروبية ارتكبت جرائم
وابادات جماعية في العراق وعدد من الدول العربية ، لافتا الي ان تاريخ بريطانيا في
افريقيا معظمه اسود ولم تعتذر لتلك الدول ولم تقدم للقضاء .
ونوه الخبير في القانون الدولي الي ان
كافة المؤشرات مؤخرا تجاه المحكمة فضحتها ، وتابع ( ما نشا على باطل فهو باطل ) ، موضحا ان المحكمة لم تنشا على ساقين وان السوس
نخر في جسدها اثر الفساد المالي والاخلاقي ، مؤكدا ان محكمة الجنايات ثبت فسادها
ماليا واخلاقيا ، بجانب افتقار للاسس العدلية ، وزاد : ( المحكمة ذات طابع سياسي
اريد بها تركيع دول معينة ) ، ومضي الخبير بان الاستعمار الذي خرج بالباب يريد ان
يعود بالشباك ، مشيرا الي ان المحكمة وقضاتها لا يستحقون شرف القضاء جراء ما يرتكب
من فساد .
وابان بان قمة كيغالي التي ختمت
اعمالها مؤخرا دعمت قمما افريقية سابقة من بينها قمة ( جوهانسبيرج ) في الوقوف ضد الجنائية واتخاذ موقف واضح في
الانسحاب من المحكمة .
مع القواعد والعدالة
من جانبه ، جدد مولانا الفاضل حاج
سليمان ، القيادي بالمؤتمر الوطني ، الخبير القانوني ، القول بان السودان ليس
معنيا بالمحكمة باعتباره ضمن الدول غير الموقعه على ميثاق روما ، في الوقت الذي
اكد فيه ان السودان ليس ضد انشاء جسم دولي يهدف لحماية حقوق الانسان ويعرض الافراد
الطبيعيين للمحاسبة ، مؤكدا ان المجتمع السوداني يؤمن به ، واضاف ( لا يفهم من ذلك
بان السودان ضد القواعد في ميثاق روما ، ولكن ضد الاستقلال السياسي في اوضاع الدول
) .
واشار حاج سليمان الي ارتكاب الحركات
المتمردة جرائم في السودان بدعم خارجي رغم سيادة الدولة ، متسائلا عن دور المحكمة
في الجرائم التي ترتكبها تجاه المدنيين والابرياء ، واصفا المحكمة بـ( المسيسة )
لتصفية حسابات سياسية عبر ميثاق روما ، مؤكدا ان موقف الخرطوم لم يكن معزولا عن
الموقف الافريقي تجاه محكمة الجنايات الدولية ، وتابع ( لولا انتهاك والمناهضة لما
وقفت الدول الافريقية ضد المحكمة ) .
واكد حاج سليمان ان السودان استطاع ان يقنع المجموعة الافريقية بان المحكمة سياسية
مقصود بها الدول الافريقية ، وان البلاد لا تتخوف من العدالة الدولية لاهميتها ،
في الوقت الذي دعا فيه للتعامل بحذر والا يستند السودان الى القضاء تحسبا لما يحدث
لمساندى المحكمة .
وارجع الخبير القانوني ، القصد في
تاسيس المحكمة الجنائية الدولية لادانة الدول الافريقية وقيادتها لتحقيق اغراض
الدول الغربية ، مشيرا الي ان القضاء السوداني ما عهد عليه مثل اعمال المحكمة
الجنائية في تلقي الرشاوي ، واصفا الامر بالمفاجاة لمحكمة الغرض منها تطبيق
القانون الدولي الانساني في حقوق الانسان ، منوها الى ان فساد المحكمة في تلقيها
رشاوى يؤكد نهايتها .
ظاهرة اولي
وفي معرض حديثه ، اشار الباحث في
القانون الدولي ،هاني تاج السر ، الي عدد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكيتها
بعض الدول الاوروبية والولايات المتحدة في فلسطين والعراق ، قال ان المحكمة
تجازتها وغضت الطرف عنها ، في الوقت الذي تهاجم وتدين الدول الافريقية وقيادتها وبعض
الدول المستضعفة ، ولفت الي ان المحكمة اصبحت في الوقت الراهن اداة من ادوات الدول
الكبرى توجهها كيف تشاء ، وذكر ان السودان واجه ازمة شرسة من المحكمة تصدت لها
دولة الصين في مجلس الامن .
ووصف هاني رشاوي المحكمة مؤخرا في
تلقيها لـ(17) مليون دولار بالظاهرة الاولي لمؤسسة عدلية ، وان مسالة توقيف رئيس
دولة هي السابقة الوحيدة في القانون الدولي ، مشيرا الي فتح السودان دعوى جنائية
قيد الاجراء ، واضاف بان علة الدولة فتح ملفات المحكمة وفضح ادعاءاتها ، مؤكدا ان
محكمة الجنايات تفتقر الي اليات للقبض على المتهمين وانما تتكفل بهم الدول الاعضاء
.
ونفي الباحث القانوني ، ان يكون
للمحكمة تعاملا رسميا مع المحكمة الجنائية ابان اتهام مولانا احمد هارون وموسي
هلال ، مستدرما بان تعامل السودان جاء ظنا منه بان المحكمة قانونية تعمل على تكريس
اوجه العدالة ، في الوقت الذي قال فيه ان القضاء السوداني الوحيد الذي يصدر قضاة
الي العالم .
نبيل صالح
تعليقات
إرسال تعليق