البشـير فــي كيغالــي.. الأفــارقــة جبهـة موحـدة ضد المحكمـة الجنائية
وصل
رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مساء أمس الى العاصمة الرواندية كيغالي للمشاركة
في قمة الاتحاد الإفريقي في دورتها السابعة والعشرين التي ستنطلق أعمالها اليوم
(الأحد) بمشاركة من القادة والزعماء الأفارقة، ويشار إلى ان القمة ستبحث موضوع
التكامل الافريقي وإنشاء منظمة التجارة الحرة القارية بحلول عام 2017م، كما سيتم
خلال اجتماعات القمة اختيار رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي خلفا للسيدة
نيكوسازانا دلاميني زوما، وستطلق قمة الاتحاد الإفريقي بكيغالي مشروع جواز السفر الإلكتروني
ضمن أجندة إفريقيا الذي يهدف لتسهيل حركة انتقال الأشخاص والبضائع والخدمات في
كافة أرجاء القارة، وذلك لتعزيز التجارة البينية بين الدول وتحقيق التكامل
والتنمية الاقتصادية في إفريقيا. وأعلنت وزيرة خارجية رواندا، لويز
موشيكيرابوا، رسمياً، أمام المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية بالاتحاد الإفريقي، أن
بلادها سوف تستقبل الرئيس عمر البشير حال وصوله لأراضيها، وأكدت التزام كيجالي
بموقف الاتحاد الإفريقي واستقبال الرؤساء وحمايتهم، وأظهر وزراء خارجية أفارقة
تأييدهم للقرار الذي تمت صياغته الأربعاء الماضي الذي أكد تماسك الموقف الإفريقي والمضي
قُدماً في استكمال مهمة الوقوف مع السودان ضد ما تسمى المحكمة الجنائية، بينما
هاجم وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور خلال مخاطبته اجتماعات وزراء خارجية
الاتحاد الإفريقي المحكمة الجنائية وقدم مرافعة قوية حول تجاوزاتها واتهمها بالفساد
وممارسة السياسة، كما دعا غندور الدول الإفريقية للتمسك بالموقف الإفريقي الموحد
لمجابهتها والعمل على كشفها للعالم، وقدم عدداً من المقترحات التي تمكّن اللجنة
مفتوحة العضوية من إكمال مهمتها الخاصة بإنهاء قضية السودان مع الجنائية، وأشاد
بموقف وزراء الخارجية الأفارقة لدعمهم للسودان. وكانت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية
نشرت مقالاً عن السودان تناولت فيه زيارة الرئيس الى دول أعضاء في المحكمة
الجنائية الدولية، بعد زيارته الأخيرة الى يوغندا، وبالرغم من ان الولايات المتحدة
الامريكية ليست طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية ولم توقع على ميثاق روما المؤسس
لها، الا انها ظلت تستغلها – المحكمة الجنائية الدولية – خارج إطار القانون الدولي
المتعارف عليه، لتفرض هيمنتها الدولية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، خاصة على دول
القارة الإفريقية، لتحكم العالم كيف تشاء. وبعد فشل الولايات المتحدة في محاصرة
السودان وتغيير نظام الحكم فيه بتشجيع التمرد على الحكومة السودانية ودعمه عسكرياً
وفنياً، وفشلها كذلك في إحكام الحصار الاقتصادي والعزل السياسي للسودان، عبر
سيناريوهات مختلفة، لجأت لاستغلال المحكمة الجنائية الدولية لتحقق أكبر قدر من
الضرر للسودان على المستوى السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، الا أن المقال الذي
نشرته الواشنطن بوست قدم اعترافاً صريحاً أكد نجاح الدبلوماسية السودانية في اختراق
محيطها العربي والإفريقي، واقامة علاقات جيدة مع الاتحاد الاوروبي في مكافحة
الإرهاب والهجرة غير الشرعية. ولا شك أن الزيارة التى يجريها الرئيس الى كيغالي سوف تحقق نفس
النجاحات التى حصلت في يوغندا في الاطر السياسية والدبلوماسية، فضلاً عن أنها
اختراق إيجابي لصالح السودان في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية، وقد أظهرت هذه الزيارة
والزيارات التي سبقتها للرئيس لعدد من الدول الإفريقية والعربية، أظهرت ضعف آليات
المحكمة وعدم مقدرتها على توقيف الرئيس، ويمكن القول إن الدبلوماسية السودانية قد
نجحت في كسر سياسة العزلة والحصار الأمريكي وفضح المحكمة الجنائية الدولية، وتحسين
علاقات السودان في المحيط العربي والإفريقي والاوروبي، وهو ما يضع الولايات
المتحدة في امتحان عسير اذا لم تتدارك موقفها الاحادي الجائر ضد السودان، وستفقد
هيبتها في العالم خاصة بعد ان شرعت بعثة السودان الدائمة بجنيف، في قيادة حملة
دبلوماسية لفضح دعاوى المحكمة الجنائية الدولية من خلال تمليكهاعدداً من سفراء
أوروبا المعتمدين بجنيف، بيانات تعتبر أدلة وبراهين تفيد بتلقي مدعي المحكمة لرشاوى
مالية نظير استهداف الرئيس البشير، بشهاداتها الكاذبة، والأهم أيضاً أن موقف
الأفارقة ضد المحكمة يعزز وحدة اتحادهم
تعليقات
إرسال تعليق