المحكمة الجنائية الدولية والقارة الافريقية
ان
القرار الذي اتخذته القمة الافريقية التي انعقدت بالعاصمة كيغالي باعلان رفضها
القاطع لاتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشيرونائب
الرئيس الكيني تعتبر خطوة مهمة ومكملة لما جاء القمة السابقة التي انعقدت
بجوهانسبرج وان الخطوات العملية التي اتخذتها القمة في ختام اعمالها لمواجهة هذه
المحكمة التي تستهدف القارة الافريقية خطوات عملية بتكوين لجنة وزارية للاتصال
بمجلس الامن الدولي ن لتوضيح مواقف الدول الافريقية في هذا الصدد وتقديم تقرير
لقمة أديس ابابا القادمة في يناير المقبل في هذا الشأن وأكدت القمة انه اذا لم
يستجب مجلس الامن لارادة الدول الافريقية حول القضية فان على اللجنة الوزارية وضع
خطة للخروج الجماعي للدول الافريقية من المحكمة الحنائية الدولية .
ان
الخروج الجماعي من المحكمة الجنائية الدولية لدول القارة الافريقية يمثل الضربة
القاضية والمميتة لهذه المحكمة التي لاتستهدف غير القادة الافارقة ، واعتقد ان
تكوين لجنة وزارية للاتصال بمجلس الامن ، تؤكد ان ابناء القارة على وعي تام
بالمؤسسية التي يجب ان تسود حتى عند من ظلم ، وبهذه الخطوة تسد القمة الافريقية اي
ثغرات يمكن ان تستفيد منها الدول الغربية او اي ذرائع حال الخروج الجماعي للقارة
الافريقية من المحكمة الجنائية .
ودول
القارة الافريقية الموقعة على ميثاق روما وغير الموقعة ادركت الدور المرسوم للمحكمة الجنائية في تعقب القادة
الافارقة دونها من القارات ، ولم تدرك بعض الدول الافريقية هو ان وضعف هذه المحكمة
الاعندما اختبرها الرئيس عمر البشير وتحداها في مراحل مختلفة ، وعبر بطائرته
الحدود السودانية الى سموات بعيدة ودول تمتد فيها ساعات الطيران الى اكثر من 14
ساعة متواصلة حتى ان المحكمة الجنائية امام عجزها في مواجهة البشير والحد من
رحلاته الخارجية المتكررة ، لم تجد مبرراً سوى انها تمتلك شرطة ولا طائرات في
تنفيذ اوامرها بتوقيف احد مطلبيها ، ولكن تعتمد على الدول في تنفيذ اوامر التوقيف
لكل من تطلبه المحكمة في القبض على الرئيس البشير في رحلاته الخارجية عللت ذلك
بانها ستعتمد على الدول الموقعة على ميثاق روما في القبض على المطلوبين .
وكانت
مشاركة الرئيس البشير في قمة جوهانسبيرج رغم الالية الاعلامية العالمية ولكن خابت
احلام هؤلاء النفر عندما شارك البشير وعندماغادر عائداً الى الخرطوم وكانت هذه
لطمة جديدة من البشير الى هذه المحكمة ، التي تهاوت الان بفضل ضربات البشير المتوالية
لها ,
وبمثلها
شكلت جوهانسبرج ضربة قوية للجنائية كانت العاصمة اليوغندية هي القاصمة التي قصمت
ظهر الجنائية فقد كانت مشاركة الرئيس البشير في مراسم تنصيب الرئيس اليوغندي يوري
موسيفيني ذات دلالة اكبر باعتبار ان يوغندا من الدول الموقعة على ميثاق المحكمة
الجنائية والامر الثاني ان علاقة يوغندا بالسودان لم تكن على ماهي بسبب مشكلة
الجنوب وبسبب الطموحات اليوغندية ن وتوقع البعض ان تكون خطرة لذات الاسباب التي
مراسم تنصيب رئيس يوغندا قد تكون خطرة لذات الاسباب التي ذكرت ولكن البشير تحدى
المحكمة وذهب الى كمبالا وكان حضوره انتصاراً سياسياً للسودان ، حيث هتفت الجموع
من الشعب اليوغندي باسم الرئيس البشير ، وانسحب ممثلو الدول الغربية من الاحتفال ،
وكانت هذه ضربة ثانية للجنائية .
واعتبر
موسيفيني زيارة البشير لكمبالا مناسبة تعني ان افريقيا لم تعد عابئة بالمحكمة
الجنائية الدولية وانها تخلصت منها واصفا الجنائية بالاداة السياسية التي تخدم
مصالح الدولية المهيمنة .
وهذا
الوصف الذي اطلقة موسيفيني يتطابق تماماً مع ما خرجته به قمة كيغالي وكما قال يوري
ان زيارة البشير لكمبالا تعني ان افريقيا لم تعد عابئة بالمحكمة الجنائية الدولية
.
ويبدوء
لسوء حظ المحكمة الجنائية انها حاولت ان
تبتدي بالسودان واختارت الطريق الخطأفي مسيرتها التي كادت تنتهي قبل ان تبدا ، والسودان لم يعترف بالاتهامات
التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية الي البشير ، فيما يتعلق بمسالة دارفور
باعتبار ان مسالة دارفور هي ضمن التدهل في الشؤون الداخلية السودانية ، وان تحرك
المحكمة الجنائية الدولية هذا يسيس مسالة دارفور .
والسبب
الثاني ان السودان ليس من الدول الموقعة على بنود اتفاقية روما التي اصدرتها
المحكمة الجنائية الدولية وان هذه المحكمة ليس لها السلطة القضائية لمعاملة
المواطنين السودانيين ، لذا فلا ينفذ السوجان اي قرار تتوصل اليه هذه المحكمة ، وكان
التحدي الاكبر قادة البشير بنفسه بالمشاركات الخارجية التي لم تتوقف بسبب مزاعم
هذه المحكمة وحيتياتها التي ذكرتها في مذكرة التوقيف .
وتوقع
الجميع ان تعض المحكمة الجنائية الدولية القادة الافارقة ، وهذا هو الخبر الذي
كانت تنتظره وسائل الاعلام والفضائيات ، ولكن السودان هو من عض المحكمة الجنائية
وكان هذا هو الخبر الاكثر تشويقا .
محفوظ
عابدين
تعليقات
إرسال تعليق