أنا وعرمان.. وظلم ذوي القربي! “1”



 أستأذن القارئ في استصصحاب نزرا يسيرا من التاريخ المعاصر.. ليس بعيدا.. إذ شهد الربع الأخير من العام 2007 حدثا سياسيا ربما يكون الأغرب من نوعه.. أن يدخل دستوريون في إضراب عن العمل.. حيث أعلن وزراء الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية توقفهم عن مزاولة نشاطهم.. احتجاجا على عدم جدية المؤتمر الوطني في تنفيذ بنود اتفاقية السلام.. كما قالت إفاداتهم.. كان واحدا من ألمع قادة الحركة ياسر عرمان الذي قال يومها للشرق الأوسط.. (إن المكتب السياسي للحركة قرر في اجتماعه الذي استمر ستة أيام تشكيل لجنة لإدارة الأزمة برئاسة نائب رئيس الحركة والي النيل الأزرق مالك عقار وعضوية الأمين العام باقان أموم ونائبيه لقطاع الشمال ياسر عرمان والجنوب الدكتورة أنيتو وعضو المكتب السياسي وزير النقل كوال ميانق ووزير شؤون رئاسة حكومة الجنوب الدكتور لوكا بيونق، على أن تبدأ اللجنة أعمالها مع الشريك الآخر فوراً).. والكثيرون يعلمون ولا شك أن تلك الأعمال لم تبدأ فورا.. كما يعلم البعض الدور المهم والمحوري الذي لعبه ياسر عرمان شخصيا في بدء عمل تلك اللجنة حتى توجت بالمصفوفة الشهيرة واستئناف الشراكة..!
ولكن.. وفي ذات التصريحات يضيف عرمان عبارة مهمة وفق ما نقلت عنه الشرق الأوسط فيقول عرمان.. (إن القشة التي قصمت ظهر البعير هي.. قيام المؤتمر الوطني بالتعدي على صلاحيات النائب الأول لرئيس الجمهورية، برفض القيام بإجراء التغييرات التي أجراها في قائمة وزراء الحركة الشعبية والمستشارين).. ويضيف عرمان.. (هذا تعد بين علي الصلاحيات الدستورية للنائب الأول).. ويعني بالطبع الفريق سالفا كير ميارديت الذي كان وقتها النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب.. بنص اتفاقية السلام الشامل التي منحت ذلك المنصب للحركة الشعبية.. ولكن ياسر حين استخدم ذلك المثل العربي الشهير.. وهو يجيد مثل هذه الاستخدامات ولعله يكون السياسي الوحيد الذي ينافس السيد الصادق المهدي في ذلك.. رغم أن بين الرجلين ما صنع الحداد.. أقول إن ياسر لم يكن يتوقع أن قشة أخرى تختبئ وراء الأكمة.. وأنها (ستعتر له) هو شخصيا دون غيره قريبا..!
الشاهد أنه بعد نجاح جهود ياسر وآخرين في دفع الطرفين للجلوس.. على مائدة تفاوض جديدة.. ولكن بذات الأجندة القديمة.. وذات الأسس والمرجعيات الحاكمة.. وبعد عمل مضن وشاق.. أعلن عن الوصول إلى خارطة طريق.. سميت بالمصفوفة.. وكان حدثا تاريخيا.. أنهى أزمة سياسية ودستورية امتدت لعدة أشهر.. وعمت الأفراح و(الليالي الملاح).. أطراف الخرطوم وبعض وسطها.. وكان ياسر عرمان هو الأكثر سعادة.. فقد ساهم بشكل أساسي في حل عقدة سياسية بدت.. للحظات.. عصية على الحل.. وكان إحساسه.. نتاج ذلك.. أن دوره قد تزايد.. ولا شك.. داخل الحركة.. وأنه تدرج في مراقي التنظيم درجات.. كما يقول المثقفون غير الآيديولوجيين.. ثم كان أن.. وصل المشهد أو شارف المرحلة المهمة والحاسمة.. مرحلة تقديم ترشيحات الحركة الشعبية لشاغلي المناصب الدستورية والمستشارين.. لم تنسوا بالطبع إشارة ياسر إلى أن تدخل المؤتمر الوطني في تلك القائمة.. بالرفض هنا والتحفظ هناك.. كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير.. لذا كان المشهد يقترب من لحظة اختبار مصداقية المؤتمر الوطني.. وكان ياسر ومع تأكيداته المستمرة أن على الوطني أن يثبت جديته ويعتمد ترشيحات الحركة كما تصله.. لا ينسى التأكيد على أنه زاهد في المناصب وأنه قادر على المساهمة في صناعة السودان الجديد من أي موقع
أستأذن القارئ في استصصحاب نزرا يسيرا من التاريخ المعاصر.. ليس بعيدا.. إذ شهد الربع الأخير من العام 2007 حدثا سياسيا ربما يكون الأغرب من نوعه.. أن يدخل دستوريون في إضراب عن العمل.. حيث أعلن وزراء الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية توقفهم عن مزاولة نشاطهم.. احتجاجا على عدم جدية المؤتمر الوطني في تنفيذ بنود اتفاقية السلام.. كما قالت إفاداتهم.. كان واحدا من ألمع قادة الحركة ياسر عرمان الذي قال يومها للشرق الأوسط.. (إن المكتب السياسي للحركة قرر في اجتماعه الذي استمر ستة أيام تشكيل لجنة لإدارة الأزمة برئاسة نائب رئيس الحركة والي النيل الأزرق مالك عقار وعضوية الأمين العام باقان أموم ونائبيه لقطاع الشمال ياسر عرمان والجنوب الدكتورة أنيتو وعضو المكتب السياسي وزير النقل كوال ميانق ووزير شؤون رئاسة حكومة الجنوب الدكتور لوكا بيونق، على أن تبدأ اللجنة أعمالها مع الشريك الآخر فوراً).. والكثيرون يعلمون ولا شك أن تلك الأعمال لم تبدأ فورا.. كما يعلم البعض الدور المهم والمحوري الذي لعبه ياسر عرمان شخصيا في بدء عمل تلك اللجنة حتى توجت بالمصفوفة الشهيرة واستئناف الشراكة..!
ولكن.. وفي ذات التصريحات يضيف عرمان عبارة مهمة وفق ما نقلت عنه الشرق الأوسط فيقول عرمان.. (إن القشة التي قصمت ظهر البعير هي.. قيام المؤتمر الوطني بالتعدي على صلاحيات النائب الأول لرئيس الجمهورية، برفض القيام بإجراء التغييرات التي أجراها في قائمة وزراء الحركة الشعبية والمستشارين).. ويضيف عرمان.. (هذا تعد بين علي الصلاحيات الدستورية للنائب الأول).. ويعني بالطبع الفريق سالفا كير ميارديت الذي كان وقتها النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب.. بنص اتفاقية السلام الشامل التي منحت ذلك المنصب للحركة الشعبية.. ولكن ياسر حين استخدم ذلك المثل العربي الشهير.. وهو يجيد مثل هذه الاستخدامات ولعله يكون السياسي الوحيد الذي ينافس السيد الصادق المهدي في ذلك.. رغم أن بين الرجلين ما صنع الحداد.. أقول إن ياسر لم يكن يتوقع أن قشة أخرى تختبئ وراء الأكمة.. وأنها (ستعتر له) هو شخصيا دون غيره قريبا..!
الشاهد أنه بعد نجاح جهود ياسر وآخرين في دفع الطرفين للجلوس.. على مائدة تفاوض جديدة.. ولكن بذات الأجندة القديمة.. وذات الأسس والمرجعيات الحاكمة.. وبعد عمل مضن وشاق.. أعلن عن الوصول إلى خارطة طريق.. سميت بالمصفوفة.. وكان حدثا تاريخيا.. أنهى أزمة سياسية ودستورية امتدت لعدة أشهر.. وعمت الأفراح و(الليالي الملاح).. أطراف الخرطوم وبعض وسطها.. وكان ياسر عرمان هو الأكثر سعادة.. فقد ساهم بشكل أساسي في حل عقدة سياسية بدت.. للحظات.. عصية على الحل.. وكان إحساسه.. نتاج ذلك.. أن دوره قد تزايد.. ولا شك.. داخل الحركة.. وأنه تدرج في مراقي التنظيم درجات.. كما يقول المثقفون غير الآيديولوجيين.. ثم كان أن.. وصل المشهد أو شارف المرحلة المهمة والحاسمة.. مرحلة تقديم ترشيحات الحركة الشعبية لشاغلي المناصب الدستورية والمستشارين.. لم تنسوا بالطبع إشارة ياسر إلى أن تدخل المؤتمر الوطني في تلك القائمة.. بالرفض هنا والتحفظ هناك.. كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير.. لذا كان المشهد يقترب من لحظة اختبار مصداقية المؤتمر الوطني.. وكان ياسر ومع تأكيداته المستمرة أن على الوطني أن يثبت جديته ويعتمد ترشيحات الحركة كما تصله.. لا ينسى التأكيد على أنه زاهد في المناصب وأنه قادر على المساهمة في صناعة السودان الجديد من أي موقع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية