أنا وعرمان.. وظلم ذوي القربى! “4”
تبدو رسالة استقالة السيد عبد العزيز آدم
الحلو كرصاصة الرحمة.. إن لم يكن لوضع ياسر عرمان في قيادة الحركة.. فلشكل الحركة
موحدة منذ اصطفافها الجديد في حربها الأخيرة ضد النظام.. والملاحظة الأولى.. وهذه
سجلها السيد مالك عقار رئيس الحركة في تعميمه السري على أعضاء الحركة معترفا
بالاستقالة.. أنها
وجهت إلى مجلس تحرير إقليم جبال النوبة فيما كان ينبغي أن توجه إلى المجلس القيادي
للحركة الشعبية.. ليطل السؤال: لماذا استهدف الحلو المكون النوبي دون غيره في
الحركة..؟ والإجابة عن السؤال تستدعي بالضرورة استدعاء التاريخ المعاصر.. كما
فعلنا في الحلقات والوقائع السابقة.. ولعلنا نذكر الآن أن الحرب قد بدأت في
كادوقلي قبل أن تدفع إليها الدمازين دفعا.. وبعض أبناء النوبة يتذكر دائما أن أول
(دانة) قد انطلقت في حرب الجبال الأخيرة قبل أن تحلق طائرة عرمان في سماء كادوقلي
متجهة إلى الخرطوم.. وبعض أبناء النيل الأزرق.. بل بمن فيهم مقربون جدا من عقار..
زوجته نموذجا.. ظلوا يؤكدون أنه كان زاهدا في الحرب لولا محاصرة زملائه له في
قيادة الحركة حد اتهامه بالخيانة العظمى لجهة موالاته للنظام الذي يقتل رفاقه في
كادوقلي.. وكنت
قد تحدثت إلى عقار بعد يومين من خروجه من الدمازين.. أو إخراجه منها كما قال لي هو
يومها.. وأبدى رغبة مبكرة في تسوية.. ولكن..!
ويبدو الآن أنه لا جهد عرمان في دفع عقار للانضمام إلى الحلو في حربه هذه.. ولا اصطفاف عقار في خانة الحرب مع الحلو لم تشفع لهما عند الأخير.. فحرض عليهما المكون النوبي.. وأستطيع الآن أن أدعي أنني ومنذ أكثر من عامين قد تنبأت لهذا الأمر حين كتبت مرة وقلت مرات.. خاصة بعد تعثر جولات التفاوض الأولى.. أن ثمة فوارق بينة في مواقف القادة وشرحت.. أن الحلو يقاتل وعينه على كادوقلي.. وعقار يقاتل وعينه على الدمازين.. بينما يقاتل عرمان وعينه على الخرطوم.. أي أن أهداف معركة عرمان.. بل ومطلوباتها.. تبدو مختلفة جدا.. ولعل القشة التي قصمت ظهر بعير عرمان قد كانت هي موقفه الملتبس من المبادرة الأمريكية في الشأن الإنساني للمنطقتين.. كما أن أفضل تعبير عن هذه الأزمة قد جاء من تلقاء أحد الرموز التاريخية للحركة الشعبية الأم.. وهو الدكتور الواثق كمير.. الذي يبدو أن موقفه لجهة تحليل مواقف القادة يتسق كثيرا مع رؤيتنا.. فقد طرح الواثق سؤالا منطقيا.. ما ذنب مواطن المنطقتين.. يعني جبال النوبة والنيل الأزرق.. أن يتحمل لوحده كل هذه المعاناة حتى تتمكن الحركة الشعبية من إسقاط النظام في الخرطوم..؟ ولم لا يحصل هذا المواطن على الحد الأدني من العون..؟ مثله مثل مواطني المناطق الأخرى..؟ وبالنتيجة.. فكل ما ينادي به عرمان عن قومية الحركة وعن دورها في التغيير وعن استمرارها في حمل رسالة قرنق لصنع السودان الجديد.. قد راحت أدراج الرياح.. طالما طغت المناطقية والجهوية على أدبيات الخلاف داخل الحركة..! فنجح الحلو في الحصول على ما يريد من المكون النوبي.. على أقل تقدير في هذه المرحلة.. وهو المطالبة بتغيير وفد التفاوض.. وتغيير وفد التفاوض يعني بالضرورة تغيير نهج التفاوض.. فإلى أي وجهة يريدها أن تمضي الحلو..؟
ويبدو الآن أنه لا جهد عرمان في دفع عقار للانضمام إلى الحلو في حربه هذه.. ولا اصطفاف عقار في خانة الحرب مع الحلو لم تشفع لهما عند الأخير.. فحرض عليهما المكون النوبي.. وأستطيع الآن أن أدعي أنني ومنذ أكثر من عامين قد تنبأت لهذا الأمر حين كتبت مرة وقلت مرات.. خاصة بعد تعثر جولات التفاوض الأولى.. أن ثمة فوارق بينة في مواقف القادة وشرحت.. أن الحلو يقاتل وعينه على كادوقلي.. وعقار يقاتل وعينه على الدمازين.. بينما يقاتل عرمان وعينه على الخرطوم.. أي أن أهداف معركة عرمان.. بل ومطلوباتها.. تبدو مختلفة جدا.. ولعل القشة التي قصمت ظهر بعير عرمان قد كانت هي موقفه الملتبس من المبادرة الأمريكية في الشأن الإنساني للمنطقتين.. كما أن أفضل تعبير عن هذه الأزمة قد جاء من تلقاء أحد الرموز التاريخية للحركة الشعبية الأم.. وهو الدكتور الواثق كمير.. الذي يبدو أن موقفه لجهة تحليل مواقف القادة يتسق كثيرا مع رؤيتنا.. فقد طرح الواثق سؤالا منطقيا.. ما ذنب مواطن المنطقتين.. يعني جبال النوبة والنيل الأزرق.. أن يتحمل لوحده كل هذه المعاناة حتى تتمكن الحركة الشعبية من إسقاط النظام في الخرطوم..؟ ولم لا يحصل هذا المواطن على الحد الأدني من العون..؟ مثله مثل مواطني المناطق الأخرى..؟ وبالنتيجة.. فكل ما ينادي به عرمان عن قومية الحركة وعن دورها في التغيير وعن استمرارها في حمل رسالة قرنق لصنع السودان الجديد.. قد راحت أدراج الرياح.. طالما طغت المناطقية والجهوية على أدبيات الخلاف داخل الحركة..! فنجح الحلو في الحصول على ما يريد من المكون النوبي.. على أقل تقدير في هذه المرحلة.. وهو المطالبة بتغيير وفد التفاوض.. وتغيير وفد التفاوض يعني بالضرورة تغيير نهج التفاوض.. فإلى أي وجهة يريدها أن تمضي الحلو..؟
محمد لطيف
تعليقات
إرسال تعليق