قبل أن يتحول القطاع إلى قطع صغيرة “2”



هذه مواصلة لحديثنا أمس عن تطور الخلافات ونذر الانقسامات في صفوف الحركة الشعبية قطاع الشمال والذي قلنا إنه يقود إلى منتوج أكثر تعقيداً على مستوى التفاوض والحل الشامل لملف الحرب والتمرد لأن هذه الخلافات تحدث في توقيت تعيش فيه الحركة حالة (دروخة) بسبب ضعف قدراتها الميدانية وجفاف بعض مصادر دعمها ومساندتها الإقليمية والدولية وبالتالي كان من الأفضل لمصلحة السلام أن يتم التفاوض مع كيان واحد حتى لا تتأخر عملية التسوية الشاملة المطلوبة لملف التمرد.
والشاهد الأوضح على أن خلافات الحركة الشعبية قطاع الشمال الآن تزيد واقع الحرب والتمرد سوءاً وتعقيداً أن الطرفين اللذين يقودان الخلاف والصراع ليس بينهما خيار يمكن أن يوصف بأنه خيار أفضل من الآخر أو أحرص على تحقيق السلام من الطرف الآخر.
فلو كان عرمان يعمل على استمرار حالة الحرب وهو المسؤول بحسب وجهة نظر الحكومة عن إفشال جولات التفاوض السابقة وعرقلة جهود السلام، فإن عبد العزيز الحلو بالمقابل يحمل أفكاراً ورؤى انفصالية سامة وخطيرة جداً على البلد تتمثل في المطالبة بحق تقرير المصير لجبال النوبة والذي يعني تكرار سيناريو الانفصال مرة أخرى في السودان.
وحين أكدت الحركة الشعبية رسمياً صحة استقالة الحلو أوضحت أن السبب هو تبنيه لمطلب حق تقرير المصير لجبال النوبة، بل كان ذلك واضحاً أيضاً في مضمون خطاب استقالته المنشور حيث أوضح الحلو فيه بأن أحد أهم أسباب خلافاته مع قيادات قطاع الشمال هي موضوع حق تقرير المصير لجبال النوبة.
وتحدث فيه بأقبح مفردات وعبارات العنصرية، والكراهية التي شعرت بأنها تتقطر من وجهه وهو يستخدم مصطلحات غريبة وعبارات تقسيمية قبيحة مثل عبارة (الشعوب السودانية) ويقول إننا لا نحارب الخرطوم لوحدها وإنما نحارب كل (الدراويش) على طول العالم زائدا العروبيين الشوفينيين الذين يقفون من ورائها ويمدونها بالسلاح والمؤن لإبادتنا، ولا من سبب إلا الدين والعرق واللون والأرض) ..
إذن وبمعايير تفضيل الأقرب للسلام بحسب المواقف لا تجد فرقاً بين الحلو وعرمان وعقار، فعلى الرغم من الخلافات القائمة بينهم إلا أن رؤاهم وأفكارهم وأجنداتهم أحلاها مُرْ، وأقربها مُضِرْ بوحدة الوطن واستقراره.
لو كنت في موقع القرار لأعلنت عن دعم الحكومة وتبنيها مبادرة لمعالجة خلافات الحركة الشعبية قطاع الشمال حتى يأتوا للطاولة بأجندة موحدة توفر أمام بلادنا ما يمكن توفيره من وقت ثمين بقي من عمرها.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
جمال علي حسن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية