تعبان دينق ..الرجل المغامر




ينتمي لقبيلة  النوير وهو أحد القادة الذين قدموا للخرطوم أبان السلام بقيادة رياك مشار، فالرجل محل الحديث هو شخصية جنوبية مثيرة للجدل، وقد اشتهر بالصراعات المختلفة في إطار الخلافات الجنوبية الجنوبية، إنه تعبان دينق  ... يقال عن الرجل أنه لا يحظى بالقبول في أوساط النوير لعدة أسباب، منها أنه من أصول شمالية، ولكن يحتفظ به سلفاكير ككرت لمواجهة رياك مشار عندما تستدعي الظروف، لأن  سلفا لا يطمئن في العادة لنائبه مشار، وإن أظهر غير ذلك، ويرى في شخصية تعبان الشخص الذي يقيه شرور و مؤامرات رياك في مناطق النوير.
نسبه
يظن كثير  من نوير الوحدة وبانتيو عن أن  نسب تعبان يعود إلى  أصول شمالية، ويقال أن والده رجل شمالي عمل بمناطق النوير وخالطهم وعاش معهم، وتم قتله في سابق الزمن على أيدي بعض أبناء النوير بجوار إحدى الكنائس، وقد سُمي ابنه تعبان بعد موته ونسب إلى دينق قاي! تبدو الرواية القائلة بشمالية تعبان غريبة باعتبار أنه  كان من دعاة الانفصال، إلا أن هنالك إجماع كبير حولها،.بالرغم من شخصية الرجل المتنفذة إلا أن معارف تعبان يجمعون على أنه لم يتلق تعليماً رفيعاً , وأنه لم يتجاوز المرحلة الثانوية، لكن الرجل ظل  يتمتع بخبرة عسكرية عالية ومهارات استخباراتية لقواته كانت لها أثر كبير فى تغليب موازين القوة في الصراع الدائر بمناطق النفط في الجنوب وحراستها إبان وجوده في حكومة الخرطوم، مرجحاً بذلك الكفة لصالحها على حساب محاولات الحركة الشعبية السيطرة عليها أو زعزعة الأمن فيها.
صراع الأفيال
 
تولى تعبان قيادة  ولاية الوحدة التي تعج بالخلافات، وكانت لديه صراعات مع القيادات بدولة الجنوب، وأشهرها صراعه الشهير مع قريبته من جهة أمه وزيرة الدولة بالطاقة، قبل الانفصال أنجلينا تينج حرم رياك مشار ومحاولة إغتيالها، والذي نسبت لتدبير تعبان وذلك خلال زيارة أنجلينا لمشاركة أهلها بمناسبة أعياد الميلاد، وكانت له إشكالات وخلافات كبيرة مع أبناء منطقة لير، وكما زاد أشتعال صراعه أيضاً مع قريبته أنجلينا أيام الإنتخابات الأخيرة والتي جرت قبل إنفصال دولة الجنوب، والتي كانت تمثل فيه أنجلينا المنافس له لمنصب الوالي لولاية الوحدة، وإتهمته بتزوير الانتخابات ونتائجها وبعلم الرئيس سلفا كير، والذي كان يرغب في فوز تعبان حليفه المناسب والمطلوب في المنطقة،.ويتهم البعض تعبان دينق  بأنه من خطط ودبر تصفية الجنرال قلواك قاي المعروف بالجزار، والذي كان مسانداً لأنجلينا في الانتخابات الأخيرة، وبعد ظهور النتيجة خرج قلواك قاي على حكومة الحركة الشعبية، وكانت علاقة قلواك قاي بتعبان دينق سيئة، ولم تكن على ما يرام، وتوصف تلك العلاقة بأنها مليئة بالكراهية مع والي ولاية الوحدة تعبان، والذي يصف فيها قلواك قاي تعبان بالشمالي القادم من منطقة شبشة، ويدعى محمد الحسن حاج صديق واسم تعبان هو لقب له وقلواك قاي هو دفعة تعبان، وانضم للحركة الشعبية في العام 1984م  وكان بنفس كتيبة تعبان والتي عرفت بكتيبة جاموس104 وعمل مع رياك مشار بغرب النوير 1986م قلواك قاي من أكثر الشخصيات والتي يهابها تعبان ولأنه يعرف تاريخ وأساليب تعبان وأسراره
تهديد الخصوم
قام  تعبان دينق، والي ولاية الوحدة قبل أن يعفية سلفاكير من منصبه في العام 2013م بتهديد ياسر عرمان بالقتل، وذلك بمقر اقامته في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وكان تعبان قد رفض مصافحة عرمان حينما التقاه عند مصعد الفندق الذي يشهد أنطلاق المفاوضات المباشرة بين أطراف الصراع بدولة جنوب السودان.
وقال شهود عيان إن كلمات تعبان دينق أدخلت الخوف والرعب على ياسر عرمان الذي غادر بعدها الفندق ليلاً ورفض الإقامة به.
سياسي بارع
وتحدث عنه أحد أعضاء مجلس قيادات  الثورة السابقين وقيادى بحزب المؤتمر الشعبى فضل حجب اسمه أن تعبان لديه  ذكاء خارق  وشعبية كبيرة  وسط أفراد قبيلته النوير، وأضاف قد عملت  معه اثناء فترة  توليه ملف السلام، وهو كان  الممثل للجيش الشعبي، واشتهر تعبان   بأنه شخص قوي، ولديه كاريزما قيادية وسياسى بارع،  وكان من اكثر الناشطين في الحركة الشعبية  ولديه أصدقاء كثر بالداخل والخارج، وعلاقاته واسعة جداً وهو شخص عملي وينجز أعماله أولاً بأول ويحترم خصمه ولا يستهين به أبداً، وهذا من أسباب نجاحاته.
في الخرطوم
الآن الرجل تم تكليفه بوزارة المعادن في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت مؤخراً، وحل بالأمس ضيفاً على الخرطوم في زيارة تستغرق عدة أيام لعقد مباحثات مع نظيره السوداني أحمد محمد صادق الكاروري حول المعادن، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي في هذا المجال.
عمر الكباشي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية