خارطة الطريق .. خيار واحد متاح حالياً
عمل غير العادة جاءت هذه المرة الترحيبات مكتوبة ..
الامين العام المتحدة يرحب بايقاف اطلاق النار الذي اعلنته الحكومة السودانية ..
الخارجية الامريكية ايضاً رحبت بالخطوة ن ودعت الجبهة الثورية للالتزام بايقاف
" الاعمال العدائية " الوسطاء وبعض ممثلي المجتمع الدولي ن ساروا على
ذات الخط مبتعدين عن الحياد الذي عرفوا به خلال الفترات السابقة .
هل حقاً لاخيار للحركات المسلحة والاحزاب المعارضة سوى
التوقيع على خارطة الطريق والقدوم الى الحوار الوطني ؟
يبدوا ان الاجابة على الشق الاول ان جاءت " بنعم
" فلن تكون الاجابة على الشق الثاني مشابهة .. فالتوقيع على خارطة الطريق
التي تحملها الوساطة الافريقية من قبل حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان وحزب
الامة والحركة الشعبية شمال ، لن يتبعها مباشرة الانخراط في الحوار الوطني القائم .
يقول مراقبون لصيقون بالاجتماعات الاخيرة في اديس
ابابا ان الخيارات كانت في اللقاء الذي جمع المعارضة مع الوسيط المشترك باتت قليلة
او منعدمة ن تنحصر فقط في خيار التوقيع .
الامم المتحدة التي انهكها صراع دولة جنوب السودان ،
تيقنت مؤخراً ان الاستقرار لن يحدث في الدولة الوليدة مالم تستقر الاوضاع في
السودان وتحديداً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، وايضاً في اقليم دارفور
الذي شهد استقراراً ملحوظاً قبل نحو عام .
الامين العام بان كيمون الذي لم يتبق لفترة حلوله في
منصبه الاعام ، اثر ان يحدث إنجاز سلام في الدول المازومة ورغم انه لا يملك حالياً
سوى الاشادة او دعوة الاطراف للالتحاق بعمليات التفاوض ، الا ان ردة اعطى مؤشراً
واضحاً لنظره المجتمع الدولي لما يدور في السودان ، واتجاهاً عاماً يتمثل في ضغط
الاطراف للتوقيع على اتفاقية تنهي الحرب وتحدث توافقاً بين الفرقاء .
ذات الامر يتشارك فيه الرئيس الحالى للولايات المتحدة
الامريكية باراك اوباما المقرر مغادرته البيت الابيض في الفترة القليلة المقبلة ،
مما يجعله حريصاً على تحقيق سلام سريع في السودان دون تكلفة ليكسب عصفورين بحجر
واحد ، فمن جهة يضع حداً لاطول صراعات
القارة ويضمن استقرار اً افضل في جنوب السودان .
ذات التكتيكات القديمة
سؤال يفؤض نفسه : هل تغيرت تكتيكات التفاوض على مدار
سنوات بين وفدي الحكومة او المعارضة ؟ وهل كسب احدهما الرهان بان يقف المجتمع
الدولي الى صفة ؟
الشاهد في
الامر ان جولات التفاوض منذ ان بدات في اديس ابابا بين الحكومة والحركة الشعبية
شهدت تغييراً في رؤساء الوفدين فالحكومة مثلها د:نافع على نافع وكمال عبيد ثم
ابراهيم غندور ، واخيراً ابراهيم محمود ن في حين مثل طرف الحركة الشعبية مالك عقار
ومن ثم ياسر عرمان فقط لاغير .
وعلى مدى سنوات حاولت الحركة الشعبية ان تجعل الحكومة
تتفاوض معها على اساس الجبهة الثورية التي تشمل ايضاً حركات دارفور المسلحة ن وهو
مارفضته الحكومة وظلت تتعامل معه بحذر في كل الجولات التفاوضية باختلاف الاشخاص
وذلك دون خلط لمسار دارفور بقضية المنطقتين في اديس ابابا كما نجحت الحركة الشعبية
في الفترات السابقة في توسيع جبهة المعارضة والمتحالفين معها ، داخل السودان
وخارجه .
ماوراء الزيارة
زيارة المبعوث الامريكي دونالد بوث تستهدف تحريك ملف
التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال من خلال جملة من المقترحات ربما تسهم في تحقيق
اختراق يفضي الى جولة تفاوضية جديدة في اديس ابابا .
بوث بدا مهموماً باحداث عملية سلمية تعثرت لفترة طويلة
.. التحليلات ذهبت الى الواقع الميداني للحركات المسلحة التي خلت دارفور منها ن
الامر الذي يرجح اتجاه ميزان القوى العسكري نحو قطاع الشمال وهو مايؤكده قرار
الرئيس البشير بايقاف إطلاق النار في المنطقتين مستثنياً دارفور لخلوها من
العمليات العسكرية .
المجتمع الدولي غادر مربع الحياد المعلن تجاه الاطراف
السودانية وفقاً لعدة متغيرات منها نجاح الخرطوم الى حد مافي سحب البساط من
الاخرين عبر استراتيجية واضحة للسلام تمثلت في النظر لملف دارفور عبر وثيقة الدوحة وبحث قضايا المنطقتين عبر اديس ابابا والوساطة
الافريقية ن وحلال السلام الكلي عبر الحوار الوطني داخلياً .
ويبدوا ان الثبات على هذا الموقف بموافقة الوسطاء في
الدوحة او الاتحاد الافريقي ساهم في اقتناع المجتمع وانحيازه للوسطاء الذين مثلوا
الى حد ماوجهة النظر الحكومية تعاون السودان الودلي في اكثر من ملف خاصة
"الارهاب " الذي تركز عليه امريكا وقضايا اللاجئين والاتجار بالبشر الذي
يؤرق اوربا ، ونجاحه في اعادة اصطاف القارة الافريقية خلف موقفها الرافض للجنائية
جعل موقف السودان اقوى في انحياز المجتمع الدولي له .
لينا يعقوب
تعليقات
إرسال تعليق