خارطة امبيكي .. دعاة الحرب يخسرون
نشبت خلافات في الرؤى بين مكونات نداء
السودان بعد اقل من ثلاثة شهور على توقيع الحكومة منفردة على خارطة الطريق مع
الوساطة الافريقية برئاسة ثامبو امبيكي وتكمن الخلافات في الانضمام الي خارطة
الطريق وهي حالة من الثقة المتباعدة بن جميع الاطراف في هذا التحالف الذي تشكل في
العام 2014م بالعاصمة الفرنسية باريس ويضم هذا التحالف مكونات الجبهة الثورية
الحركات المسلحة الدارفورية والحركة الشعبية قطاع الشمال وحزب الامة وقوى الاجماع
الوطني وتحالف منظمات المدني ورغم اعلانها رسميا عدم الانخراط في الحوار مع
الحكومة الا انها عادت ووافقت على التفاوض مبدئيا فيما عرف بالمؤتمر التحضيري
التمهيد للتوقيع على خارطة الطريق التي اعدها الاتحاد الافريقي وتسهيل الحوار
الوطني بين الحكومة والمعارضة ابرزها نداء السودان فور توقيع الحكومة على خارطة الطريق
في اديس ابابا قبل شهرين او اكثر منفردة مع الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي واعلن
حينها تحالف نداء السودان رفضه التوقيع على الوثيقة لكن هنا لابد ان نشير الي ان
المجتمع الدولي بات راغبا بشدة في تهدئة الحرب في السودان لذلك مارس ضغوطات على
الحركات المسلحة للانضمام الي السلام .
ما حدث بعد توقيع الحكومة على خارط الطريق
ان حركة العدل والمساواة بزعامة جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان بزعامة مني
اركو مناوي انخرطتا في مفاوضات مع الوسيط القطري بالعاصمة الدوحة قبل اسبوعين وهذا
امر قد يضع تحالف نداء السودان ومدي استمراره على المحك رغم كل هذه العوامل التي
عصفت بتحالف نداء السودان الا ان التحالف كان يعتزم اجراء اجتماعات باديس ابابا
الايام المقبل واشارت الاخبار الي ان الخلافات بدات تدب في اوساط هذا الكيان الهش
غير المتماسك بعدما اعلنت احزاب عدم ثقتها في تمثيل بعض المجموعات في اديس ابابا
واصرت على المشاركة في الاجتماعات بدا واضحا ان نداء السودان على اعتاب انقسام
جديد بعدما انخرطت حركتي مناوي وجبريل في مفاوضات مبدئية مع الوساطة القطرية
والانقسام هذه المرة يشمل احزابا سياسية بالداخل اذ انها باتت لا تثق في تحركات
الصادق المهدي زعيم حزب الامة والحركة الشعبية قطاع الشمال للقاء الوسيط الافريقي
.
والخلافات داخل نداء السودان اشتعلت منذ ان
انتقدت الحركة الشعبية شمال لقاء المهدي وامبيكي وشككت الشعبية في وجود صفقة بين
الامة والاتحاد الافريقي للانضمام الي خارطة الطريق ويتضح ان تحالف نداء السودان
بات على اعتاب مرحلة جديدة تتسم بالضعف والانقسام لا سيما ان هناك قوى معارضة
بالداخل هددت بفض التحالف اذا لم يحدث تفعيلا لهذا الكيان .
ويرى المحللون ان تحالف نداء السودان تحالف
مرحلي انشئ في العام 2014م لاحداث اختراق في الساحة السياسية التي وصلت الي مرحلة
السيولة وكان المجتمع الدولي يدعم تشكيل هذا التحالف لكن بات غير مفهوم كيف لهذه
الاحزاب والحركات انها تعمل بتنسيق وفي نفس الوقت تتفاوض منفردة مع الحكومة
والملاحظ ان الحركة الشعبية شمال وحركة مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل
تتفاوض مع الحكومة وفي ذات الوقت تتحدث انها لا تزال متمسكة بتحالف نداء السودان
وهذا غير منطقي فالايام القادمة ستكشف المزيد من المفاجات بانضمام احزاب معارضة
الي خارطة الطريق وابرز هذه الاحزاب حزب الامة بزعامة الصادق المهدي والحركة
الشعبية شمال اللذان يحاولات اقناع بقية احزاب نداء السودان بالانضمام الي خارطة
الطريق خاصة ان امريكا متمثلة في ادارة الرئيس اوبا تريد اغلاق ملف التسوية
الساسية في السودان قبل نهاية ولايته الرئاسية .
الصادق عطرون
تعليقات
إرسال تعليق