(توهان ) المعارضة .. مازال العرض مستمرا !!
للمرة
الثانية خسرت المعارضة محاولات الالتفاف على خارطة الطريق التي مازالت تنتظر توقيع
المسلحين في اديس ابابا .
بعد
رفض الملحق المقترح علي ( خارطة الطريق ) من قبل الالية الافريقية رفيعة المستوى
والحكومة ، عمدت ( قوى نداء السودان
لممارسة حيلة جديدة تلتف بها على الموقف الذي لا يحتمل الا التوقيع على
خارطة ( طريق ) اصبح ( الاتجاه واحد ) على ما يبدو .
تقدمت
قوى ( نداء السودان ) بمقترح مذكرة تفاهم مع الالية الافريقية فيعة المستوى ،
المذكرة تحاول الحصول على التزامات تحقق قدرا من مطالب الملحق المرفوض .
الطلب
في حد ذاته يحمل غرابة شديدة لا تتناسب مع خبرة قيادات ذات ثقل وتجربة داخل تجمع
المعارضة بشقيه السياسي والمسلح .
ملعوم
ان الوساطة طرحت ما عندها بعد الاستماع لوجهة نظر الطرفين ورفضت اضافة الملحق ،
المعارضة اصرت على التقدم بطلب لتوقيع ( مذكرة تفاهم ) مع الوساطة وليس الحكومة
الطرف المهم في عملية التفاوض .
حمل
السيد الامام الصادق المهدي مذكرة التفاهم ودعا امبيكي للتوقيع عليها مع ( قوى
نداء السودان ) ، بالطبع تم رفض المذكرة من جانب الالية الافريقية رفيعة المستوى
وابلغ امبيكي المعارضة وحسب الاخبار الواردة من اديس ابابا انه وسيط بين طرفي صراع
وليس من مهامه او تفويضه توقيع مذكرة مع اي من الاطراف، وان ما لديه موجودا
ومكتوبا في خارطة الطريق التي رفضتها المعارضة .
بالضرورة
لن يكون غائبا عن المعارضة ان امبيكي ( مجرد وسيط ) لا يحق له توقيع مذكرات تفاهم
مع اي من الطرفين المتنازعين ، مثل هذا التطور يؤكد حالة التوهان التي تنتظم دوائر
المعارضة في ظل خيارات ضعيفة لن تجدي معها المراوغة للهروب من استحقاقات التسوية
السلمية في السودان .
ربما
ارادت بعض الاطراف في المعارضة استنساخ موقف جديد في مسار التفاوض يدفع بخارطة
اخرى توقع عليها المعارضة هذه المرة بدلا عن الحكومة ، ولكن الامر يحتلف بالتاكيد
، لان المعارضة هي التي رفضت التوقيع على خارطة الطريق ويتوجب عليها تصحيح هذا
الموقف والدخول في تسوية سياسية تضع حدا للازمة السياسية والامنية والاقتصادية
التي يعيشها السودان .
لابد
ان تنتقل المعارضة الي مربع جديد يتصالح مع الواقع الذي اسفرت عنه ( خارطة الطريق
) الافريقية ، وعليها ان تسلك اقصر الطرق للتوقيع وان تدخل في عملية تفاوض تحقق من
خلالها ما تدعو وتطالب به ، الخارطة في الاصل ليس اتفاقا وانما موجهات لتحقيق للحل
السياسي وايقاف الحرب ، اية محاولات لفتح طاقة تفاوض جديدة لن تحظى لا بقبول
الحكومة ولا بموافقة المجتمع الدولي او الالية الافريقية رفيعة المستوي .
على
المعارضة اتخاذ القرار الصحيح ، التلكؤ سيضاعف من ازماتها الداخلية خاصة ان هنالك
مكونات حقيقية داخل قوى ( نداء السودان ) مستعدة للقبول بالتوقيع على خارطة الطريق
، هنالك فرصة تنتقذ البلاد من نيران الحرب وعلى الجميع اغتنامها ، اية محاولات
للالتفاف سترتب المزيد من الاحراج لمكونات المعارضة نعم انتهي الوقف المخصص
للاجابة .
محمد
عبدالقادر
تعليقات
إرسال تعليق