جوبا .. هل تنجح في إخماد نيران الحرب بالمنطقتين؟




من جديد عزف وزير خارجية دولة جنوب السودان على الوتر الحساس وحرك شفتيه يوم أمس الأول ليعلن صراحة عن تمسك حركته الحاكمة في دولة الجنوب بعلاقتها القديمة والتاريخية مع قطاع الشمال المتمرد على الخرطوم، بيد أن الوزير وعد بلعب دور كبير في إنهاء الحرب في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر وساطة تقودها بلاده لإقناع الطرفين بجدوى التفاوض والوصول إلى تفاهمات، تصريحات ألور ربما ستتعامل معها بحيطة وحذر لازمتين، لاسيما وأن ألور ثبت أولاً متانة العلاقة بين القطاع والحركة الشعبية، ثم ألمح إلى إمكانية أن يلعب دور الوسيط بين الجانبين، إذن هل ستصلح جوبا ما أفسده عطار الخرطوم وكاودا ؟  
إلا إذا
سؤال ربما تكمن إجابته في تصريحات ألور والذي وعلى نحو غير متوقع خلع ثوب الدبلوماسية، وهو يطرح سؤالاً للصحفيين مفاده من قال إن جوبا تخلت عن حلفائها في الشمال ـ في إشارة إلى علاقة الحركة الشعبية الحزب الحاكم في جنوب السودان بقطاع الشمال المتمرد على الخرطوم،  ولم يكتف ألور بطرح السؤال بل جزم بأن حكومته لن تتخلى عن قطاع الشمال باعتبارها جزاء منهم، ومع ذلك بدا ألور واثقاً من أنهم مؤهلون للعب دور كبير في إيقاف الحرب بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، عبر وساطة تقودها جوبا بين الطرفين، لكن مراقبين يرون أن هذه الوساطة لن تنجح إن لم يفك الإرتباط بين قطاع الشمال والحركة الشعبية بدولة الجنوب، فيما يعرف بأزمة الفرقتين التاسعة والعاشرة، غير أن  السفير الطريفي كرمنو  يرى أن وساطة جوبا ستنجح بين الحركة الشعبية شمال والخرطوم كون الجنوب يمثل الداعم اللوجستي لهذه الحركة، وقال كرمنو لـ (آخر لحظة) إن جوبا تمثل بوابة الدعم لقطاع الشمال حتى من الدول الأخرى، وبوقف هذا الدعم  فلن يكون أمام الحركة خياراً آخر سوى الجلوس لطاولة المفاوضات مع الحكومه السودانية، ويشترط كرمنو أن تتم الوساطة عقب إعلان فك الإرتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة، والانسحاب من كاودا قائلاً إن لم يحدث هذا فذلك يعني أن الحديث عن أي وساطة يعتبر للاستهلاك السياسي فقط، مطالباً جوبا باتخاذ خطوات عملية، وموقفاً واضحاً نحو الحل كما فعل الرئيس  الإثيوبي الراحل ملس زيناوي، عندما أحضر مالك عقار في طائرة إلى الرئيس البشير، وعاد به بعد أن فشلت الوساطه في 2011، ورهن كرمنو ترحيب الحكومه بوساطة حكومة سلفا بتحقيق الشروط السابقة أضف إلى ذلك وقف إطلاق النار، منوهاً إلى أن محاولات الجنوب دون إعلان لفك الارتباط من الممكن أن ياتي في إطار المساندة لقطاع الشمال، ونتيجة للانتصارات الأخيرة للقوات المسلحة، بهدف كسب الوقت الذي يمكن الحركه من ترتيب  صفوفها، منتقداً المقارنة بين علاقات جنوب السودان والحركة شمال المتمردة على الخرطوم، وعلاقات الأخيرة بمعارضة الجنوب، كون العلاقة الأخيرة جاءت كردة فعل للأولى قائلاً من مصلحة السودان الشمالي بالطبع أن يحقق علاقات جيدة مع حكومة جنوب السودان، حتى يضخ النفط في أنابيبه وتنساب تجارة الحدود وغيرها من ملفات المصالح بين الطرفين
كرت ضغط
بينما يرى المحلل السياسي والقيادي البارز  بحزب الموتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق أن الخرطوم ظلت تلح على فك الارتباط بين الحركة الشعبية الحاكمة في  الجنوب وقطاع الشمال، وقال عبد الرازق لـ(آخر لحظة)  أن حكومة الجنوب بالإمكان الاستثمار في الروابط التاريخية بين الحركتين ايجابياً من خلال مصالحة حقيقة تسهم في أمن واستقرار البلدين، وكذلك يمكن استغلالها سلباً إن لم يكن  الهدف استخدامه ككرت ضغط على الحكومة السودانية، خاصة وأن التصريح على لسان الوزير دينق ألور - وهو من أبناء أبيي- أو مايعرف بأبناء قرنق، والذي يمكن أن تحركه العاطفة الشخصية والمزاج الفكري الثقافي بينه ورفاق الأمس من قطاع الشمال للتصريح بعدم فك الإرتباط معهم، موكداً أن الظرف الموضوعي لتحركات جوبا نحو هكذا وساطة قائم في ظل الأوضاع المعيشية الضنكة، على حد وصف أبو بكر الذي يطالب جوبا بأن تفطن للتجربة المرة نتيجة لعدم انسياب السلع الأساسية من الخرطوم بصورة سلسلة، مستبعداً أن يكون تصريح دونق ألور يمثل حكومة الجنوب، وأنها الأقرب إلى الأماني الشخصية
فاطمة أحمدون

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية