الجنوب سيناريو كان متوقعا !!



الساسة الجنوبيون كانوا يظنون ان الجنوب بعد الانفصال سيكون قد تحلل من قبضة الشمال واصبح راس دولة الجنوب براس دولة الشمال ، ولكن اولئك  الساسة لم يعلموا ان القبيلة مسيطرة سيطرة تامة والذي ينحدر من قبيلة مثل الدينكا ستكون له الغلبة ، اما القبائل الصغيرة فمصيرها الانقراض مع هيمنة القبائل الكبرى ، ولكن تلك القبائل الصغيرة زين لها الوضع خلاف ماهو واقعى وحاولوا ان يستميلةا عطفها للتصويت لصالح الانفصال ، وقد كان باعتبار ان حياتها بعد الانفصال ستكون حياة وردية وانها قد تحللت من هيمنة الشمال واصبحت من مواطني الدرجة الاولي وليس الثانية كمان كان يطرق على ذلك مثقفو الجنوب ، ظنا ان كل ابناء الجنوب يعيشون في الشمال من الطبقة الثانية او من المهمشين ، ولكن تلك القبائل بعد الانفصال تاكد لها ان العيش مع الشمال افضل من العيش مع الجنوب ، لذا اصبحت الحروب سمة كل القبائل ، كل قبيلة تحاول ان تهيمن على القبيلة الاخري ، فالحرب طحنت الجميع وهرب من ويلاتها الكثيرون في اتجاه دولة الشما التي عادوا اليها طائعين بعد ان اختاروا بانفسهم الانفصال .
ان دولة الجنوب لن تهدا ابدا وستظل الحرب فيها مشتعلة ولن تستطيع قبيلة القضاء على القبيلة الاخرى ولن تستطيع الحكومة السيطرة على الامور في ظل شح الموارد والاقتصاد المتردي وحرب العصابات هنا وهناك والمطامع على كرسي السلطة من الدينكا ومنافسيهم من النوير بقيادة رياك مشار .
ان دولة الجنوب الوليدة لم تتعظ من حربها من الشمال ولم يتعظ الساسة الجنوبيون وشغفهم على المال والسلطة لتعويض ما فاتهم من ثراء طوال السنين الماضية ، لقد حاولت امريكا وبعض الدول الغربية ان تزين للاخوة الجنوبيين كيف ستكون الحياة رغدة بعد الانفصال او كيف سيبنون دولتهم وكيف سيصبح المواطن الجنوبي مثل المواطن الشمالي ، حاولت امريكا والغرب ان ترسم لهم حياة زاهية ووردية ولكن الواقع كان يختلف تماما اذ ان الدولة ليست لها موارد وحتى البترول الذي وجدوه سهلا لم يستفيدوا منه في ظل الصراعات والتنافس المحموم على كراسي السلطة من قبل الحكومة والمعارضة فتبددت احلام الاخوة الجنوبيين ووجدوا واقعا مختلفا تماما عن الذي صور لهم وتدافعوا واصطفوا من الساعات الاولي للتصويت للانفصال بدلا عن الوحدة ، دولة نسبة الامية فيها ما يقارب الـ( 90%) ماذا يتوقع لها ؟ هل تستطيع النهوض بسرعة ؟ هل تستطيع ان تصبح دولة بمعني الكلمة في فترة وجيزة ؟ بالتاكيد ان الذي يحدث الان سيناريو متوقع ومتوقع انهيار اكثر من ذلك وربما يصبح حالها كحال سكان رواندا الذين مات الالاف من الهوتو والتوتسي بسبب تلك المطامع الحكومية .
ان حكومة الجنوب ان لم يحكم مسؤولوها العقل فسيظل حالها اشبه بحال دولة الصومال التي ظلت في حرب مستمرة .
صلاح حبيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية