الخرطوم و جوبا .. إتفاق " عبور العقبات "
كانت
الخرطوم أمس ، على موعد مع يوم عمل كبير و تواصل غير مسبوق بين الجارين ، السودان
و جنوب السودان ، حيث إستقبلت الخرطوم وفدا وزاريا غير مسبوق من دولة الجنوب ،
كأول وفد كبير بهذا المستوى بعد إعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة لدولة
الجنوب ، و ضم الوفد الذي يشكل في مجموعه جانب دولة الجنوب في اللجنة السياسية
الامنية المشتركة ، كل من وزير الدفاع ،وزير الداخلية ، مدير جهاز الأمن و
المخابرات و عدداً آخر من المسؤولين في اللجنة السياسية الأمنية المشتركة . وأمنت
مباحثات الجانبين في وزارة الخارجية برئاسة وزيري خارجية الدولتين البروفسور
إبراهيم غندور و دينق الور أمس ، على المضي قدما من أجل إقامة علاقات قوية بين
البلدين بإعتبارها ما يربط بين البلدين من تاريخ مشترك و علاقات دم ورحم و تاريخ
طويل ، و إتفق الجانبان على تفعيل لجنة التشاور السياسي بين البلدين برئاسة وزيري
الخارجية و التي ستنعقد قريبا ، كما شهد يوم أمس إجتماعات و لقاءات أخرى بين أطراف
وفد الجنوب و نظائرهم من السودان .
عبور
العقبات
إلتقى
الرئيس عمر البشير مساء أمس وفد حكومة الوحدة الوطنية لجنوب السودان برئاسة دينق
الور وزير الخارجية ، و تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات بين البلدين و تجاوز
العقبات التي تواجه تطويرها و تعزيزها .
و
أبلغ الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان ، في رسالة شفهية نقلها وزير
خارجيته دينق الور إلى الرئيس عمر البشير عبر البروفيسور إبراهيم غندور وزير
الخارجية ،أبلغ الرئيس البشير بأهمية عبور الخرطوم و جوبا للعقبات و المشاكل
العالقة بينهما ، ورأى سلفا خلال رسالته ، أنه لا بد أن تتغير المواقف السابقة
لأجل مصلحة الشعبين و الدولتين ، و أنه لايمكن أن تستمر الأوضاع هكذا و أن القضايا
العالقة يجب أن تحسم بسرعة ،و أن نبدأ من جديد و " ننسى الفات ".
و
قال دينق الور في مؤتمر صحفي عقب جلسة المباحثات ، أنه آن الأوان لحسم معظم
القضايا العالقة ، إن لم يكن كلها و لفت إلى أهمية العلاقة ، و أضاف ) بالأمس كنا دولة واحدة ، و الذي بيننا و السودان علاقة خاصة ) ،
وإعترف الور بوجود مشكلات تعترض العلاقة ، و شدد على أهمية تطويرها . و تابع بأنه
تم خلال الإجتماع الإتفاق على معظم القضايا
، و أن بلاده تسعى إلى الإستفاده من التجربة السودانية . و قال الور : ناقشنا بعض
القضايا التي تهم الدولتين و قضايا التعاون على المستوى الثنائي في الإقليم و تنسيق المواقف تجاه
القضايا .و أضاف بأنهم ناقشوا هذه المواضيع مع وزير الخارجية و نقلوا له رسالة من
الرئيس سلفا كير ميارديت للرئيس عمر البشير تتعلق بحلحلة المشاكل بين البلدين ، و
قال الور: لابد من أن نعمل لمصلحة الشعبين و الدولتين و لابد من حسم معظم إن لم يكن كل القضايا .
ووصف
الور لقاءه مع غندور بالأخوي و الممتاز ، و إعتبر كونه مثل الدولتين كوزير خارجية
ب (الفرصة النادرة ) ، و قال أن أولويته تتمثل في تنفيذ توجيه الرئيس سلفا بضرورة
حسم المشاكل و حلها بسرعة و التفرغ للدخول في مجالات التعاون و تنمية العلاقات . و
أضاف أن السودان بالنسبة لدول جوار الجنوب سيكون موجها للسودان و الإستفادة من
خبراته .
روح
و إرادة جديدة
من
جانبه ، قال البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية : إستقبلنا اليوم دينق الور
في إطار زيارة وفد عالي المستوى للجنة السياسية الأمنية المشتركة و التي بدأت
أعمالها اليوم لمتابعة القضايا المشتركة وفق إتفاق الرئيسين البشر و سلفا كير. و
أضاف بأن الإجتماع كان فرصة للقاء بالوزير دينق الور و الوفد المرافق له . وقال
غندور : قدمنا التهنئة للأشقاء في دولة الجنوب بتكوين حكومة وحدة وطنية و بداية
إستتباب السلام و قدمنا له التهنئة شخصيا لتقلده منصب وزير الخارجية .
و
أضاف غندور أن النقاش تطرق للقضايا بين البلدين خاصة دور وزارتي الخارجية في تقوية
هذة العلاقات كما تم النقاش في متابعة الإتفاقيات السابقة من تبادل الدعم و
التعاون في القضايا اللإقليمية و الدولية كذلك التشاور المشترك في كل ما يهم
البلدين .
و
قال غندور إن روحا جديدة و إرادة جديدة سادت إجتماعات اللجنة السياسية الأمنية
المشتركة و إجتماع وزراء الخارجية من أجل حلحلة القضايا العالقة ، و لفت إلى أن
حكومة الوحدة الوطنية بدولة الجنوب تحمل إرادة و روحا جديدة لحل المشكلات العالقة
. و أشار إلى أن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية خاصة دور وزارتي الخارجية في تطوير
العلاقات و متابعة الإتفاقيات اللإقليمية و الدولية و التشاور المشترك في كل ما
يهم البلدين .
وقطع غندور بالمضي قدما من أجل إقامة أقوى
علاقات بين السودان و جنوب السودان لجهة أن ما يربط بينهما من تاريخ مشترك و
علاقات دم ورحم أقوى و ممتد و قال أن السودان يعطي أولوية قصوى لجنوب السودان ، و
أضاف بأن إتفاقا تم بيت الوزارتين على تفعيل لجنة التشاور السياسي برئاسة وزيري
الخارجية ، و لفت إلى أن إجتماعا سيلتئمم قريبا بينه و رصيفه الجنوبي من أجل
مواصلة المشوار في مناقشة القضايا الثنائية .
نسيان
ما مضى
وفي
سياق ، قال السفير علي الصادق الناطق بإسم وزارة الخارجية ، أن الرئيس سلفا أكد في
رسالته على أهمية نسيان ما مضى و البداية من جديد ، نظرا لأن العلاقات التاريخية
تحتم أنه لن يكون هناك سلام في السودان ما لم يكن هناك سلام في الجنوب و العكس ,
وأضاف بأن دينق الور أكد الإلتزام الجاد و بذل الجهود لتحسين العلاقات ، بجانب
التنسيق المشترك في إطار إقليم شرق أفريقيا و الإتحاد الأفريقي و على المستوى
الدولي .
إنجاح
الإجتماعات الأمنية
و على الصعيد ، التقى الفريق أول ركن عوض
محمد أحمد بن عوف وزير الدفاع بمكتبه أمس ، وزير الدفاع بدولة جنوب السودان كوال
ميانق ، و بحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين و سبل التعاون المشترك ، و
أمن الجانبان خلال اللقاء الذي ضم رؤساء الأركان و مديري المخابرات في البلدين ،
أمنا على أهمية إنجاح إجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين البلدين التي
إنعقدت بالخرطوم أمس ، و أحداث إختراقات إيجابية في المسائل العالقة لإتاحة الفرصة
للجهات المعنية لتنفيذ إتفاقات التعاون المشترك التي تم التوقيع عليها بين البلدين
، خاصة و أن ما تم التوصل إلية في الإجتماعات السابقة يشكل قاعدة إنطلاق ممتازة
يمكن البناء عليها لتسريع وتيرة تفعيل هذه الإتفاقات من أجل تحقيق المصالح
المشتركة للشعبين الشقيقين و الدفع بالعلاقات الثنائية للأمام .
التعاون
المشترك
كما إلتقى الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن
زين العابدين وزير الداخلية ، بوفد داخلية جنوب السودان برئاسة وزير الداخلية
الجنرال الفريد لادو قوري ، يرافقه الفريق شرطة ماكور مرول أدوت مدير شرطة دولة
الجنوب ، حضور الفريق شرطة حقوقي عمر محمد علي مدير عام قوات الشرطة بالإنابة .
وناقش اللقاء جملة من القضايا ذات الإهتمام المشترك تعزيزاً و توطيداً للعلاقات
الأزلية التي تربط بين الشعبين الشقيقين ، و جاء على رأس هذه القضايا كيفية تنفيذ
إتفاقيات التعاون المشترك و الموقعة بين الجانبين لا سيما الملفات الخاصة بوزارتي
الداخلية بالبلدين المتضمنة بالإتفاقيات و الحريات الأربعة و المنافذ الحدودية التي
تعمل على إنعاش الحركة التجارية بين الدولتين إضافة إلى معالجة قضايا معاشيي
الشرطة السابقين من دولة جنوب السودان . و أمن الجانبان على ضرورة تنفيذ هذه
الإتفاقيات و إنزالها لأرض الواقع من خلال تفعيل عمل اللجان المختصة التي كلفت
بحسم هذه القضايا في أسرع وقت .
مريم أبشر
تعليقات
إرسال تعليق