نداء السودان ..قوى في مهب الريح
تترقب قوى المعارضة انعقاد الاجتماع الذي دعا له الإمام الصادق
المهدي في أديس أبابا مطلع الأسبوع القادم ، الاجتماع المزمع عقده سيناقش عدة أجندة
ربما يكفي الواحد منها إلى تدمير الجسم غير المتماسك حسبما وصفه إمام الأنصار،
بيد أن حالة التفاؤل التي أعلن عنها حزب المؤتمر السوداني في بيان صادر عنه تبدد
جزءاً من المخاوف التي تنتاب قوى المعارضة هذه الأيام ، بالإضافة إلى اللقاء
المرتقب بين قوى نداء السودان مع المبعوث الأمريكي ربما يجمع شتات تحالف
المعارضة بشقيها المدني والحركات المسلحة و الشعبية قطاع الشمال .
نعي آليم:
لكن تغريدة زعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي على صفحته بفيس بوك والتي نعى فيها الجبهة الثورية وقوى نداء السودان بقوله : أرى فاراً يلحس حصياً عند داركم وفي مواعينكم فانقذوا الملح منها ، وأما نداء السودان فهي محمومة وتبللت من اللحس ، تغريدة مناوي ربما تبيت النية لمغادرة قوى نداء السودان وتكشف عن خلافات داخلية مكتومة لربما تنفجر خلال الاجتماع القادم ،وتظهر تلك الخلافات من خلال وقائع أخرى مثل استنجاد مناوي وجبريل إبراهيم بالرئيس اليوغندي يورو موسفيني للتوسط والمساهمة للجهود المبذولة لإحلال السلام في السودان ، وهجوم زعيم حزب الأمة وتوجيهه انتقادات لقوى نداء السودان ووصف التحالف بغير المتماسك لإقامة نظام جديد وفقاً لوثيقة النداء نفسه التي تتحدث عن خيارين هما الحوار الوطني باستحقاقاته أو الاننتفاضة الشعبية.
لهجة حادة:
انتقادات المهدي وحديثه بلهجة حادة عن الوضع الراهن لنداء السودان وإصراراه على قيام اجتماع مفصلي بأديس أبابا الأسبوع المقبل يثبت أن الرمال تتحرك من تحت أقدام تحالف المعارضة والذي ربما تعصف به الخلافات مثلما عصفت من قبل بالتجمع الوطني الديمقراطي ثم بالجبهة الثورية وقوى الإجماع الوطني. وهدد الإمام بطرد كل من لم يحضر الاجتماع المعلن عنه مما يؤكد أن المهدي يتوقع غياب بعض القوى الغاضبة على التحالف نفسه مثل حركة مناوي والحركة الشعبية قطاع الشمال ، فيما يتوقع مراقبون أن يتكرر نفس سيناريو الجبهة الثورية في اجتماعها الأخير العاصف الذي شهد خلافات كبيرة أدت إلى انشقاقها لتيارين تيار الحركات المسلحة الدارفوية وتيار تقوده الحركة الشعبية قطاع الشمال ويبدو أن مكونات الجبهة الثورية نقلت خلافاتها إلى داخل تحالف قوى نداء السودان لتعيد نفس التجربة التي عصفت بتحالف المعارضة المسلحة.
تناقض مواقف:
حالة الفوران وبركان الغضب الذي يتفجر من داخل قوى نداء السودان ربما نتج عن مواقف حزب الأمة الأخيرة التي أعلن من خلالها تمجيده لمخرجات الحوار الوطني وقال إنها تتطابق وأجندة المعارضة عقب اجتماع شهير جمعه برئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي ، تصريحات المهدي الأخيرة فجرت خلافات كبيرة داخل المعارضة بيد أن البعض اعتبرها من قبيل المواقف المتناقضة لزعيم حزب الأمة, لكن الرجل فاجأ المعارضة بصفعة أخرى عندما أعلن عن اكتمال مهمته في الخارج وأنه يجري حالياً اتصالات لترتيب عودته في القريب العاجل, وقال في حوار أجرته معه صحيفة (الشرق الأوسط ) إن مواقفه من خارطة الطريق الأفريقية تستند على الرؤية الإيجابية التي تجعل الحوار الوطني يجري في إقامة نظام جديد, مؤكداً أن توصيات الحوار الوطني وجدت تجاوباً مع بنود الأجندة الوطنية وإذا قبلتها الحكومة يمكن تحقيق مطالب الشعب المشروعة في التغيير عن طريق الحوار, بيد أن المهدي ولربما ليدرأ عن نفسه تهمة العودة إلى البلاد من أجل الانخراط في الحوار الوطني أضاف في حديثه لذات الصحيفة أن احتمال وقوع انتفاضة شعبية تطيح بنظام الحكم أصبح وارداً .
تحقيق مصالح:
من الصعب جداً تحليل مواقف الصادق المهدي حسبما يرى المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية صلاح الدومة والذي قال في حديثه لـ(آخر لحظة) أتوقع أن يغير المهدي من مواقفه بالعودة للداخل خلال 24 ساعة, بيد أنه رجع وقال كل الاحتمالات واردة ولا استبعد أي شيء. وعن الخلافات داخل قوى نداء السودان عد الدومة الأمر عادياً وطبيعياً أن يحدث خلاف داخل أي جسم مكوناته مختلفة فكرياً بيد أنه قلل من تأثير قوى نداء السودان في عملية التغيير داخل البلاد حتى يمكن التنبؤ بأن الخلافات داخل نداء السودان ربما تعصف بالتحالف لأن القوى المكونة لنداء السودان ليست ذات تأثير وكسيحة، وينظر الدومة إلى اللقاء المرتقب بين قوى المعارضة والمبعوث الأمريكي بأديس أبابا بانه لن ياتي بنتائج إيجابية تحدث أثراً لصالح الشعب السوداني, وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لحماية وتحقيق مصالحها عبر ضرب أطراف الصراع ببعضها البعض.
علي
الدالي
تعليقات
إرسال تعليق