الخرطوم وجوبا وسخرية «قطاع الشمال»..
صفحة
جديدة هو اتفاق الخرطوم وجوبا.. لكن هل مكتوب على الصفحة إعادة انتشار الفرقتين
التاسعة والعاشرة داخل دولة جنوب السودان؟ > فلو لم تشمل الصفحة الجديدة هذه
الخطوة من جانب حكومة جوبا «.. فايدة ما في» لا جدوى من الصفحة الجديدة. > تحسن
العلاقات بين السودان وتشاد.. كان صفحة جديدة خالية من دعم حكومة إدريس ديبي لحركة
العدل والمساواة.. لذلك ظلت الصفحة حتى الآن مجدية في علاقات البلدين. > لكن حكومة
جوبا إما أن تعرض عن دعم المتمردين في قطاع الشمال باستمرار مهمة الفرقتين
العسكريتين.. وإما أن تقول إن وضعهما في الجيش الشعبي رؤية أمريكية يهودية لا يمكن
تجاوزها. > ولو كانت بالفعل رؤية أمريكية يهودية.. فإن الخرطوم يمكنها
معالجة هذا الإشكال بطرق معينة.. كما عالجت مشكلة مماثلة عند إريتريا. > صفحة جديدة
قبل فترت رآها الناس بخصوص العلاقة بين سلفا كير ومشار.. لكن قرأوا فيها أيضاً تهديدات الجيش
الذي يقوده سلفا كير لمشار بالتصفية الجسدية. > فحتى الصفحة الجديدة لعلاقة طرفي
السلطة في جنوب السودان ليست بيضاء من غير سوء.. فماذا يمكن أن نجده في صفحة جديدة
أخرى للعلاقة بين الخرطوم وجوبا في الوقت الحالي؟ > في الوقت الحالي ما زال قطاع الشمال
«الجناح السوداني» في الحركة الشعبية مرتبطاً بالقيادة العليا للجيس الشعبي بقيادة
سلفا كير في جوبا من خلال فرقتيه التاسعة والعاشرة. > ولو توصل السودان وجنوب السودان
في ظل زيارة الوزراء الجنوبيين إلى الخرطوم، لو توصلا إلى اتفاق تعاون لصالح
البلدين دون أن يشمل الاتفاق حل قطاع الشمال وتسريح قوات الفرقتين.. فإذن لم
يتوصلا إلى شيء. > وفك الارتباط ليس محبباً طبعاً لأنه يعني امكانية دعم قطاع
الشمال من جنوب السودان على غرار دعم جوبا لحركات دارفور من ناحية الايواء وتأمين خطوط
الإمداد للاستمرار في حرب الاستنزاف التي من المستحيل أن تكون حرب تحرير. > وفي زيارة
الوزراء الجنوبيين إلى الخرطوم يستمع الناس إلى الحديث عن إعادة انتشار لقوات
البلدين من الحدود المشتركة.. أي سحبها.. ولكن السؤال هنا: قوات الحركة الشعبية
قطاع الشمال تابعة للقيادة العليا في جوبا التي تتبع لها القوات التي ستعيد
انتشارها؟ كلها في ذاك الجانب تحت سلطة حكومة جوبا. > وحكومة جوبا تدعو لتجاوز الخلافات
بين البلدين دون أن تفتح المجال لذلك.. فهي تحتفظ بقوات تحارب لقطاع الشمال تابعة
لسلطتها.. فكيف يكون التجاوز للخلافات مع استمرار هذا الوضع الحدودي الذي لا يتفق
مع روح تصريحات المسؤولين الجنوبيين هذي الأيام؟ > يمكن أن تجامل الخرطوم جوبا، وتستمع
إلى كل تصريحات دبلوماسية لا تعدو كونها دبلوماسية.. لكن الوضع على الأرض لن يتغير
دون معالجة مشكلة ارتباط حركة متمردة ضد الدولة السودانية بحكومة جوبا. > يمكن أن
يفيد هذا التطور في العلاقات بين البلدين في اتجاه تبادل المصالح التجارية خاصة
تمرير النفط الجنوبي عبر السودان.
> لكن بالنسبة إلى السودان، فإن كل المنافع التي
سيجنيها من اتفاقيات التعاون والحدود مع جنوب السودان، سيظل ضرر ارتباط قطاع
الشمال بجوبا أسوأ منها. > والآن ترى ما هو انطباع قطاع الشمال تجاه زيارة الوفد الجنوبي
الحكومي إلى الخرطوم؟ بكل بساطة سيسخر من تفاؤل السودانيين إذا تفاءلوا، لأنه يفهم
أن علاقة جوبا بالخرطوم مهما أظهر الإعلام الضال أو المضل تحسنها.. فلن تؤثر على
ارتباطه بحكومة جوبا.. فتلك قيادته العليا الداعمة. > ولا يمكن أن تتخلى قيادة جيش عن
بعض فرقها أو وحداتها طبعا.. خاصة وأن دينق ألور آخر تصريحاته المهمة أمس هو
إقراره بأن هناك صعوبات في علاقة بلاه مع السودان. > وقطاع الشمال يمكن أن يتفكر ملياً
في تصريحات دينق ألور هذي.. فستفيده بأن وجود صعوبات في علاقة البلدين يعني
استمرار قطاع الشمال تابعاً لجيش جنوب السودان.. وبالتالي لا خوف عليه مما يراه من
اتفاقيات حدود وتعاون بين الخرطوم وجوبا .. ونقول «كأنك يا أبوزيد ما غزيت»
خالد
حسن كسلا
تعليقات
إرسال تعليق