زيارة وفد دولة الجنوب
الملاحظة الاولي على زيارة الوفد الوزاري لدولة
الجنوب الي الخرطوم انها لا تجد الاهتمام الاعلامي المطلوب وان اجتهدت بعض الصحف
لاجراء حوارات صحفية مع وزير خارجية جنوب السودان السيد دينق الور كوال ،
والملاحظة الثانية ان وصول وزير خارجية دولة الجنوب الي الخرطوم ضمن الوفد جاء في
ظل تحفظ كثير من الاوساط على وجود الرجل في منصب وزير خارجية بالدولة الجارة ومرد
ذلك الي ان الور تميز بتصويب انتقادات حادة للسودان وللحكومة السودانية وهو الذي
ينظر اليه بانه احد ابناءجون قرنق ( كما يقولون ) والحليف الاكبر لقادة الحركة
الشعبية شمال السودان بقيادة ياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار ، والذين
يجدون دعم دولة الجنوب ومؤازرتها في حربها ضد الخرطوم .
ولم تخرج زيارة الوفد الوزاري من دولة الجنوب
بجديد يذكر بشان العلاقة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وكل ما هناك ان دولة
الجنوب على استعداد للتوسط بين الخرطوم وبين متمردي الحركة مع نفي اي دعم يمكن ان
تقدمه حكومة الجنوب للتمرد سواء كانت الحركة الشعبية قطاع الشمال او حركات دارفور
وهذا ما قاله وزير خارجية الجنوب لصحيفة الراي العام نصا : بان الحكومة الجديدة في
جوبا ما عندها نيه لدعم اي زول .
وبالوقوف عند كلمة الحكومة الجديدة في جنوب
السودان وهي حكومة ما بعد الحرب الاهلية في جنوب السودان واتفاق السلام الذي اعاد
قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين تفرقوا ايدي سبا الي الاندماج في حكومة
واحدة من جديد .
بالاشارة الي هذه الصفة التي اطلقها الور على
حكومة جوبا فان هناك تيارا قويا في هذه الحكومة يريد علاقات مع السودان وهذا
التيار يزداد كل يوم نظرا لوجود دينق الور نفسه وباقان اموم الذي كان اشد
المتطرفين في العلاقة مع الخرطوم والمناوئ الاكبر باسقاط دولة الجلابة .
في ظل تنامي مثل هذا التيار المطلوب من الحكومة
السودانية والقوى السياسية السودانية ان تهتم بهذا البناء وتعمل على زيادته
وتمكينه من مقاليد الامور في جنوب السودان .
وهذا ليس من اجل حل كافة المشكلات العالقة بين
الدولتين لكون حل هذه المشاكل لن يحدث بين يوم وليلة كما قال وزير خارجية الجنوب :
اننا في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في الجنوب مستعدون لحل كل مشاكلنا مع
السودان لمصلحة البلدين ومستعدون لان نتحاور عبر وسائل رسمية وغير رسمية لهذه
النتيجة ( انتهي ) .
حديث وزير خارجية دولة جنوب السودان فيه مبالغة
بطبيعة الحال ولكنه لم يكن مستحيلا اذا تاكدنا تماما بان هناك مشكلات بين السودان
وجنوب السودان خارج قدرة حكومة الجنوب واحيانا خارج طاقة البلدين والقارة
الافريقية نفسها .
حسن
محمد صالح
تعليقات
إرسال تعليق