اشتعالات " واو " اخر الفصول
برغم سيطرة الجيش وتعيين وال جديد في واو منذ
السبت الماضي ، الا ان الهدوء الحذر يبدو مشحونا بالتوتر القابل للانفجار في اي
لحظة ، وعاشت واو لحظات عصيبة عقب سماع اطلاق للنار متفرق وكثيف منذ ليل الجمعة
الماضية ، حينها كان جيش جنوب سودان يعلن حظرا للتجول من طرف واحد ، ليصدر الرئيس
سلفاكير ميارديت في ذات التوقيت امرا جمهوريا باعفاء حاكم ولاية واو الفريق الياس
وايا نيبوك يسري من لحظة صدوره ، وتعيين حاكم جديد هو اندريا مايار امور ، لتبدا
الاشتعالات والانفجارات التي لم تتوقف الا بعد اعلان الجيش سيطرته على المدينة ، في
وقت غادر فيه الالاف المدينة بحسب تقارير المنظمات الدولية ، خوفا على حيواتهم (
السوداني ) سعت لمعرفة تفاصيل التطورات في جنوب السودان على خلفية قرار باعتقال
الوالي السابق صادر عن رئاسة هيئة الاركان .
تفاصيل البداية :
من جوبا وبحسب مصدر سياسي نافذ ومقرب من
المعارضة الجنوبية المسلحة سابقا في حديثه لـ( السوداني ) امس ، فان احداث واو
مرتبطة بما حدث في راجا منتصف الشهر الجاري ، الامر الذي دفع القوات التي قامت
بتلك الاحداث وتسمي جبهة تحرير راجا التي ترفض تقسيم الولايات ، حيث قضي قرار سلفا
بفصل راجا من واو وضمها لمقاطعتين ، من ولاية شمال بحر الغزال ( اويل ) التي
يقطنها الدينكا كغالبية مطلقة ، بالتالي فان كل تلك الاحتقانات تاتي كتداعيات
لقرار تقسيم الولايات في جنوب السودان الي 28 ولاية في تجاوز واضح ، حسب المصدر ،
لاتفاق السلام الموقع بين المعارضة الجنوبية وحكومة الرئيس سلفاكير ميارديت لجهة
ان معظم المجتمعات الجنوبية غير متصالحة مع قرارات التقسيم ، الامر الذي ادى الي
استياء عام .
بداية الاحداث :
وطبقا للمصدر فان احداث واو بدات في التصاعد
التدريجي عبر خلافات واحتكاكات متزايدة بين قائد الجيش الشعبي في واو وبين الحاكم
الفريق الياس وايا المنتمي لقبيلة الجور شول .
وبلغت قمة الاحتقانات في تجاوز الحاكم صلاحياته
بحكم منصبه كرئيس للجنة الامنية في الولاية لكن تلاحظ ، والحديث للمصدر ان قائد
الجيش ومجموعة كبيرة من اعضاء اللجنة الامنية يتخذون القرارات دون اطلاع الوالي
عليها بحكم انهم من الدينكا ، وتكرر الامر كثير دون الرجوع اليه رغم منصبه .
اليد المطلقة للعسكريين وفقا للمصدر ساهمت في
ارتكاب ممارسات وانتهاكات ضد عدد من المواطنيين الابرياء اضطرتهم للخروج من واو
الي الغابة ، وعقب حدوث الانفجار اتهم المركز في جوبا ، الوالي بدعم وتمويل تلك
الاضطرابات ومساهمته في تسهيل مهمة القوات التي دخلت واو .
ماذا تريد حركة تحرير راجا ؟
تطالب حركة تحرير راجا بحسب المصدر المقرب من
قيادتها ، اما باعلان راجا ولاية قائمة بذاتها على غرار واو او اعادة ضمها مع واو
مثلما كانت في الماضي نسبة لانها مجتمع زراعي في مقابل الدينكا التي تعد مجتمعات
رعوية ، وطبقا للمصدر فان ثمة عامل اخر يدخل في الامر وهو التنافر الثقافي والديني
بين اهالي راجا واهالي المقاطعتين اللتين تسكنهما قبيلة الدينكا ( اويل ) التي
ينتمي لها الفريق فول ملونق او ان رئيس اركان الجيش .
استدعاء الوالي والاعتقال :
كشف المصدر انه وبناء على ذلك الاتهام تم
استدعاء الواي الى جوبا قبل فترة ، وعقب عودته وجد الاحداث مشتعلة ، حينها اصدر
رئيس هيئة الاركان قرارا باعتقال الوالي الفريق الياس ، تسلمت نسخة منه ( السوداني
) امس الامر المثير للدهشة ان الواي سياسي وليس من صلاحيات رئيس هيئة الاركان
اعتقاله بل هي صلاحيات جهاز الامن ، ليتم الاعتقال ومضي على ذلك ثلاثة ايام وتم
نقل الرجل الي بلفام ومنعت زيارات اسرته له وتم حظر نشر اي معلومة عن الاعتقال في
الصحف المحلية ، وامس تم نقله الي المنطقة الجنوبية وسمحوا لاسرته بزيارته .
موقف مشار :
موقف النائب الاول د.رياك مشار بدا مثيرا
للارتباك لجهة انه مع بداية الاحداث في راجا اتجهت الانظار الي قوات المعارضة
باتهام واضح لكنه لم يكن رسميا بحسب متابعات السوداني خصوصا ابان احداث راجا ، قبل
ان تنفي المعارضة بشمل واضح ومباشر صلتها بالاحداث .
حاليا وبحسب المصدر المقرب من حركة مشار ، فان
النائب الاول لا يريد التدخل لجهة انه من حيث المبدا غير معترف بالتقسيم الذي على
ضوئه تم تعيين الوالي السابق الفريق الياس وايا كحاكم لواو وحسب القرار الرئاسي رقم
36 ، لجهة ان القرار مناف للبند الثامن من قسمة السلطة من الاتفاقية الموقعة مؤخرا
بين الجانب الحكومي والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار .
من هو الحاكم الجديد ؟
الحاكم الجديد هو رئيس للمجلس التشريعي في فترة
الحاكم السابق رزق زكريا قبل تقسيم الولايات الي 28 ولاية ، وينتمي الي قبيلة
الجورشول وهي ذات قبيلة الحاكم المقال مؤخرا الفريق الياس وايا .
المشهد الاخير :
عقد مجلس وزراء جنوب السودان ، امس جلسة قرر
خلالها تشكيل لجنة تقصي الحقائق حول احداث واو ، وتم تسمية اللجنة برئاسة د0رياك
قاي كوك وزير الصحة القومية وعضوية اخرين .
تعليقات
إرسال تعليق