امبيكي بالخرطوم .. لتهدئة التفاوض ام تحريكه ؟!
حفلت الاخبار الصادرة امس بزيارة الوسيط الجنوب افريقي
ثامبو امبيكي رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي للخرطوم ، كلاكيت ثاني مر ، في
اقل من اسبوع ، وعزمه للقاء بالفرقاء السودانيين من اجل تحريك جمود الملفات
الشائكة كافة وبحث امكانية استئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع
الشمال ) حول منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان بجانب حث الاحزاب المعارضة
والممانعين من الحركات المسلحة للانخراط في الحوار الوطني من اجل انهاء الاقتتال
بالمنطقتين من دون اي شروط مسبقة على ان
تعمل ( الحركة الشعبية –قطاع الشمال ) على الالتزام بما تم من اتفاقات سابقة بما
يحقق الاتفاق الذي ينهي معاناة المواطنين .
في وقت تتوقع فيه الساحة السياسية ان تشهد زيارة
امبيكي الكثير في حل القضايا التي طال الامساك بها دون احراز اي تقدم ، فالمهمة
تبدو متعثرة لدي الرجل لتقريب الشقة بين الحكومة والحركة الشعبية وحلفائها ، ويري
بعض المتابعين ان يحمل معه ترياق الحياة لحلحة المشكلات المستعصية ، فهل يفاجئ
امبيكي الموجودين في الخرطوم باحداث اختراق جديد في الملفات الشائكة وينجح هذه
المرة بعد ان منيت كل جولاته السابقة بالفشل الذريع .
ونقلت بعض المصادر ان ثمة بعض الصعاب واجهت الجلسات
المباشرة بين الوفدين الحكومي والقطاع كما ان الموقف مع حزب الامة ممثل في زعيمه
الصادق بالاضافة للتداخلات التي حدثت مع الحركات المسلحة كلها جعلت الامر لا يسير
بالصورة التي تخيلها المبعوث الافريقي مما دفعه بحسب بعض المصادر الي العودة
للخرطوم مجددا لخوض مباحثات شاكلة اخرى مع الحكومة حول تيسير العملية التفاوضية مع
الحركة الشعبية .
في الوقت الذي بدا فيه امبيكي لقاءاته بالمسؤولين
بالدولة في محاولة لجمع فرقاء الوطن في مائدة تفاوض جديدة وانعاش المفاوضات حول القضايا
محل النقاش ، عقب فشل جولات التفاوض السابقة ، من جهتها اكدت الحكومة استعدادها
التام للجلوس مرة اخري للتفاوض وان يكون هدفه الاساسي السلام وليس التسويف كما ظلت
تسعي الحركة الشعبية له في كل جولة .
فالوطن بحاجة حقيقية الي التخلص من التسويف والتراجع
فما بين اليوم وغد يحدث الكثير دون تقديم الحلول الحقيقية التي تسهل عليهم حماية
البلاد ، فيما اعلن مساعد الرئيس وعضو الالية العليا للحوار الوطني ابراهيم محمود
حامد ان وفد الحكومة سيذهب للمفاوضات بعقل مفتوح وجدية وارادة ، داعيا بان تترك
الحركة الشعبية المتاجرة بمعاناة المواطنين وتسعي للسلام الذي رفضته لمصلحة اشخاص
او دول وتاتي للسلام ، من جهته جدد نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني
د.عبدالملك البرير في تصريحات صحافية ان الحزب ليس له اي اشتراطات تمنع التداول في
اي امر شريطة ان يحترم كل ما اتفق عليه في السابق حتى لا يبدا التفاوض من جديد ، وقال
البرير ان ما يهمنا وقف الحرب وان يعم السلام وتقديم المساعدات للمواطنيين في تلك
المناطق .
وكان ان رحب رئيس الالية ابراهيم محمود حامد باي جهة
من الاحزاب الممانعة والحركات المسلحة تريد الاطلاع على توصيات لجان الحوار الست
والاقتراع بالاضافة اليها ، وذلك بهدف اشراك كل اهل السودان في مخرجات الحوار .
واوضح مسؤول ملف دارفور برئاسة الجمهورية امين حسن عمر
ان زيارة امبيكي تاتي بغرض توضيح الرؤية حول الدعوة الاخيرة التي تسلمتها الحكومة بشان
اللقاء التشاوري المزمع انعقاده باديس ابابا خلال الشهر الجاري ، وبحسب راي
المتابعين لملف التفاوض فان اللقاء من شانه مناقشة مستقبل التفاوض وافاقه ، غير
انه رهن اجندة اللقاء التفاوضي المقبل بمخرجات لقاء المبعوث الافريقي مع الحكومة ،
يبدو ان المشهد السياسي ، سيشهد تغييرا كبيرا في
المرحلة المقبلة ، لجهة تجديد دعوة الحكومة للحركات المسلحة للانخراط في
عملية الحوار حينما وجهت الدعوة للحركات المسلحة والقوي الممانعة للاستجابة لنداء
الحوار والمضي في مسيرة السلام والاستقرار بالبلاد ، مؤملة في ان تنجح اتصالات
رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي بالحركات المسلحة لحثها للانخراط في الحوار
فيما تبقي ، وتسعي لخلق وفاق سياسي من شانه تقديم نموذج يجنب السودان ماتشهده بعض
الدول من اضطرابات في محيطها المحلي .
هذه اشارة ايجابية تؤكد ان مبدا الحوار الوطني سيظل
قائما ولن ينتهي ، وانه حديث ايجابي نامل ان يتصل الحهد فيه عمليا ، وان تحدث
تهيئة لمخرجاته وان يتصل بقرارات سياسية جريئة وقتها سيكون الملعب مهيا لتطبيق
مخرجات الحوار الوطني الذي عولت عليه كل الاحزاب ، الي ان ياتي اوكله ، ولان
مخرجاته هي التي تشكل المسرح السياسي في السودان في ظل العراقيل التي ظلت حجرة
عثرة امام هذا الملف .
سمية نديم
تعليقات
إرسال تعليق