اجتماع أديس .. تفاصيل ما حدث
ماراثون لا احد يعرف محطته
الاخيرة ، ولا اح يعرف متى يبدا فيه السباق او متي ينتهي ، هو ماراثون التفاوض
والتشاور بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور ، بعد جولات
تجاوزت الرقم (10) من محاولات التلاقي عند نقطة اتفاق ، الاوراق التي يحملها وفد
الحكومة بقيادة المهندس ابراهيم محمود حامد مساعد رئيس الجمهورية ، نائب رئيس
المؤتمر الوطني لشؤون الحزب ، تعبر عن ضرورة التفاوض والتشاور حول وقف الحرب في
المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الازرق ) بجانب دارفور ، والوفد يضم في تشكيله
قيادات من المنطقتين في مقدمتهم الجنرال دانيال كودي الذي ولد وترترع في جبال
النوبة ، فهو ذاهب يحمل هم اهلها وتطلعاتهم ، ومن النيل الازرق عبدالرحمن ابومدين
الذي هو الاخر يجد في نفسه ممثلا شرعيا لمنطقة النيل الازرق ، هذا الوفد وبهذا
التشكيل ذاكر وحفظ ملف المنطقتين قبل ان يلتقي هناك بوفد الحركة الشعبية قطاع
الشمال وبمستشاريه يحمل اوراقا مبعثرة تحمل عنوانا يقول التفاوض حول كل مناطق
السودان ، ويبدا الخلاف والاختلاف وجلسات مغلقة وجلسات مفتوحة حتى يصدر البيان
الختامي وفيه مازلنا في النقطة الاولي ، وهو ذات الحال مع الموجودين لثلاثة ايام
في قاعات فندق (ردايسون بلو ) بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا من حركات دارفور وحزب
الامة القومي ، هكذا يعبر الوفدان وتنتهي الجولات حتى وصل التفاوض الي اكثر من عشر
جولات بين رسمي واخر غير رسمي وتشاوري .
هذه الجولة من اللقاء التشاوري
الاستراتيجي ، قدمت فيها الوساطة الافريقية بقيادة ثامبو امبيكي رؤيتها للوفدين ،
حيث وضعت خارطة طريق لمعالجة مشكلات البلاد ، وفد الحكومة – بعد دراستها – وجدها
فرصة لحل الازمة واثر التوقيع عليها مباشرة ، ولكن رفضت الحركات المسلحة التوقيع
عليها بل طالبت بمنحها مهلة اخري .
محمود يشرح
عقب التوقيع على هذه الوثيقة
اجري رئيس الوفد الحكومي تنويرا للصحفيين ، اوضح فيه رؤية الحكومة حول التفاوض
والتوقيع على الوثيقة ، لتبدا مباشرة رحلة العودة الي الخرطوم وفي مطار الخرطوم
الدولي عقد الوفد الحكومي مؤتمرا صحفيا مصغرا حول ما تم في اديس ابابا ، حيث كانت
وسائل الاعلام من صحف وقنوات واذاعات تنتظر منذ وقت مبكر في صالة كبار الزوار
للاستماع الي ابراهيم محمود ووفده ، ومعرفة ما جرى في دهاليز قاعات التفاوض
بالعاصمة الاثيوبية .
في المنصة الرئيسة وقف رئيس
الوفد بالقرب منه مسؤول ملف دارفور د. امين حسن عمر وبقية اعضاء الوفد وقد بدت على
الاعضاء مظاهر الارهاق والتعب ، وهو مايشير الي ان الامر لم يكن سهلا وان ساعات
طوال قضيت بين مناقشة القضايا والرد علي مقترحات واوراق من قبل وفد الوساطة .
ابراهيم محمود قال في كلمته ،
ان رئيس الوساطة الافريقية ثامبو امبكي عقد اجتماعا مشتركا بعد جلسات التفاوض طلب
من خلاله رؤية من كل الاطراف ، وفد الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال ووفد
حركات دارفور والسيد الصادق المهدي حول التفاوض ، ومن ثم تمت صياغة ورقة نهائية
موحدة سميت خارطة الطريق تهدف لانهاء معاناة المواطنين ومشاركة الحركات المسلحة في
الحوار الوطني الذي يجري بالداخل ، حيث يتم الاتفاق حول وقف اطلاق النار والتوقيع
على اتفاق سياسي ، ووقع وفد الحكومة حول هذه الوثيقة في حين رفضت الجهات الاخري
قطاع الشمال وبقية الحركات وطالبت بمهلة جديدة ، واضاف محمود : نحن سنسلك اي طريق
يؤدي الي السلام من اجل استقرار السودان وانهاء حالة الحرب في البلاد .
اسئلة حائرة
الصحفيون الذين كانوا حضورا
في المؤتمر كانوا يحملون الكثير من الاسئلة الباحثة عن اجابات قاطعة حول مستقبل
التفاوض وفرص السلام وامكانية العودة الي طاولة التفاوض من جديد ، حيث برز الي
السطح سؤال حول دور السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي في التفاوض ، وهو
رئيس حزب سياسي معارض وليس زعيما لحركة مسلحة ترفع السلاح ، فكانت اجابة الدكتور
امين حسن عمر بان الحكومة تفصل بين مسارات التفاوض وتعطي كل ملف حقه ، والسيد الصادق
كان دوره يتعلق بالحوار الوطني ولا علاقة له بالمنطقتين او قضية دارفور .
كما تم الحديث مع حركات
دارفور حول قضية الاقليم وقطاع الشمال حول المنطقتين ، ليعود ابراهيم محمود من
جديد ويوضح ان المفاوضات تجاوزت مرحلة وقف العدائيات وتم التوصل الي (90%) من
الوثيقة التي تقرر السلام ، واضاف : الوثيقة تتحدث عن ان التفاوض يتم وفق مؤتمر
الحوار الحالي الذي تجري احداثه بالداخل ، وان تشارك هذه الحركات في لجان الحوار
المختلفة وان يقدموا رؤاهم من خلال هذه اللجان .
وتابع : لن يكون هناك حوار
اخر غير الحوار الحالي ، قبل ان يقطع امين حسن عمر بان قطاع الشمال لا يريد سلاما
في الوقت الحالي لانه لا يريد ترك سلاحه قبل استقرار جنوب السودان لانه مازال
مرتبطا بالجنوب .
امبيكي في الخرطوم
د.امين ذكر ان الوسيط
الافريقي ثامبو امبيكي سيكون في الخرطوم صباح اليوم ، وسيعقد جلسة مع احزاب لجنة
الحوار (7+7) في الساعة الثامنة والنصف صباحا ، ومن ثم سيعقد اجتماعا مع الاحزاب
السياسية في وقت لاحق .
وحضور امبيكي للخرطوم ياتي من
اجل تلطيف الاجواء وتقريب وجهات النظر بين الاحزاب السياسية وتوضيح ما تم في اديس
ابابا .
الامين علي حسن
تعليقات
إرسال تعليق