ملحق الحوار
اتهمت قوى المعارضة
السياسية والمسلحة التي شاركت في اللقاء التشاوري باديس ابابا ، الوساطة الافريقية
، برئاسة ثامبو امبيكي ، بالانحياز ، وبررت رفضها التوقيع على خارطة الطريق اسوة
بالحكومة التي وقعت مع الوساطة منفردة باعتبار انها رمت لالحاق المعارضة بجوار
يعيد انتاج النظام والازمة معا .
خارطة الطريق التي
فرضتها الوساطة الافريقية بعد استطلاع مواقف الاطراف حددت معالم واضحة ، تجاه
قضيتي الحوار الوطني وايقاف الحرب في النيل الازرق وجنوب كردفان واقليم دارفور ،
وهي ليست حلا نهائيا وانما مرجعية تستند عليها المفاوضات المقبلة .
يبدو ان النقطة
الجوهرية التي دفعت الحركات المسلحة وحزب الامة للتحفظ على وثيقة الوسطاء مرتبطة
بالاعتراف بمؤتمر الحوار الوطني في الخرطوم ، والحقاهم بهم عبر خطوات تنتهي
بقبولهم ما جرى في قاعة الصداقة .
مشاركة قوى نداء
السودان ستمون اضافة جديدة او ملحق للحوار ، لان المؤتمر الذي انطلق في اكتوبر
الماضي انتهي منذ فبراير وبالتالي ستعرض على القادمين الجدد مخرجاته ولن يعقد
مؤتمر اخر ، وستبرز معضلة في حال تحفظت تلك القوي على بعض التوصيات او اضافة اخري
.
الحكومة بتوقيعها على
خارطة الطريق سجلت نقاطا سياسية ووضعت قوى نداء السودان في حرج امام المجتمع
الاقليمي والدولي ، ولاول مرة تجد المعارضة بشقيها السياسي والمسلح في زاوية ضيقة
، حيث ظلت ومن خلفها قوى اجنبية تتهم الخرطوم بالتعنت وعدم المرونة ، مما شكل ضعطا
مستمرا عليها وجعلها في موقف الدفاع .
قوى المعارضة امام
خيارات صعبة ومحدودة ، فوثيقة الوسطاء لم تعد قابلة للتعديل والمراجعة ، وعدم
توقيعها يعني مواجهة ضغوط هائلة من قوي اقليمية ودولية ، وربما احدث ذلك تقاطعا في
مواقف القوى السياسية والمسلحة ، يمكن ان ينتهي بشروخ في جسمها ودفع اي تنظيم
للتفكير بمعزل عن الاخر حسب تقديرات تنطلق من حسابات الربح والخسارة .
الحكومة تشعر بانها في
وضح مريح سياسيا وعسكريا ، وهذا ينبغي ان يدفعها الي مزيد من المرونة وتغيير لغة
خطابها السياسي والحرص على وقف الحرب والسلام والتوصل الي مساومة مع قوي نداء
السودان والممانعين للحوار ، فالسياسة رمال متحركة والفرصة المتوفر اليوم لا تتكرر
غدا .
من الحكمة اهتبال
الظروف الحالية ، ففي عمليات صيف العبور في 1992 استطاعت القوات المسلحة تحقيق
انتصارات باهرة في جنوب السودان وتحرير غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها جون
قرنق ودفع مقاتلية الي الشريط الحدودي مع يوغندا او كينيا والكونغو ، لكن
السياسيين لم يستثمروا ذلك سياسيا ، واعاد قرنق تنظيم صفوفه والتقاط انفاسه
والحصول على دعم خارجي ، فاستعرت الحرب مجددا ولم يوقفها الا اتفاق نيفاشا 2005م .
الاضطرابات في دول
قريبة بالمنطقة ، وحالة السيولة في الاقليم تحتم التفكير بطريقة مختلفة اكثر وعيا
وادراكا بالمخاطر بعيدا عن لغة تسجيل النقاط والمكاسب السياسية الضيقة .
النور احمد النور
تعليقات
إرسال تعليق