جوبا سياسة المصلحة بعيدا عن الخرطوم
ظلت جوبا توفر
الملاذ الامن والمعسكرات والتسليح والدعم اللوجستي للحركات المسلحة السودانية ،
وقد استدعت الخرطوم العام الماضي سفير جنوب السودان احتجاجا على دعم حكومة بلاده
للمتمردين .
كما ظلت
الحكومة السودانية تتعامل بمبدا الحكمة وضبط النفس مع استفزازات الحركة الشعبية
الحاكمة في جنوب السودان ، فقامت بفتح الحدود المشتركة بين الدولتين لاول مرة منذ
الانفصال في العام 2011م او اواخر شهر يناير المنصرم لتنشيط حركة التجارة وتبادل
السلع لكن يظل الملف الامني مفتوحا تستخدمه الدولتان ضد بعضهما البعض ، فقد اوردت
صحف الخرطوم في الايام السابقة ، ان حكومة الجنوب وقطاع الشمال قد انهيا ترتيبات
لدعم الجيش الشعبي في جبال النوبة حيث التام في خواتيم الاسبوع الماضي اجتماع طارئ
بجوبا ضم وزير الدفاع بدولة الجنوب ومدير جهاز الامن بجوبا والامين العام للقطاع
ياسر عرمان وقيادات عليا اخري وناقش الاجتماع نوعية وكيفية وصوله بسرية تامة الي
جبال النوبة لاغراض عمليات الصيف .
حيث راي الامين
العام لهيئة دعم السلام في جنوب السودان ، استيفين لوال ان السودان ودولة جنوب
السودان قد مرا بمراحل كثيرة حرجة وتم التوصل لاتفاقية التعاون المشترك بين
البلدين والتي تضمنت عدم ايواء الحركات المسلحة بين البلدين .
وابدي الرئيس
عمر البشير نواياه الايجابية للتعاون بين الدولتين واصدر قرارات سيادية متمثلة في
فتح الحدود للجنوبيين وان تتم معاملة الجنوبي مثله مثل والسوداني وفتح المنافذ
التجارية بين الدولتين ، كل ذلك قامت به الحكومة السودانية لابداء حسن النوايا من
اجل تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك دون ان نشاهد ايجابيات من الحركة الشعبية
الحاكمة بالجنوب ، واضاف استيفين لوال بقوله : على الحكومة في جوبا ان تجتهد
لتعزيز العملية السلمية والتعاون بين البلدين وتقوية العلاقات في مناطق التماس حتى
تتحقق الفائدة الكبرى ، فيجب ان تكون هناك مرونة في التواصل الشعبي بين البلدين
والابتعاد عن دعم اي طرف في المجموعات المعارضة ، مبينا اذا ثبت ذلك فهذا تهديد
لاتفاقية التعاون المشترك بين البلدين بما فيها المصفوفة الامنية .
كما يرى
مراقبون ان حكومة السودان تهتم بالاستقرار في دولة جنوب السودان فعند اندلاع
الاحداث المؤسفة في جنوب السودان ، ذهب الرئيس البشير هناك للاطمئنان على اوضاع
مواطني جنوب السودان وان دل على شئ فانما يدل على اهتمامه بعملية السلام في الجنوب
، الامر الذي جعل بعض المحللين السياسيين يقولون ان دعم جوبا للحركات المتمردة
ولقطاع الشمال يجعل التوتر مفتوحا بين الدولتين ويمكن ان يؤدي الي اصطدام عسكري
بين الدولتين متوقعين اذا استمر دعم جوبا للمتمردين سيتعامل السودان بالمثل ، وبالفعل
لوح مسؤول بارز في الرئاسة السودانية باتخاذ اجراءات تحمي بلاده حتى ولو ادي ذلك
لاغلاق الحدود مرة اخري اذا لم تتوقف جوبا عن دعمها للمتمردين ، وقال مساعد الرئيس
ابراهيم محمود حامد في تصريحات ان الجنوب مازال مستمرا في ايواء المعارضة في
المنطقتين ودارفور رغم حسن النوايا التي ابداها السودان بفتح الحدود وعدم تقييد
حركة المواطنيين الجنوبيين ومن هنا يبرز السؤال الذي يطرح نفسه هل يوجد تيار في
الحركة الشعبية يسعى لعرقلة وتوتر العلاقة بين الشمال والجنوب ؟ توجد في كلا
الدولتين عناصر لا تريد الوحدة بين البلدين وتستغل الفرصة التي تؤدي الي التوتر
وتصديق اية روايات غير حقيقة لجعلها حقيقية هذا بحسب الخبير الاستراتيجي والعسكري
اللواء (م) العباس ابراهيم شاشوق الذي قال انها تعمل في اتجاهات مختلفة وتستغل
الظروف الراهنة وما يحدث من توترات وحروب اهلية وحركات مسلحة داخل كل دولة ، وتشير
الي ان هذه المعلومات حقيقة رغم التاكد من عدم صحتها كما انها تجعل بعض المسؤولين
في الدولتين يصرخون بتصريحات لا تدعو الي السلام كما اورد الناطق الرسمي بحكومة
الجنوب بنجامين بان على حكومتي البلدين ان تلجا الي اسلوب الحوار وطلب التحقيق في
المعلومات التي قام السمؤولون بنشرها في الدولة التي تشير الي دعم حكومة الجنوب
للحركة الشعبية للمناقشة في اللجنة الامنية بين الدولتين ، وللتحقيق في تلك
المعلومات ، مبينا ان الوضع في الجنوب ليس في يد حكومة الجنوب ، انما هنالك حركات
مسلحة غير مسيطر عليها من قبل الحكومة الجنوبية كما هنالك بعض التفلتات القبلية
والمحلية وقد اوضحت حكومة الجنوب انها قامت بحسن النية بحسب قواتها خارج الحدود
السودانية بمسافة كيلو وعن هل للحركة الشعبية مصالح مع دول اخري ؟ اضاف قائلا
هنالك بعض المجموعات داخل الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان لديها علاقات مع
جهات خارجية لا ترغب في تحسين العلاقة بين الدولتين كما توجد بعض المنظمات الخاصة
ودول اقليمية مجاورة مثل يوغندا وكينيا لها مصالح اقتصادية وترغب في الاستثمار في
الجنوب كما ان هنالك الدولة اليهودية اسرائيل التي لا ترغب في استقرار الاوضاع في
السودان وتعمل على تسليح وتدريب الحركات المسلحة السودانية بجانب القطب الاكبر (
الولايات المتحدة الامريكية ) التي تقوم بدور العصا والجزرة للتعامل مع الحكومة
السودانية كما استبعد عدد من المراقبين ذلك ، مبينين انه لايوجد تيار داخل الحركة
الشعبية يسعي الي توتير العلاقات مبينين ان هنالك خطوات للتقارب بين البلدين .
من خلال
المعطيات الانفة ، يتضح ان ما يجري في المناطق الحدودية من عدم الاستقرار يتطلب
الحكمة من الجانبين وعم الجنوح الي التصعيد .
امال الفحل
تعليقات
إرسال تعليق