الرافضون للتوقيع على وثيقة أمبيكي.. الباب مازال موارباً
تقرير:علي الدالي
فاجأ المجتمع الدولي المراقبون بموقف
جديد تجاه السودان، بعد أن أدارت الولايات المتحدة الأمريكية ظهرها للمعارضة
السودانية بشقيها المسلحة والمدنية، وأعلنت عقب توقيع الحكومة على وثيقة الآلية
الافريقية رفيعة المستوى يوم الإثنين الماضي، ورفضت المعارضة التوقيع عليها، عندما
أعلنت عزمها الضغط على الحركات المسلحة، والقوى المدنية المعارضة للتوقيع على الوثيقة،
لكن إلى أي مدى يمكن أن تستجيب الحركات المسلحة وحزب الأمة وقوى المستقبل لضغوطات
أمريكا والمجتمع الدولي ؟
* البعُد عن المعارضة في الواقع إن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت بالفعل تبتعد عن دعم المعارضة السودانية، وفيما يبدو أنها كانت بمثابة الشريك الخفي للاتحاد الإفريقي والآلية رفيعة المستوى في تقديم الوثيقة، وبدأ تنفذ ما كشف عنه القيادي البارز بحزب الأمة مبارك الفاضل خلال مؤتمر صحفي سابق عقده بمكتبه وسط الخرطوم، كشف فيه عن خطة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية تدعم عملية الحوار في السودان وتنبذ الحرب، وقال الفاضل إن أمريكا ستمضي في تنفيذ خطتها وستضغط على القوى المعارضة التي ستأتي إلى الحوار مع الحكومة وهي كارهة، لكن قوى المعارضة سارعت في تبرير موقفها من الوثيقة ورفضها للتوقيع عليها، واتهمت الآلية رفيعة المستوى بتجاوزها لقرارات مجلس الأمن والسلم الإفريقي الصادرة في حق السودان وانحيازها إلى جانب الحكومة السوانية، في وقت وصف فيه الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان موقف أمبيكي بالغريب وغير المحترم والمنحاز للجانب الحكومي .
*الباب موارباً
لكن الرافضون لم يوصدوا الباب تماماً في وجه الوساطة الأفريقية ويتمرسوا خلف موقفهم الرافض، بل تركوا الباب موارباً عندما طلبوا من الآلية امهالهم لمدة أسبوع، ما يعني أن بعض القوى المعارضة ربما تعدل من موقفها بعد دراسة بنود الوثيقة، وعرضها على مؤسساتهم الحزبية، لاسيما وأن بعض القوى غير المستهدفة بالوثيقة بدت قريبة من الموقف الحكومي الذي وقع على الوثيقة، فعلى نحو غير متوقع سارع مبارك الفاضل إلى إصدار بيان أيد فيه الوثيقة، وتأسف لموقف حزب الأمة القومي الرافض للتوقيع، وحسب البيان فإن الوثيقة تعتبر داعمة لرؤية حزب الأمه القومي، وناشد مبارك الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية إلى التوقيع على الوثيقة والانتقال بالحوار الوطني إلى داخل البلاد، تأييد الفاضل ربما يدفع بحزب الأمة القومي إلى التوقيع على الوثيقة من باب الغيرة السياسية، بيد أن قيادي بالحزب فضل عدم ذكر اسمه قال إن الأمة لم يحسم إلى الآن أمر توقيعه على الوثيقة، وكشف عن تكوين لجنة لدراستها وإصدار قرار بشأنها قبل نهاية مهلة الأسبوع، وتوقع المصدر أن يصدر القرار الحزبي بالموافقة على التوقيع على الوثيقة ليس لأن الحزب يتعرض إلى ضغوط من جهات دولية، أو يتعامل بردود الأفعال كما في حالة مبارك الفاضل، وإنما من قناعته بضرورة الحل السلمي لأزمات البلاد، أو ربما يرهن الحزب موافقته على خارطة الطريق الإفريقية بإجراء بعض التعديلات عليها
* موقف مغاير
وعلى نحو مغاير لكل تصريحاته السابقة في حق الآلية رفيعة المستوى بدأ رئيس حركة تحرير السودان أركو مناوي يطلق تصريحات يدمغ فيها أمبيكي بالمنحاز إلى رؤية الحكومة ويدعم الحوار الوطني وفق رؤية رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، ونقلت عنه وكالات الثلاثاء الماضي قوله إن الوسيط أمبيكي اعتبر نفسه الطرف الآخر ـ اي المعارضة ـ ووقع مع الحكومة السودانية وأكد مناوي أن أمبيكي بذلك الفعل أراد ان يتحايل على المؤتمر التحضيري الذي صدر قرار بشأنه من الإتحاد الافريقي، بأن يعقد في أديس أبابا بحضور جميع الأطراف.
وأوضح أن أمبيكي ضمن محاولة للالتفاف على ذلك إعتبر أن ما تم من جلسات في أديس أبابا هو المؤتمر التحضيري، ووصف ماحدث بأنه احتيال والتفاف على المؤتمر التحضيري نفسه، وأوضح أن الطريقة التي ذهب بها الوسيط هي طريقة للإيهام والاعتراف بما تقدم به البشير في حواره الوطني وإلحاقنا به وهو “..ما نرفضه لأنه ليس بالحوار الوطني المقصود..”. واعتبر مناوي ما حدث في اديس أبابا قد انتهي بما تم وبعيداً عن تصريحات القوى المعارضة توقع الكثيرون ان تغير المعارضة في مواقفها حال كانت الولايات المتحدة جادة في إعلانها بالضغط على المعارضة وإقناعها بالتوقيع على الوثيقة التي من شأنها أن تنقل الحوار والتفاوض إلى داخل البلاد، وتلحق الرافضين بالحوار الوطني الذي يجري حاليا بقاعة الصداقة
تعليقات
إرسال تعليق