تحالفات المعارضة .. والخذلان المستمر !!
أن اسوأ في الجحيم مخصص لاولئك الذين يقفون على الحياد في المعارك الاخلاقية الكبرى .
مارتن لوثر كينغ
المراقب للمشهد السياسي السوداني
عن كثب ، يخرج بنتيجة واحدة لا ثان لها ، ان هذه البلاد مصابة بلعنة .
عندما قررت القوى السياسية
السودانية بداية عهد الانقاذ ، تكوين جسم تحالفي يضمها ، وكان التجمع الوطني
الديمقراطي ، لاعلان رفع رايات المعارضة الشرسة لانقلاب الاسلاميين في يونيو 1989م
، فغر التاريخ فاه الدهشة ، واعتقد السودانيين وقتها ان الاحزاب السياسية ربما وعت
الدروس المتكررة منذ انقلاب عبود ومرورا بنميري ، والتجارب الديمقراطية الهشة
المفككة ، ولكن ما حدث كان العكس تماما ، بعد سنوات قلائل طفت الى السطح صراعات
قادة التجمع الشخصية ، وغلبت الذاتية علي الموضوعية ، حتى نفضت الحركة الشعبية
لتحرير السودان يدها عن تجمع المهدي والميرغني ، وقررت التفاوض ، واجبرت قيادة
التجمع بعدها لحذو حذوها ، كل ذلك مفاده : الا رؤية واضحة ، ولا الهم واحد ، ولا القيادة تستحق المواقع التي
تشغلها نيابة عن جموع السودانيين المسحوقين منذ الاستقلال ، قيادات الصدفة والقدر
.
تكرر ذات السيناريو بعد اعلان
تحالف جوبا ، تحالف قوي الاجماع الوطني ، لم تمض اشهر ، حتى خرجت قضاياهم الشخصية
الي العلن ، وتصارعوا حول من يراس التحالف ، وخرج حزب الامة بامامه وشهد المسرح
السياسي صراعات مخذية يندي لها الجبين ، متناسين ان التاريخ سيحاكمهم يوما ما ،
وشهد الشعب السوداني مسلسل الخذلان حلقة حلقة ومن ثم كانت الحلقة الاخيرة ابان
احداث سبتمبر .
وقبل ايام وقعت بعضا من الاحزاب
السياسية تحالفا اسمته قوي المستقبل ، ولم يجف مداده بعد حتى تفجرت برك الصراعات ،
وضجت الصحف بالتصريحات الغاضبة ، وتناثرت عبارات محفوظة عن ظهر قلب وممجوجة كـ(
اقصاء ) وغيره ، كل هذا ويتساءلون لماذا تحكمنا الانقاذ خمس وعشرون عاما ، الاجابة
واضحة وضوح الشمس .
وغدا ستوقع احزاب اخري تحالفات ،
وستثمر شجرة الحصام والفرقة ، ثمرا ناضجا ، وستظل الساقية تدور متي تعي المعارضة
بان دورها الحقيقي ليس في كتابة المذكرات ، ولا مواثيق العهود المنقوضة مسبقا ، بل
دورها هناك ، تجاه الجماهير التي تحلم بان
تري بديلا محترما للانقاذ لتمضي خلفه .
ياخ اعقلوا حبة .
رشان اوشي
تعليقات
إرسال تعليق