إن لم يجدوها عندنا ،فأين يجد الجنوبيون الحماية؟!



حيدر احمد خيرالله
*
عندما أمر الرئيس السوداني عمر حسن البشير بفتح الحدود مع جنوب السودان للمرة الأولى ، منذ انفصال الجنوب في عام 2011، وذلك بعد يوم من إعلان نظيره سلفا كير ميارديت تطبيع العلاقات بينهما. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن البشير "وجّه الجهات المختصة باتخاذ كافة التدابير لتنفيذ قرار فتح الحدود مع جنوب السودان على أرض الواقع".توقعنا واقعاً جديداً سيظل العلاقة بين السودانين على هدى ماينبغي ان يكون بينهما. وفيما نعرف من العلاقات بين الدول لم نجد مثل علاقتنا بدولة الجنوب من خصائص وخصوصية من المفترض ان تكون رافداً كبيراً لمسيرة الدولة الأم والوليدة ..

*
فاجيال متعددة من شعب جنوب السودان تكوينهم الوجدانى نما وترعرع فى السودان وشبابهم يطرب للنور الجيلانى ومحمد وردى ومحمد الأمين وطه سليمان ويبحثون عن تسجيلات حسين الصادق ، فهم قد كانوا من كبار رواد سينما كولزيوم وقاعة الصداقة والوطنية بحري وامدرمان تعلموا وفق مناهجنا وامتزجت ازواقهم بازواقنا وإنقسموا بين الهلال والمريخ ، وعندما تدخل اصحاب البدل الأنيقة والأجندات المختلفة ليكون الإنفصال هو الخيار المفضل ذهب اهلنا للجنوب بثلث الأرض وثلث الشعب ولم يستطع الساسة الأراذل ان ينتزعوا من وجدانهم أصول تكوينهم الذى نما داخلهم وترعرعوا فيه ، وذهبوا الى بقعة لايعرفون عنها الا الحكاوي والأشواق التى تسامعوها والأبقار والمقدسات دون ان يجدوا صورة قياسية فى اخيلتهم ..

*
وكان التحدي امام حكومة الجنوب كبيراً فى معركة البناء ومعركة السيادة الوطنية ومفاهيمها وللأسف لا حكومة الشمال استفادت من هذا الواقع ولا حكومة الجنوب انشغلت بهذا الواقع ، ولمّا انفجر الصراع الجنوبي جنوبي ، لم تلجأ الكثرة من اهل الجنوب الى الجوار الأفريقي انما يمموا وجوههم شطر مراتع طفولتهم ، لذاعندما اصدر الرئيس قرار فتح الحدود كانت الأفراح كبيرة والحفاوة اكبر ، وظننا ان القرار السياسي قد وعى الدرس وبدأ السير فى الطريق الصحيح .. ولكنها فرحة لم تكتمل..

*
وتحدثت الأخبار عن اجتماع قطاع الشمال والحركات المسلحة مع حكومة الجنوب بحثاً عن تمويل الحرب ، وهنا لانغفل دور الاستخبارات الغربية من موساد وسي آي ايه وغيرها فى ان يظل الصراع محتدما ترويجا لسوق السلاح وان تبقى بلادنا موغلة فى العنف رغم وجود القوى الأممية فى بلادنا وشبح الفصل السابع الذى يتهددنا ، وحكومتنا لا تتحلى بسياسة النفس الطويل ولاتعرف لها استراتيجية دبلوماسية تنطلق منها انما هى سياسة ردود الأفعال التى خنقت فرحة الشعب بقرار فتح الحدود مع الجنوب الى قرار مجلس الوزراء بتصويب وضع ابناء الجنوب والحكومة تعلم ان الذى سيدفع الثمن هو مواطن الجنوب الذى احتاج الحماية فان لم يجدها عندنا فاين يمكن ان يجدها؟!وسلام يااااااوطن..

سلام يا

[
عتبر إمام مسجد الخرطوم أن حل الأزمة السودانية ليس في الحوار و(الدوشة) وإنما في التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله، واستشهد الدكتور كمال رزق لدى مخاطبته المصلين أمس الجمعة بالحديث النبوي: "لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي". ] كلام ياشيخ كمال ، الحوار والدوشة عرفناهم ، وهى لله هى لله طلعت اكذوبة ، طيب جماعتك من 89 كانو متمسكين بشنو؟ وسلام يا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية