انتصارات القوات المسلحة في جنوب كردفان .. المعاني والدلالات
تاتي
هذه الممارسات الخرقاء لتتماهى تماما مع توجهات قادة التمرد و مواقفهم المخزية ،
ورفضهم لكل المبادارت التي قدمت والجهود التي بذلت لتحقيق السلام و وقف الحرب ،
والتي كان اخرها رفض التوقيع على خارطة الطريق التي قدمتها الوساطة الافريقية
الاسبوع الماضي .
فانه
في ظل هذه الوقائع والمعطيات لم يبقى امام القوات المسلحة الا ان تنهض باعبائها
الوطنية ، وتمارس واجباتها الدستورية في التصدي للمتربصين ، وتدمير اوكار المجرمين
، وتضع حدا لمعاناة الوطن والمواطنين ، فعقدت عزمها وانطلقت في عدة محاور منذ مطلع
هذا الاسبوع
واعلان
تحرير وتطهير عدد من المناطق والمواقع المهمة في جنوب كردفان هي ( مارديس ، اللبّو
، كتّن ، عقب ‘ وكركرية البييرا ) وقال ان القوات المسلحة كبدت المتمردين خسائر
كبيرة في الارواح والعتاد يجري حصرها وفرت فلولهم تجرجر اذيال الخيبة واحتسبت
قواتنا بعض الشهداء والجرحى .
ان
بيان القوات المسلحة يؤكد احترافية الجيش السوداني والذي تتناغم عملياته العسكرية
مع الجهود السياسية من اجل استقرار المناطق من الحرب وعودة الحياة الي طبيعتها في
ممارسة الاعمال اليومية من زراعة ورعي وتجارة وتعليم وغيره دون ان يعكر ذلك صوت
بندقية او عمليات نهب او قتل او ترويع الامنين في قراهم ، ان القوات المسلحة عندما
بواجبها لا تنتظر اذنا من احد ولا يقيدها شئ سوى الالتزام بالجهد المبذول في الحوار او التفاوض ، وعندما تجد الاشارة من
قياداتها فان النتائج معروفة هي بيانات الانتصارات التي تزف البشرى للمواطنين ورغم
هذا الانتصار الكبير وهزيمة المتمردين الا ان القوات المسلحة لم يغرها هذا النصر
ولم تنتشئ به بل وجهت رسالة الي هؤلاء المتمردين وحملة السلاح كافة للاستجابة
لنداء السلام وتجاوز القيادات التي ادمنت الحرب واستمرت المساومة والافتئات على معاناة
المواطنين واوجاعهم .
ان
هذه الرسالة تؤكد عظمة القوات المسلحة ووجهت هذه الرسالة وهي تحرر خمسة مناطق وهي
تعلم انها على بعد خطوة واحدة من اهم معاقل التمرد في جنوب كردفان وهي ( ام سردبة
) التي اعلنت القوات المسلحة تحريرها امس ، حيث كشف تحرير هذه المنطقة ظهر
المتمردين وحملة السلاح لم يبقى امامهم الا الاستجابة الي نداء السلام من اجل
مصلحة المنطقة وسكانها الذين اكتووا من الحرب التي عطلت الحياة فيها واوقفت فيها
مشروعات التنمية .
ان
انتصارات القوات المسلحة التي جاءت امس وامس الاول لها من المعاني والدلالات
والرسائل .
الرسالة
الاولى ان القوات المسلحة قادرة على حسم المعارك في كل الظروف وتحت أي ضغوط تمارس
عليها من قبل القوى المساندة لحركات التمرد .
الرسالة
الثانية ان عمليات التفاوض والتحاور التي تجريها الحكومة من اجل الوصول لسلام ،
ليست هي عن عجز في مواجهة التمرد ولكن من اجل الحفاظ على المواطنين وممتلكاتهم
والحفاظ على البيئة الزراعية والرعوية .
الرسالة
الثالثة هي ليس امام حركات التمرد الا
الاستجابة لنداء السلام لان موازين القوة العسكرية ليست في صالحها وان الضربات
التي تلقتها امس في ام سردبة واول امس في المناطق الخمس هي مؤشر الي ذلك .
الرسالة
الرابعة ان المساحات اصبحت تتقلص امام المتمردين بعد تحرير المناطق الستة امس واول
امس بالاضافة الي اماكن تواجد القوات المسلحة في المناطق المحررة من قبل .
تعليقات
إرسال تعليق