جنود جنوب السودان .. الاغتصاب بدلا عن قبض المرتبات
قالت صحيفة ((
نيويورك تايمز )) ان ما يحدث من فوضي بدولة جنوب السودان في الوقت الحالي ، بكل
اسف ، هو مشابه الي حد كبير لسيناريوهات كانت الخرطوم قد حذرت منها ، في وقت سابق
، قبل انفصال الجنوب ، في محاولة لاقناع القوى الغربية بان جنوب السودان فقير
للغاية ، يعاني من الجهل والانقسامات ، ولايستطيع ان يحكم نفسه ، واعتبر مفوض
الامم المتحدة لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين ان وضع حقوق الانسان في جنوب
السودان هو الافظع في العالم ، حيث سمح لمقاتليم موالين للحكومة باغتصاب النساء
بدلا عن دفع رواتبهم ، ويري المفوض الاممي في تقرير حديث ان تفشي الاغتصاب في دولة
جنوب السودان يشير الي ان استخدامه في الصراع اصبح ممارسة مقبولة من جانب القوات
الحكومية والمليشيات المسلحة الموالية لها .
واتهم مكتب
حقوق الانسان بالامم المتحدة ، الجمعة حكومة جنوب السودان بانتهاج سياسية الارض
المحروقة وتنفيذ عمليات اغتصاب ونهب وقتل متعمدة للمدنيين اثناء الحرب الاهلية
بالبلاد عام 2015، واكد التقرير ان اطراف الصراع في الحرب الاهلية التي بدات في
ديسمبر من العام 2013م ارتكبت فظائع يمكن ان تصل الي مستوي الجرائم ضد الانسانية
لكن القوات الحكومية كانت مسؤولة عن معظم الوقائع في 2015م .
روايات مفزعة
ورصد تقرير
المكتب ما وصفه بانه (روايات مفزعة عن قتل مدنيين كان يشتبه في تاييدهم للمعارضة
من بينهم اطفال ومعاقون دفنوا احياء او اختنقوا في حاويات او اطلق عليهم الرصاص او
شنقوا على اشجار او قطعوا اربا ) .
ولفت التقرير
الي ان تفشي الاغتصاب يشير الي ان استخدامه في الصراع اصبح ممارسة مقبولة من جانب
جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان والميليشيات المسلحة التابعة له ، مشيرا الي ان
افراد الميليشيات المتحالفة مع الحكومة سمح لهم باغتصاب النساء بدلا عن دفع
مرتباتهم .
وتابع التقرير
انه في احدي الحوادث ثار جدل بين الجنود هل يغتصبون طفلة عمرها 6 سنوات ام لا ؟
وانتهي الامر
بقتلها بالرصاص ، واشار التقرير الي تسجيل اكثر من 1300 حالة اغتصاب في ولاية
الوحدة فقط من ولايات جنوب السودان العشر خلال 5 اشهر .
وقال المفوض
السامي لحقوق الانسان بالامم المتحدة الامير زيد بن رعد الحسين ان عدد حالات
الاغتصاب الوارد في التقرير يعطي مجرد لمحة عن العدد الاجمالي الحقيقي ، واستخدام
الاغتصاب كاداة من ادوات الحرب وبث الرعب كان بعيدا في اغلبه عن الرصد الدولي .
واستعرض
التقرير ايضا العديد من الجرائم القاسية ، وذكر انه في واحد منها اعتقلت القوات
الحكومية ما يصل الي 60 من رعاة الماشية واغلقت عليهم حاوية في مجمع كنيسة
كاثوليكية ثم ماتوا جميعا مختنقين باستثناء شخص واحد في غضون يومين .
من جانبه قال
مسئول حقوق الانسان بوكالة الامم المتحدة ديفيد مارشال في تصريحات صحفية في
نيويورك وفقا لصحيفة ( واشنطون بوست ) ان الة العنف من قبل الحكومة يجب تفكيكها ،
معتبرا انه كان عهدا للارهاب ، حيث اثار التقرير بشان الانتهاكات الانسانية بدولة
جنوب السودان حفيظة المنظمات الانسانية ، واتهمت منظمة العفو الدولية التي اخذت
على عاتقها الدور الاهم في حماية الانسان ، اتهمت حكومة دولة الجنوب بارتكاب جرائم
حرب ، وقالت المنظمة ان فريق التحقيق تحدث الي 42 شخصا كانوا شهود عيان على اجبار
الرجال والفتيات على الدخول الي واحدة من اكثر من حاويات الشحن ، وكذلك عملية
اخراج الجثث الي حقول مفتوحة .
ونقلت
(واشنطون بوست ) عن المتحدث الرئاسي لحكومة دولة جنوب السودان اتيني اويك قوله (
انهم كحكومة مسئولة ، ياخذون الامر على محمل الجد ، وانهم ارسلوا فريقا للتحقيق )
، الا انه اصر على عدم ارتكاب القوات الحكومية لهذه الانتهاكات ، وقتل المدنيين .
فيما اقر نائب
المتحدث باسم جيش جنوب السودان ملاك ايوين في حديثه للصحيفة الامريكية بقتل مدنيين
خلال الصراع ، مشيرا الي انه لابد من حدوث خسائر نتيجة للصراع ، لافتا الي ان
المدنيين هم المتمردون في زي مدني .
وبرر ايوين
مقتل المدنيين بانها رصاصات طائشة نتيجة اندلاع القتال في منطقة سكنية ، وفيما
يتعلق بحرق الناس احياء ، يقول اوين انها عيارات مطاطية ضربت اكواخ العشب عن طريق
الصدفة ، مؤكدا على انه لا توجد ادلة على تورط القوات الحكومية في تقارير الاغتصاب
المعنية .
في ذات
الاثناء نقلت صحيفة ( الغارديان ) البريطانية عن كبير مستشاري الازمات بمنظمة
العفو الدولية لاما فقيه انهم يشعرون بالقلق باللغ من بقاء المسئولين عن ارتكاب
هذه الفظائع على سدة السلطة ، خاصة وان حكومة دولة جنوب السودان لم تتخذ اي اجراء
لمحاسبة المتورطين ، ولم يتم تعويض المتضررين .
من جانبها
اعربت صحيفة نيويورك تايمز عن سفها بشان ما يحدث من فوضي بالدولة الجديدة ، معتبرة
ان هذه السيناريوهات مشابهة لما توقعته الخرطوم قبل انفصال الجنوب ، وحاول
الشماليون ان يحذروا منها في اكثر من مناسبة ، محذرة من ان رئيس دولة الجنوب
سلفاكير ميارديت يبدو انه يفقد السيطرة على الاوضاع .
شخصية صعبة
ولفت نيويورك
تايمز الي ان سلفاكير الذي يرتدي الملابس الداكنة ، ويحرص على ارتداء قبعة رعاة
البقر التي اهدت اليه من قبل الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش ، معروف عنه انه رجل
محترم ومتدين ، الا انها اعتبرت شخصيته يصعب فهمها ، ونقلت الصحيفة عن جيمس باديت
الاستاذ بجامعة جوبا ، ان قرارات سلفاكير تعتمد على من يؤثر فيه ، مشيرا الي ان
سلفاكير يوجه جنوده باحترام حقوق الانسان ، الا انه لم يقدم اي شخص منهم للمحاكمة
بعد ارتكابهم للكثير من الفظائع .
في السياق
نقلت مجلة التايم الامريكية عن ميري 27 عاما ، التي تقيم في دار لمنظمة مسيحية
امريكية تقدم الماوي والحماية للاجئين ، انها وعائلتها كانوا من بين عشرات الالاف
من المدنيين الذين لجاوا في قاعدة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في شمال مدينة
بانتيو عندما تعرضت لهم قوات سلفاكير في يونيو 2014 ، مشيرة الي ان الجنود اخبروها
انهم يعتبرون جميع النوير داخل المعسكر متمردين ، وانهم قاموا بقتل زوجها وطفليها
بحجة ان هؤلاء الاطفال سوف يصبحون مقاتلين في يوم من الايام ، واضافت ميري ان
الجنود اخبروها انهم لا يقتلون النساء والفتيات ولكن يقوموا باغتصابهن ، مشيرة الي
ان خمسة من هؤلاء الجنوب كبلوها واجبروها على مشاهدة ثلاثة منهم يغتصبون طفلتها
ذات العشر اعوام حتى الموت ، وتقول ميري انهم يفعلون ذلك بكل النساء في جميع
الاعمار .
واستعرضت
المجلة الامريكية الكثير من الحكايات والتجارب المريرة لهؤلاء النسوة بدولة جنوب
السودان .
سحر أحمد
تعليقات
إرسال تعليق