اتفاق على حسم الملفات وفتح المعابر خلال (21) يوما
الخرطوم وجوبا ..ملامح
مرحلة جديدة
بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام ،
اختتم أمس تعبان دينق قاي نائب رئيس دولة جنوب السودان ، المعين خلفا للدكتور رياك
مشار المقال ، اختتم الزيارة بمؤتمر صحفي مهم عقد بالقصر الجمهوري بعد لقاء مهم له
ووفده الوزاري المرافق مع الرئيس عمر البشير ، حقق من خلاله المباحثات التي جرت
خلات اليومين ، مكاسب كبيرة لحكومة وشعب بلادة على المستوى السياسي والاقتصادي
والاجتماعي .. وبدا تعبان خلال المؤتمر الصحفي رجل دولة وليس معرضا مناورا . ونوه
خلال المؤتمر إلى إسهام مطلوبات زيارته مندولة جارة هي الأم الرؤوم والملاذ عند
المن رغم المرارت السابقة ، مغلبا المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والتنسيق في
المحافل الدولية بين الدولتين على قضايا أخرى كان الغرض منها الاستنزاف وخلق
التوتر
(
شعب واحد)
وتسلّم الرئيس البشير خلال
استقباله تعبان بالقصر الجمهوري ، أمس ، رسالة من الرئيس سلفاكير تتعلق بالعلاقات
والقضايا ذات الاهتمام المشترك ، بجانب دعوة إلى زيارة جوبا بهدف بحث العديد من
الملفات بين البلدين . وأكد البشير خلال القاء حرص السودان على أمن واستقرار دولة
الجنوب ، ولفت إلى أن استقرارها هو استقرار للسودان . وقال د. الرشيد هارون وزير
الدولة بالرئاسة خلال المؤتمر الصحفي ، إن البشير أكد أن اهتماماته أن يعيش شعب
الجنوب البشير في وئام واستقرار ، ويتقاسم السودان اللقمة والمصير المشترك معه .
وحيا هارون ، تعبان دينق بوصفه النائب الأول لرئيس دولة الجنوب ووفده المرافق ،
ووصف العلاقات بالأزلية والتي لاتكاد تنفك ، لأن المزاج والهوى والأصول سودانية ،
وأن الانفصال إدارى وسياسي ليس إلا باعتبار أننا (شعب واحد في دولتين ).
وقال الرشيد إن السودان سيظل
الأحرص على أمن وتطور الجنوب باعتبار أن استقرار جنوب السودان هو استقرار السودان
، وما تأكيد الرئيس عمر البشير على اقتسام لقمة العيش مع الإخوة في الجنوب إلا أكب
دليل على ذلك ، وأشار إلى أن لقاء البشير مع تعبان دينق تطرق إلى العلاقات
الثنائية بين البلدين ، ونوه إلى ترحيب العلاقة الأزلية . وأضاف " نحن نشيد
التطور المستمر حتى يعيش الشعبان الشقيقان في سلام " وتابع : " نحن ضحيا
بالوحدة من أجل السلام" ، وأوضح أن
اللقاءات التي اجراها تعبان بالخرطوم تناولت السبل الكفيلة بتطوير العلاقات لمصلحة
الشعبين .
وقال إن اجتماعات اللجنة الأمنية ،
أمس الأول وضعت مؤشرات وتفاهمات كبيرة في سبيل إنفاذ اتفاقية الترتيبات الأمنية
بين البلدين وأكد أن سيادة دولة الجنوب واستقرارها هم بالنسبة للسودان .
تحية للإعلام
وابتدر تعبان دينق حديثه للصحفين ،
أمس ، بتوجيه تحية خاصة إلى الإعلام بشقيه الرسمي وغير الرسمي، ناقلا تحايا الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب ،
وتحايا شعبه إلى أشقائه في الخرطوم ، ومضي يقول " إن الخرطوم بلدنا كلنا وقلت
ذلك للنائب الأول أمس.. القصر حقكم لكن حقنا كلنا .. لأننا كلنا سودانين .. نحن
لسنا غريبين ".
تفاصيل الأوضاع بالجنوب
وقال تعبان :" تابع الجميع
الأحداث التي وقعت في الجنوب " ووصفها بالمؤسفة ، والتي استمرت من يوم 7 حتى
يوم11 يوليو ، واستمرت في جوبا ، فقدنا فيها أبرياء أعزاء لكن الآن الاوضاع مستقرة وتخت السيطرة في جوبا
وفي أقاليم أعالي النيل وبحر العزال وغرب الاستوائية . وأضاف : " هنالك بعض
الأحداث متفرقة في بعض قرى الاستوائية ".
حوار أسري
وقال تعبان ، خلال المؤتمر : بعد
وصولنا الخرطوم مباشر ، دخلنا مباشرة في حوار حول مائدة أسرة وليس حوار أطراف ،
فهو حوار حول مائدة أسرة سودانية ليس فيه روح المنافسة ، نناقش قضايانا الأمنية
يكون هنالك سلاما شاملا في الودانين شمالا وجنوبا سلام نهائي " وأضاف :
" إذا كان هنالك معارض شمالي أو جنوبي لديه هدف لم يحققه في زمن الحرب ولى
حتى على صباح أمس ، نقول له : زمن الحرب ولى ونحن قادرون على تأمين حدودنا ، رغم
أن الحدود بين البلدين طويلة ، لكنها حدود سودانية سنسعى لتأمينها ".
21 يوما
وتابع تعبان : " الآن منحنا
أنفسنا مدة 21 يوما نعان بعدها الإجراءات التي سيتم اتخاذها على الحدود ، وهي
إجراءات أمنية إجراءات فتح معابر ، وسنرجع إلى جوبا ونناقش كل القضايا الأمنية بما
فيها مسار إحلال السلام في السودان " . وزاد " أي معارض شمالي يريد الاستمرار
في الحرب منصة انطلاقه لن تكون جنوب السودان ، وعليه أن يتوجه لأية جهة أخرى"
، وقال تعبان : " بسبب الحرب معظم
الجنوبين رجعوا للسودان الأم ، ونرى أن القياداتين البشير وسلفا يجب أن يتجهوا نحو
التنمية وتوصيل البلدين بالطرق العابرة السريعة ، وليس زرع الألغام " ومضى
ليؤكد " أن استقرار السودان الكبير هو استقرار للإقليم وأفريقيا كلها "
طلب دعم
وأشار تعبان إلى أن بالجنوب ثروات
غير مستغلة ، وأنهم يحتاجون دعم السودان لاستجراج النفط الذي توقف ، وقال :"
حاليا استخراج النفظ توقف في الوحدة ، نحتاج الدعم لإعادة التشغيل ، وحقول أعالى
النيل قل إنتاجها نحتاج الدعم لرفع الإنتاجية واستغلال النفط سيعود بالنفع
للدولتين " . وأضاف : " كذلك هدفنا من الزيارة أيضا طلب دعم السودان
أصبح حاليا بعيد عن دائرة الاستهداف لحد ما لأن العالم وجد محلا جديدا" .
واعتبر تعبان قرار مجلس الأمن
(2304) تعديا واضحا على السيادة القومية لبلاده . وقال : " جئنا نطلب السند
الشعبي والرسمي لمناهضة القرار ، ويجب على العالم أن يعطي دول جنوب السودان فرصة
فهي دولة ناشئة " ، واضاف : " حتى أمريكا صاحبة الديمقراطية الآن استمرت
سنتين في قتل الهنود الحمر وقتل أنفسهم ، نحن نحتاج لفترة انتقالية حتى يتحقق
الاستقرار " . ويرى نائب رئيس دولة الجنوب ، أن دخول القوات يعني مزيدا من
التخريب للجنوب ولن يرتاح السودان .
دعم البشير الفوري
وقال تعبان في تصريحاته ، أمس :
" خلال الزيارة طلبنا من البشير دعم شعب الجنوب ، ولم يتردد في توجيه النائب
الأول بتقديم جعم فوري لشعب الجنوب من مخزون الشعب السوداني... لاينتظر فتح المعابر
وينقل عبر ميناء كوستي إلى جوبا ، ومن الخرطوم إلى ولاية الوحدة , وأويل .
دعوة للبشير من سلفا
أعلن باقان أنه نقل رسالة من
الرئيس سلفاكير ميارديت إلى البشير ، وقال :" نقلت كذلك رسالة من الرئيس
سلفاكير للرئيس البشير دعاه فيها لزيارة جوبا " . وانتهز تعبان الفرصة ووجه
الدعوة لكل الأجهزة الإعلامية الموجودة لمرافقة الرئيس البشير خلال الزيارة حتى
يتمكنون من الاطلاع على حقيقة الأوضاع ، وقال : (ناس البيت قدر المسؤولية ).
حق تقرير المصير ... هدف نبيل
وفي اجاباته على اسئلة الصحفين
والأعلامين الحاضرين ، أمس حمل تعبان دينق ، الأنظمة المتعاقبة مسؤولية فصل جنوب السودان ، وقال: " هنالك
عدم ثقة تطور لقسم البلدين لدولتين " ، واضاف : " قرار البشير منح
الجنوب حق تقرير المصير رغم أنه ضد رغبة بعض المواطنين ومنظمة الوحدة الأفريقية ،
إلا أنه :ان خيار نبيلا الهدف منه تحقيق السلام والاستقرار ، وأن البشير فضل
السلام على الحرب ".
ونفى تعبان أن يكون هنالك استعجالا
، وأشار إلى أن الحرب استمرت زمنا طويلا ، وقال " الآن نحن نسعى للسلام في الدولتين
، إذا كان هنالك من يسعى لاحتلاك السلطة بالقوة في الشمال لن يكون الجنوب نقطة
انطلاقه ، وسنتصل بإخوتنا في قطاع الشمال
لنؤكد لهم
ضرورة التوصل لسلام وجوبا تدعم هذا
الاتجاه ، والرئيس سلفاكير شخصيا يولي الملف اهتماما شخصيا ، أما إذا كان خيارهم
مواصلة الحرب فلن يكون الجنوب منطلقا لهم ، كذلك نقول للجنوبين الذين يريدون
الاستمرار في الحرب بمن فيهم مشار إن نقطة انطلاقهم لن تكون الشمال ، وعليهم أن
(يفتشوا على بقعة أخرى ) .
وأضاف : " نحن عانينا من عدم
الاستقرار ومرارات الحرب " ، وتابع رغم أن الانفصال لم يحقق السلام الكامل للشمال ، إلا أنه إلى حد ما خفف من حجم
الحرب وتكاليفها ، وأن الخطوة القادمة هي تحقيق السلام الكامل شمالا وجنوبا"
. وأردف : " نسعى لأن يستقل المواطن كما كان في السابق اللورى من الخرطوم إلى
ياي في الهمبريب البارد ".
رفض القرار (2302)
وأعلن تعبان رفضهم لقرار الأمم المتحدة الخاص
بنشر قوة أممية إضافية ، وقال " رفضنا القرار الأممي لأن فيه تعديا على سيادة
الوطنية "، وأضاف : رغم الرفض ، نحن على استعداد أن نستقبل وفودا أممية ,
أمريكية ومن الترويكا الأوربية للتفاوض حول تفاصيل الهدف من القوة " ، وتابع
" قبلنا في أديس من حيث المبدأ بقوة حفظ الحماية ، لكن التفاصيل يجب أن تناقش
، جوبا ماهي المنشآت التي تحتاج لحماية ؟ ، بعض البنود تقول حماية مطار جوبا ،
وهنا أقول إن مطار جوبا يعمل 24 ساعة ، وأي بلد ذات سيادة لاتسلم مطارها لأجانب
."
تغيير اسم الجيش الشعبي
نفى تعبان أية تحركات للجيش الشعبي المعارض للحكومة في جنوب السودان ، وقال
إن الأوضاع تحت السيطرة ، وكشف عن قرار مشترك للحكومة ومعارضيها ممثلة في النائب
الأول بشأن اتخاذ خطوات عملية سريعة بتدريب قوات الجيش الشعبي المعارض وتشوينها
للعمل سويا على إعادة دمجها . ويرى تعبان أنه من الخطورة بمكان وجود جيشين لمدة
طويلة في دولة واحدة ، وأضاف : نسبة لحساسية اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في
الشمال وكذلك في الجنوب ، فإن حكومة الجنوب قررت تغيير التسمية وسيتم الاعلان عن
الاسم لاحقا عقب الاتفاق على الاسم الجديد "
وأضاف تعبان : " حكومة الجنوب
حاليا مسيطرة ، ونحن ملتزمون بتنفيذ الاتفاقية ، لان خيار شعب الجنوب ليس
الاستمرار في الحرب وعايزين سلام ، بلدنا خسرت كتير اقتصاديا ومعنويا ".
مريم أبشر
تعليقات
إرسال تعليق