ملف الجنوب ... أسئلة وزارة الخارجية ؟!


هل تملك وزارة الخارجية استراتجية للتعامل مع الأوضاع في الجنوب تستصحب ما يطرأ على هذا الملف يوميا من أحداث خطيرة وما يترتب عليها من فواتير سياسية واقتصادية وأمنية باهظة تسددها بلادنا؟.
على نحو أدق ، هل أعلمت الخارجية عصفا ذهنيا ينتج مواقفا متماسكا لإدارة ملف الجنوب ومواجهة (كافة السيناريوهات) في ظل حديث عن تراجع الدور السوداني في التعامل مع ملف الأزمة الآخذة في  التطور؟.
بالطبع لن نذكر القائمين على المر ان السودان هو البلد الأكثر تضررا من كافة النتائج التي أنتجتها ... ومازالت ترتيبها الأحداث الآخيرة في دولة الجنوب .
للأسف ترك السودان الجنوب ومنحه الأاستقلال ، لكن الأخير لم يترك الشمال الذي ظل ينزف في اقتصاده وأمنه كلما اندلع القتال في جوبا واتسعت رقعة المواجهات  داخل خريكته المأزومة .
الواقع يقول إننا سندفع ثمنا باهظا لبقاء الجنوب على ماهو عليه من اقتتال انتج بالطبع دولة فاشلة ، وسنتضرر كذلك من نشر اية قوات دولية تحت الفصل السابع لحماية المدنين والمنشأت خاصة إذا لم تحقق أمننا في افقليم ، وأخشى أننجد أنفسنا كذلك محاصرين بخيار وضع الجنوب (تحت الوصاية الدولية) إذا ماتفاقمت الأوضاع الأمنية وفشلت القوات الأممية في بسط السيطرة على الاوضاع .
هل تتحسب خارجيتنا لكافة الاحتمالات وتسعى للتقدم نحو تحقيق اختراق في ملف الجنوب عبر التدخل للتقريب بين الوسطاء مثلا .. أم تكتفي بالدور الإقليمي الذي ينخرط فيه السودان ضمن منظومة (ايغاد) ...
هل يتناسب مانفعله ضمن دول الإقليم مع حجم تأثرنا كدولة وشعب بما يحدث في الجنوب ؟
هنالك بالتاكيد اتهام بضعف مواقفنا إذا ما قورن بحجم تأثير الجنوب على بنيتنا الأمنية والسياسية والاقتصادية ... لماذا تكتفي بالحل الأقليمي وتمضي دول مجلس الأمن لتمرير أوراق دولية من (تحت التربيزة) تدفع بقوات حفظ السلام تحت البند السابع لحماية المدنيين والمنشأت ...
قد تتطور إلى وضع الجنوب تحت الوصاية الدولية ، بالطبع هذا الخيار متوقع أذا ماأدركنا أن المكون الأكبر في الجنوب (الدينكا) يرفض استقبال هذه القوات ... وبالنظر إلى التعبئة التي تسود الشارع الجنوبي لرفض القوات الأممية...
باستصحاب الأثر الذي أحدثته (قوات اليوناميد) في دارفور ، ما الفرق بينها و (اليونميس) الموجودة في الجنوب والتي سيضاف إليها أربعة آلاف  مقاتل من الجنسيات الأفريقية لحماية المدنيين ، مع كل هذه المعطيات .. هل ستستطيع هذه القوات أن تحمي نفسها ؟.
أغلب الظن أن هذه القوات التي تستر الآن بدعم مقرارت قمة (ايغاد) لإنشاء قوة إقليمية ، ستواجه الفشل في ظل تنامي الفوضى الأمنية وتكافؤ معادلة القوة بين المعارضة والحكومة ... ومع  قلة عددها إذا ما قورنت مهمتها بحجم التحدي الموجود في خارطة الجنوب .
السيناريو الأسوأ سيادتي بعد هذه القوة ، وهو وضع الجنوب تحت الوصاية الدولية وزيادة عدد القوات ألى نيف وعشرين ألفا .. وتكرار سيناريو القوات الدولية في العراق مع بداية الغزو ، ولكم سيادتي أن تتخيلوا حجم الضرر الذي سيواجهه السودان وحدوده المهمة تدار بواسطة  قوات أممية ، مهمتها بالطبع ذات طبيعة أمنية وليست سياسية ... طبعا سيحدث كل هذا بعد إلغاء الاتفاقيات وتوقف النفط وتجارة الحدود وتعطل منظومة المصالح المشتركة.
الأخطر من كل هذا إنني لاأرى أن هنالك استراتيجية واضحة للتعامل مع الأواضع في جنوب .. هذا الملف أخشى أن نستمر في التعامل معه على طريقة (رزق اليوم باليوم).
لدينا خبراء يسدون عين الشمس لابد أن يدعوهم وزارة الخارجية على مائدة (عصف ذهني) تحدد الخيارات والاسترتجيات ، فهل تفعل !؟.
محمد عبد القادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية